ملحق شباب ألاسبوعي

هذا وطن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


نزار الرياني : حفنة من القادة والطغاة ، تتكبر وتتجبر ، تقتل وتظلم ، تعتقل وتنفي ، تهجـَر وتنفـَر ، تسرق وتنهب ، تهيمن وترعب ، وتمارس كل الأعمال المافيوية وكل ما له علاقة بالجرائم والنصب والاحتيال والفساد والافساد ، كل ذلك باسم "الوطن" الذي احتكروه من بابه إلى محرابه ، بجباله وسهوله ومياهه المحلية والاقليمية وبمصانعه ومرافقه ومشاريعه الفوقية والتحتية وبمناقصاته ومزاداته أي أن هذه الطغمة الحاكمة " أكلت البيضة والتقشيرة " فبلعت الوطن بكل مقوماته حتى أنها حرمت المواطن العادي من ممارسة حبه لوطنه وعشقه له لأنها بحجة أنها الأمينة والمؤتمنة .

هذه الحفنة الفاسدة التي تتاجر كل يوم بممتلكات الوطن من الرغيف إلى برميل النفط ، وهي تتعامل مع الوطن كشركة " محاصة " حيث ينتهي انتماؤها للوطن بانتهاء انتفاعها منه ، أجل إن الوطن بصريح العبارة بالنسبة لهذه الطغمة هو علبة " كلينكس " يستخدم مرة واحدة .

لا يا سادة ، الوطن هو الولادة والانتماء والبقاء ، الوطن هو آلاف الأمتار المكعبة من الدماء التي روت الأرض لتحرره وتمنحنا الاستقلال ، الوطن هو ثقافتنا العريقة وموروثنا الأخلاقي النبيل ، الوطن هو علماؤنا ومفكرونا وشعراؤنا وفنانونا ومبدعونا وثوارنا الحقيقيون ثوار ما قبل " الخاكي " ، الوطن هم أطفالنا الذين سيحاسبون كل من عمل " باسمهم " على الوضع المرتدي الذي سيصلون إليه ، الوطن أكبر من كل طغيانكم وفسادكم وسرقاتكم وبطشكم وإذلالكم وقهركم لشعوبكم ، الوطن أرحب من سجونكم وأكبر من عقولكم .

"أيها المارون " عبارة أطلقها الشاعر الكبير محمود درويش على من اغتصب الأرض وهنا يطيب لي أن أطلقها ثانية ً ولكن على من اغتصب الحرية ، ولكن عزاءنا في أن جولة الباطل لن تطول .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف