ملحق شباب ألاسبوعي

أجساد للإيجار أو البيع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أجساد للإيجار أو البيع في دعارة "مستحدثة"
لبنانيات في أقدم مهنة... بأحدث التقنيات


باحثات عن الغنيمة وسلاحهن الجسد _ لوحة لـ آنا اربينو فاين نسرين عزالدين : خرجت صفة العاهرة عن معناها التقليدي منذ مدة، فلم تعد المسببات والحوافز لفتيات الهوى هي نفسها، بل يمكن القول أن التطور الذي طال القطاعات الاخرى طال قطاع "الترفيه الجنسي" أيضا. الا ان هذا لا يعني ان القصة التقليدية لفتيات الهوى من فقر متقع او زوج جشع او احداث غريبة اودت بها الى ما هي عليه ، وانما انحصرت بالصف الثالث من فتيات الهوى _ اي اللواتي يعملن في مناطق فقيرة ويتقاضين مبالغ ضئيلة مقابل خدماتهن .

اما فتيات الهوى الجدد فمختلفات .. فهن فتيات او سيدات يتمتعن بمستوى جيد من العلم ويعملن في معظم الاحيان وفق شروطهن الخاصة وينتقين من يروق لهن ماديا او شكليا احيانا .. كما ان زبائنهن ينتمين الى مستوى معين من الثراء . تختلف التسعيرة حسب ما تنشده الفتاة من زبونها وما ينشده هو منها، وعليه يكون الاتفاق بالتراضي .

هو يطرح عروضه وهي تطرح شروطها وفي نهاية اليوم يصلان الى اتفاق يرضي الطرفين . من اشكال " الترفيه الجنسي" الجديدة "إستئجار" الفتاة لشهر كامل او طوال مدة اقامة الشخص مقابل " مصروفها " والاستئجار هنا يعني علاقة جنسية بحتة دون اي ارتباط عاطفي او معنوي تجاه الشخص الاخر، اما فيما يتعلق "بالدفع" فان المبلغ المحدد لا يعطى نقدا مقابل الخدمات الجنسية وانما يتخذ شكلا اخرا .. فيكون اشبه بالمصروف ويتضمن الهدايا التي قد تكون في بعض الاحيان ضمن الاطار المتعارف عليه من ذهب او الماس او ملابس وقد تكون احيانا عبارة عن شقة او سيارة .

لكن الجزء الاخير من الهدايا مربوط بالمكانة الاجتماعية للفتاة وقدرتها على التواصل مع الزبون وفق مكانته الاجتماعية هو الاخر. فان كانت فتاة الهوى من الطبقة الفقيرة ولا تمتلك المقومات الضرورية التي تخولها دخول عالم "الدعارة الجديد" ، فهي ستلتزم بذلك المحيط وبالعملية التقليدية اي الجنس ثم الحصول على ثمنه ، اما اذا كانت تمتلك المقومات للانطلاق خارج الاطر المحددة فمن المرجح انها سنتتقل من منطقة وضيعة الحال الى اخرى اكثر ثراء وعملية اقل تقليدية حيث التواصل مع الزبون والقدرة على مجاراته في تسليته جزء من الوظيفة .

اضافة الى كل هذا اختلفت المقاربة من موضوع الجنس مقابل المال ففي ظل الانفتاح على الجنس وتحول العذرية الى "خبر كان " انطلاقا من الحرية الشخصية وما يتبعه من حرية جنسية باتت صفة فتاة الهوى اكثر شيوعا .
وفي لبنان الوضع لا يختلف كثيرا عن باقي الدول والمجتمعات، وسواء اعترف البعض ام اختار تجاهل الامر فإن السياحة الجنسية باتت جزءا من واقع هذا المجتمع خصوصا في ظل "خبريات" يتم تناقلها عن تبعية شبكات دعارة كبرى الى شخصيات مرموقة حتى ان بعض الصحافيين الذي حاولوا خلال فترات مختلفة التقصي عن هكذا شبكات تم "نصحهم " بالتوقف عن البحث.وفي ظل هذه المتغيرات اختلفت صورة القواد النمطية المتعارف عليها الى شخص "صاحب معارف" واحيانا ذو مكانة ما .


وبعيدا عن المستوى الاعلى من الدعارة ، هناك مستوى اخر اقل خطورة واكثر انحسارا وهي "الدعارة الجامعية " وهو امر شائع بين الفتيات الجامعيات اللواتي ينتجن "مصروفهن" وما يفيض عن ذلك بأشواط . وتجدر الاشارة هنا الى ان الدعارة الجامعية نادرا ما يكون سببها حاجة الفتاة الى تأمين قسطها الجامعي لانهن غالبا ما يكن من اسر ميسورة الحال .
مها احدى اؤلئك الجامعيات ..وهذه قصتها .

بين الدعارة ..والعلم

مها فتاة العشرينيات لا تختلف كثيرا عن بنات جيلها وان كانت لا تشبههن مطلقا في مهنتها .هي بائعة هوى أو "مرفهة" او فتاة تقوم بما يحلو لها او اي من الاسماء الاخرى شرط الا يطلق عليها صفة "عاهرة"..فهذه الكلمة شتيمة لا تريدها لنفسها. لم تبدأ قصتها بتاريخ محدد او نتيجة حادثة ما ، وانما نتيجة تراكمات "وعي" ما اكتسبته خلال سنواتها المراهقة وما تلاها من سنوات جامعية، وعن هذا الوعي تقول مها " بدأت الامور تبدو لي بشكل اوضح خلال سنواتي الدراسية الاخيرة . فكل ما ينشده الشاب هو جسد الانثى .ومن اجل لمسه او النظر اليه او حتى التواجد بقربه او الحصول عليه هو مستعد لتقديم تنازلات عديدة ".

انطلاقا من "خبرتها" المتواضعة فتحت حياة الليل من سهرات في النوادي عينيها على مستوى مختلف اخر ، فهناك يقوم الشاب بالتودد الى الفتاة فيقدم لها مشروبا فتكافأه برقصة معه وينتهي الامر هنا ، اما اذا كان طلب الشاب مشاركته السهرة فالفاتورة عليه لا محالة ." اي فتاة تتعرض للتحرشات والعروض خلال السهرات ، لكن الفرق بيني وبين "اي فتاة " انني لم اترك الامور للصدفة ، بل كنت اسعى لتحقيقها . هو يريد صحبتي خلال السهرة وانا اريده ان يدفع ثمن سهرتي.ثم نودع بعضنا البعض وينتهي الامر هنا".

لعله الجشع او لعله تصميمها على الحصول على "فخامة "الحياة التي لا يمكن لذويها تأمنيها لها ..فمها تريد المزيد وهذا ما دفعها للانطلاق الى مستوى اعلى وهدفها "رجل ناضج يمكنه دفع ثمن اكثر من سهرة" .لكنها في هذه المرحلة دخلت مستوى "الكبيرات" والشبكات التابعة لقواديين يحددون مناطقهم وزبائنهم ويرفضون دخول اي جديد "على الخط" . لكنها تمكنت من جعل نفسها موضع اهتمام الرجال فهي فتاة في مقتبل عمرها جميلة وذكية " العروض هناك كانت مغرية جدا ، فمجرد قبول دعوة احدهم حتى يطلب اغلى و اجود انواع المشروبات ، تليها دعوة لعشاء متأخر بعد السهرة وربما نزهة لاحقا ".

وبين ازدواجية حياتها _الاولى كطالبة جامعية والثانية كفتاة تبيع صحبتها وجسدها مقابل رفاهية تحلم بها _ نسجت مجموعة من الاكاذيب تبرر غيابها المتكرر عن المنزل ، وحين قام والدها بمنعها من الخروج ليلا حاولت نقل مواعديها نهارا. " اعترف ان هذا الامر قلل من حظوظي بالحصول على رصيد ثمين ، لكنني ما زلت اخترع حججا مقنعة بين حين واخر كي اخرج ليلا كي اتمكن من الحصول على زبون ثم اقابله خلال النهار فقط".

