ملحق شباب ألاسبوعي

ذكريات من شارك في إنتفاضة الاقصى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


.رزق علي: قد تتشابه القصص وقد تتكرر لكنها في كل مرة تكون اكثر حزنا من سابقتها ..هي قصة طفل ذهب برفقة شقيقته هبة لشراء طعام الافطار من احد المحال التجارية ..حينها لم يكن يتجاوز السابعة من عمره فاحتجزته القوات الاسرائيلية بجيب عسكري لمدة ساعتين وبينما اختفت شقيقته بين المنازل المجاورة .

هل تنسى

قد تغيب ذكرياتنا الماضية بما فيها من احزان وأفراح وقد كانت فيما مضى حقائق تمر علينا دون ان نلقي بها بالا ثم نحاول استرجاعها جاهدين إعادة بعضا من اجزائها كي نرويها لمن يأتي من بعدنا .لكل ذكرى مدلول خاص بمن يحملها ، منها ما يصعب نسيانه وقد لامست مكامن الوجع في القلب لا يمحوها الا الموت.

ولأن الانتفاضة قد شكلت احد اهم جوانب الشخصية الفلسطينية ، ولانها اضحت الملهم الاساسي للشباب الفلسطيني حتى باتت الاحلام والتوقعاتحتى يخيل اليك ان الانتفاضة هي كل شيء .

وان كانت انتفاضة الاقصى قد شكلت الذاكرة الجماعية واثرت في حياة الشباب الفلسطيني ، فإن الذاكرة الخاصة لمن شاركوا بها تبقى الاكثر وضوحا . يحكون حكاياتهم وكأنها حدثت بالامس .

.."كادت تكون مجزرة "يبدأ ابو هاشم (27 عاما ) حكايته بما أسماها المجزرة التي كان أن يتعرض لها هو ومجموعة من رفاقه على ثغر من ثغور مدينة غزة " لا تزال ذكرى تلك الليلة حاضرة في ذهني وبقوة .. حينها قصفتنا قوات الاحتلال بصاروخين على الاقل بيمنا كنا نجهز انفسنا لمنع تسلل القوات الخاصة الاسرائيلية".

ويمضي ابو هاشم قائلا." اطلقت الطائرة صاروخها الاول واصبحنا لا ندري اين نذهب حتى سقطت غائبا عن الوعي لأجد نفسي بعدها في المستشفى وقد اصبت في قدمي اليمنى اصابة بالغة".

ويستشعر ابو هاشم تلك اللحظات العصيبة التي مرت عليه برفقة رفاقه " رغم اننا كنا نتعرض لخطر محدق الا اننا كنا نتبادل النكات في تلك اللحظات ونسخر بشكل مسرف من الطائرات التي تلحق في الجو وحتى الآن عندما نجلس مع الأصدقاء نعاود الذكريات مرة اخرى ".وليس كل تلك الذكريات التي مر بها ابو هاشم مرعبة هكذا فرغم أن عمله في المقاومة لا يحتمل المزاح فقد كان يجد وقتا لسرد قصصه وذكرياته المضحكة في بعض الاحيان والمبكية في احيان اخرى .

فتى السجادة

نبيل (25 عاما) من مدينة رفح كان عنصرا هاما ومؤثرا في طواقم الاسعافات الفلسطينية التي كانت تنقل رفات الشهداء والجرحى الى المستشفيات الفلسطينية .
يجاهد كثيرا لرواية قصصه فدموعه غالبا ما تمنعه من الكلام .. يختار حادثة فتى السجادة ليرويها . فهذا الفتى وبينما كان على وشك الانتهاء من صلاته اثناء اجتياح قوات الاحتلال الاسرائيلي لمدينة رفح اطلقت قذيفة على منزلهم ..وعندما هرع مع اصدقاء لانقاذ الفتى وجدوا والدته تحتضنه جثة تغرق في دمائها. يبحث دوما في عقله عن بعض الذكريات السعيدة ، هو يعلم انها قليلة لكنه يعلم ايضا ان البكاء قد انهكهه واعياه" ليس شرطا ان تكون الذكريات كلها مفرحة للقلب ولكن بشكل عام الذكريات المحزنة تفوق السعيدو في احيان كثيرة كنا نبكي وسط تعالي ضحكاتنا , ونضحك وسط بكائنا المرير. هكذا نحن كالاطفال".ونبيل الذي فقد احد رفاقه بات يخشى من الضحك ، فهو لا يريد ان يهين ذكرى صديقه او يقلل من شأن ذكريات أيام وسنوات ..يفضل الصمت على ان يتحدث عن اي ذكريات جمعتهما سوية سواء اكانت حزينة ام سعيدة ..فصديقه هو اجمل الذكريات .

مأساة

سمية (18 عاما) من مدينة غزة تروي احداث حياتها المرعبة ،تخشى ان تتذكرها في يوم من الايام حتى لا تعيش في صمت مطبق او غيبوبة كالتي عاشتها عندما توفت شقيقتها نور في حادث مروري مروع . وتقول سمية التي تنهي هذه السنة امتحانات الثانوية العامة" اكثر اللحظات رعبا هي اللحظات التي فقدت فيها شقيقتي التي كانت دوما توأم روحي".
حاولت سمية دوما منع والدها من المشاركة في صفوف المقاومة الفلسطينية لاعتقادها بانها ستفقده هو أيضا. لا تتحدث سمية عن ذطريات سعيدة فهي ترى ان " من يعيش في هذه الديار وهذه الاحوال الصعبة لا يمكن ان يحفظ من ذكريات البهجة و السرور شيئا بل ستكون حياته دائما معرضة لكل انواع العذاب والحزن العميق".

مميزة ومثيرة

أحمد عبد الوهاب( 22 عاما) يقول." ذكرياتي في الانتفاضة كثيرة ، ففي السنوات الست الاخيرة كانت العلامة الابرز في حياتنا وساحتفظ بذكرياتي مهما كانت لانها ستكون تجربة فريدة ، نحن بطبعها نعشق قصص وحكايات الحياة الصعبة وحياة الحروب والفقر والبكاء والحزن".
ويمضي عبد الوهاب بقوله" لدي الكثير لاقوله اليوم او غدا ".. . فهو كما يقول كان يلتقي خلال فترة الانتفاضة باصدقاء يذهبون الى مناطق يقوم فيها الفتية برشق قوات الاحتلال الاسرائيلي بالحجارة ويصف عبد الوهاب شعوره بانه مثير للغاية " انه التحدي .. نحن نمسك الحجارة وهو السلاح .ننظر في عيون بعضناالبعض نتحدى بعضنا البعض في ساحة المعركة ".
يتطلع احمد عبد الوهاب الى الحياة بايجابية اكثر حيث يعتبر بانه " ليس من المهم ان تكون الذكريات في حياة المرء كلها سارة او محزنة او مؤلمة وانما الاهم ان تترك هذه الذكريات حياة جديدة وتخلق منه انسانا قويا يستطيع مواجهة صعوبات الحياة اليومية ومشاقاتها".
ويختم" لست وحدي الذي يعتبر الذكريات التي مرت معنا خلال الانتفاضة هذه هي اجمل الذكريات, حتى عندما كنا نبكي او نضحك , فكلنا نجمع انها كانت مميزة . ونأمل الاحتفاظ بها لاطول فترة ممكنة".

rizeq_orouq@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف