الزواج العرفي .. طوق نجاة شباب مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
400 الف حالة سنويا
"الزواج العرفي" .. طوق النجاه لشباب وفتيات مصر
تفرغ رجال الدين وعلماء الاجتماع وقادة الرأي لكيل الاتهامات للشباب ووصفهم بالمنحلين والزناة .. صوبوا فوهات مدافعهم باتجاه جيل الشباب حتى أن رئيس تحرير مطبوعة مصرية شهيرة قال في مقال له : " لو عرفت أن إحدى قريباتي أقدمت على هذا السلوك لأطلقت عليها النار ".
وإذا كان رئيس التحرير المصري قد اعتبر أن الزواج العرفي كارثة تستحق القتل، فعليه إذن أن يقتل مليوني شاب وفتاة اقدموا على الزاوج العرفي في مصر كما ذكر تقرير صادر عن الامم المتحدة ، بل وعليه أيضاً الاستعداد لقتل 800 ألف شخص سنوياً _وهم مجموع المنضمين إلى قائمة الزواج العرفي في مصر سنوياً وذلك وفق تقديرات المجلس القومي لحقوق الإنسان .
أرقام مفزعة وواقع مخيف .. فالزواج العرفي بالفعل بات اليوم طوق النجاة لآلاف الشباب والفتيات في مصر كونه الحل الوحيد بمواجهة تكاليف الزواج الرسمي الذي لم يعد يحتمله إلا قلة من المحظوظين .
عندما طرقت ظاهرة الزواج العرفي باب مصر قبل بضع سنوات كان أغلب المقبلين عليها هم من طلاب الجامعة والمرحلة الثانوية ما شكل بالفعل تهديداً للكيان الاجتماعي للمجتمع . حينها تضافرت الجهود وشنت وسائل الإعلام المصرية حملة ربما لم تشهدها من قبل للوقوف بوجه هذه الظاهرة ، ونجحت إلى حد كبير فى الحد منها بين تلك الفئة العمرية ، الاانه ومع مرور الوقت عرفت هذه الظاهرة طريقها إلى فئات عمرية أخرى أكبر سناً وأكثر نضجاً ولكنهم أقل صبراً على تحمل التعفف !!.
فالزواج العرفي حاليا ينتشر بين من إقترب من نهاية العقد الثالث ويزداد استفحالاً بين الفئات العمرية الأكبر خاصة وأنه مع تقدم العمر دون وجود فرصة للزواج الرسمي يصبح البديل هو الزواج العرفي .
بل ومن أين له بتكليف الزواج الباهظة من الأساس، فهناك مشكلة تدبير ثمن الشقة بعد أن شاع نظام التمليك، فكم من السنين يجب على الشباب انتظارها لتوفير هذا المبلغ .
وكم من السنين أيضاً سيحتاجها لتوفير تكلفة إعداد تلك الشقة .. هو بالفعل أمام طريق مسدود من كافة الاتجاهات . والزواج العرفي هو طوق النجاة والحل الوحيد لملايين العزاب والعوانس .
وبعيداً عن الفتوى الشرعية فيما يتعلق بالزواج العرفي والتي اختلفت حولها الآراء ووصلت إلى درجة التناقض ، فالزواج العرفي أقل ضرراً من كارثة اختطاف البنات واغتصابهن .. وأقل ضرراً أيضاً من الحرمان العاطفي الذى قد يضيف إلى قائمة المجرمين شخصاً آخر.