وفي حياة لا تلبث "صاحبتها " ان تكتسب خبرات كبيرة ، تعلمت سريعًا ضرورة التكتم في عملها في ظل منافسة شرسة بين العاملات لحسابهن الخاص وبين التابعات لقواديين "هناك الكثيرات التابعات لقواديين لا يحبون ان يتعدى احد على زبائنهم الدفيعة . فهناك الكثيرات من الفتيات اللواتي يقمن بما اقوم به مقابل الهدايا والرحلات والمال ". على ما يبدو ،وكون لبنان -خصوصا خلال مواسم الذروة السياحية- يسهل عملية الالتقاء والانتقاء من دون مجهود يذكر ، فإن عددا هائلا من المراهقات والجامعيات وحتى القاصرات دخلن هذه المهنة _ التي تشبه الدعارة في اوجه وتختلف عنها في اوجه اخرى _ لحياة مترفة لا يملكن ثمنها .

"لست عاهرة .جسدي هو مهنتي حتى احصل على ما اريده .وما اريده هو حياة الثراء ". وبانتظار الحلم الذي " حل " على احدى صديقاتها التي افتتن بها احدهم وحولها الى عشيقته الثابتة التي يغدق عليها ما تريده شرط الا ترحل، تتابع هي عملها بانتظار تخرجها من الجامعة .." لا اعرف متى سأتوقف لكنني اعلم انني سأتوقف يومًا ما".


السواح واللبنانيات

تعالت الاصوات المستنكرة خلال الفترة الاخيرة المطالبة بوضع حد "للدعارة السياحية " في لبنان. فالبعض يرى ان وسط بيروت تحول الى مكان الى الانتقاء.. فهو مقصد السواح للسهر ومقصد المرفهات للعمل.هذه الفئة تخلصت منذ مدة من صفة "العاهرة" ، فتبادل الخدمات _اي الجنس مقابل ما تريده الفتاة_ تحول الى نوع جديد من العلاقات .فكما هناك علاقة حب او مصادقة هناك ايضا علاقة جنس مقابل اسبوع او شهر او اكثر من الرفاهية.

وهكذا فان الدفع "النقدي" مقابل الخدمات لم يعد محصورا ببضع مئات الدولارات ، بل في احيان كثيرة فان بعضهن يتقاضين مبالغ هائلة ..وحتى ان بعض الشائعات تدور حول وجود "كاتلوغ" (كتيب) بصور وتسعيرة الفتيات وانه يقدم فقط لاصحاب الثروات الكبيرة .اذن هي خدمات لا اكثر وان كانت انواعا ومستويات .فمن تحمل صفة " العاهرة " تلتزم بمنطقتها ومن تحمل صفة "المرفهة " لها كامل الحرية والحق بالتدخل في الموسم السياحي .
فبعضهن يكتفين بما يقدمه الاخر من هدايا والبعض الاخر يعمل من اجل "الثراء" المزمن لا المؤقت.

وهكذا فان الصف الثالث هو حكر على الطبقة الفقيرة التي تتقاضى المرأة مبالغ قليلة مقابل الخدمات الجنسية اما الصف الثاني فهن اللواتي يحصلن على "المصروف " مقابل الترفيه اما الصف الاول فينحصر باللواتي يتقاضين مبالغ هائلة ، وهن في اغلب الاحيان لا يسعين خلف الزبون ،بل يقوم هو بالسعي خلفهن وبالتالي فانه يصبح ملزما بتقديم افضل ما لديه للحصول على احداهن .رنا من فتيات الصف الثاني واللواتي ينشطن خلال فصل الصيف "السائح كغيره من الشبان ولوكان لبناني لما تم نعتي باي صفة ، لكنه خليجي و يناسبني اكثر من اللبناني .. فهو دفيع ".

لا تجد رنا عيبا فيما تقوم به وترفض تسمية الشخص المعني "بالزبون" فهو "صاحبي" وتبرر رنا فكرتها هذه بأن عددا كبير من الفتيات اللبنانيات يخرجن مع شبان لا تربطهن بهم سوى العلاقة الجنسية فلا حب ولا ارتباط وحين يمل الطرفين من بعضهما ينطلقا في رحلة بحث جديدة " معظم الفتيات يخرجن مع السواح او مع اللبنانين مقابل المال او الهدايا. لي صديقة تتقاضى مبالغ جيدة وتصرفه على قسطها الجامعي وعلى سيارتها التي اشترتها بالتقسيط".اما هي فلا تقوم بصرف اي من المبالغ التي تتقاضاها سوى على "تحسين صورتي، فكلما كان شكلي وملابسي والاماكن التي ارتادها فخمة كل ما كان صاحبي افضل".رنا تقوم بوضع اموالها في البنك بانتظار الوصول الى "رقمها المفضل" وحين تصل اليه .." لعلي اتعرف باحدهم واغرم به واتزوج".

وبين صفوف اللبنانيات ، يبرز نوعا اخر من "الدعارة" التي دخلها العنصر الاجنبي .فالبارات والكباريهات باتت منطقة "الاجنبيات" مع تواجد قليل للبنانيات.

فتيات الهوى الاجنبيات

لغة الجسد _ لوحة لـ مايكل ليف يمكنك ان تختلس النظر الى البارات وانت تمر في شوارع منطقة الحمرا في بيروت . وحتى يمكنك ان تشاهدن يجلسن في الخارج بانتظار بدء الدوام . الا ان هذه البارات باتت ومنذ سنوات حكرا على الاجنبيات مع تواجد للبنانيات وانما بنسب ضئيلة . هذه الاماكن منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية وليست في منطقة واحدة، لكن المثير في منطقة الحمرا انها منطقة مختلطة بين احياء سكنية وفنادق ومؤسسات ومتاجر وبارات .زبائن هذه الاماكن محددة هويتهم سلفا فهم اما المراهقين الذين يودون التجربة ولا يملكون الكثير من الاموال او اصحاب المهن المتوسطة الحال الذين يسعون خلف اللذة بمبالغ قليلة او اللذين يفضلون الطراز "التقليدي" من عملية الجنس مقابل المال.

ولعل المثير للسخرية ان تصادف اثناء ركنك سيارتك في احد مواقف السيارات "القوادة الام" لاحد البارات الملاصق تماما للموقف. فتجدها بجثتها الضخمة وشكلها العابس بشكل دائم تجلس على كرسيها وتمد ساقيها الى الامام .. الجميع يعرفها والجميع يحاول تجاهل وجودها ، اما هي فتحدق بكل من يمر امامها وكأنها تتحداك ان تنظر في عينيها وتسألها عن كل ما يدور في رأسك . لا اعتقد ان احدهم قام بذلك يوما ، ولا اعتقد ان احدا سيقوم بذلك .

وكما كل يوم ستظل هي تجلس خلال ساعات النهار على كرسيها ، تفكر بما تفكر به عادة ..وانت تمر امامها بين حين واخر ، تفكر ايضا بما تفكر به .وهكذا هو الحال في لبنان ، فقد تكون في اكثر الاماكن فخامة في لبنان وتجلس قبالتك شابة متأنقة جميلة ، وقد تراقبها تحاول استمالة رجل ما وحين توفق سترحل معه . قد تحدق بك ..ستتحداك ان تنبس ببنت شفة ، لكنك لن تقوم بذلك يوما ..ستصمت تفكر بما يحلو لك وهي تفكر بما يحلو لها .

nisreen@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف