شباب لبنان : منقسمون في الحرب كما في السلم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غاضبون ..محبطون كل حسب انتمائه
شباب لبنان : منقسمون في الحرب كما في السلم
وكما كان النشاط السياسي بين مؤيد ومعارض فان جموده ايضا ينقسم بين مؤيد معارض ، وسائل الاعلام التي حاولت الالتزام بالحد الادنى من عدم التجيش والتحريض بين الفئات المختلفة لم تتخل عن دورها تماما . فتمرير بعد الاتصالات او التصريحات او التساؤلات كفيلة بتقليب طرف على اخر ..الحرب ارغمتهم على التزام المنازل، بعضهم يؤمن بها وبعضهم يرفضها والقاسم المشترك الوحيد بينهم هو الغضب العارم حد الانفجار.
"اشعر بأنني بلا نفع، اشعر طوال الوقت بأنني نكرة ..انه الشعور بالعجز " يقول احمد " اريد ان اقوم بأمر ما ، ان اساعد النازحيين او حتى القتال ضد اسرائيل"،هذا العجز يؤرق نادر، فهو لا يعرف النوم حتى حين يتوقف القصف لبضع ساعات خلال الليل."لقد غفوت منذ يومين على صوت البارجات وهي تقصف ثم استيقظت مسرعا لمتابعة الاخبار ، لا اعرف لماذا شعرت بالذنب . انا انام وهناك من لا ينام " .
احمد من اؤلئك الذين يؤمنون بأحقية الصراع ضد إسرائيل ولا يرى في عملية خطف الجنديين اي "مغامرة غير محسوبة " بل يراها " عزة وكرامة "ولا ينسى القاء اللوم على بعض محطات التلفزة التي تعتمد التحريض غير المباشر على حد قوله " لا اقول هذا لانني اؤمن باحقية "استرجاع اسرانا لكن اقول ذلك لانه يعملون ان الشباب يشعر بالمرارة وعواطفه مشحونة ، وهم يعلمون ايضا ان قلة الحركة والانقطاع عن العمل حاليا يجعل منا قنابل موقوتة ، وقد ننفجر في اي لحظة . وهذا برأي معيب ." ويختم احمد ان هذه المحطات تحبط كلا الطرفين ولا تخدم ما تسعى اليه لانها _وكما يرى_ تحبط من لا سبيل له للتنفيس .
هو حزين لكل قتيل يسقط في لبنان ويفضل الا يصرح عما يدور في خلده فعليا حاليا .."ربما لاحقا لكن الان لن اقول شيئا سوى انني غاضب من حزب الله ولكنني حزين على الضحايا وأتمنى لو تنتهي الحرب".
صديقك ربيع وان كان من الجهة الحزبية ذاتها لكنه بدا اكثر حماسة لفكرة الفوز " لا ادعم حزب الله فيما قام به ، لكنني بت الان اريده ان يربح .. لان هذه باتت معركة وجود للبنان . وان كنت لا اريد وجودي ان ياتي على يد حزب لا اؤيد اي من سياسته لكنه واقع وعلينا تقبله كما هو ".
فاتن من جهتها لم تجد حرجا في اطلاق الاتهامات والشتائم "احترم الذين قتلوا لكن هذا نتيجة دفاعهم عن حزب الله "، وتصر ان جملتها هذه لا تعتبر شماتة بهم "لكنها الواقع لو لم يدعموا حزب الله لكان جرد من سلاحه ولم نكن اليوم نعيش حرب لا نريدها".
جاد من الفئة التي تؤيد استمرار الحرب حتى حدودها القصوى .. هو يعترف بانه رأي متطرف لكنه لا يكثرث "تجيش واحتقان عام كامل لا يذهب سدى.. فلتذهب الحرب حتى النهاية وانا مؤمن بقدرة حزب الله على الفوز " .ويستغرب جاد وجود اي لبناني يحاول مهاجمة حزب الله "لا لانه حزب شيعي وانما هل هناك من يرفض محاربة إسرائيل .".
بين الدعم وعدم الدعم وبين الفوز او عدم الفوز تبقى ضبابية المرحلة التي تلي الحرب في ظل توقعات بما هو الاسوأ داخليا .
وحتى نصل الى تلك المرحلة يبقى شباب يحاول جهده تمالك نفسه دعما او رفضا . فكل هذا الاحتقان وكل هذا الاحباط يجعل بعضهم يشبه نفسه بالشرس القادر على تفجير نفسه .
شباب في مناطق الحصار
تتردد احيانا في الاتصال بمن هم في مناطق الحصار خصوصا في القرى الجنوبية ، فالهواتف الخليوية مشكلة لهم في ظل ضعف التغطية وبالتالي على متلقي المكالمة غالبا الخروج من منزله ووالبحث عن مكان مرتفع كي يتمكن من اجراء محادثة طبيعية .تحاول قد المستطاع ان تختصر الحديث سلام واطمئنان وثم حديث مختصر .. فغارة ما قد تكون قريبة والموت اقرب.
عصام ما زال "صامد ا" في الضاحية الجنوبية على حد تعبيره . يشرح بالتفصيل كيف قام بنزع زجاج النوافذ ووضع ما قد يؤمن لهم بعضا من الحماية من الشظايا المتطايرة على هذه النوافذ .
"اتحرك بين منطقة واخرى ، لا اريد الهروب . الجيران ما زالوا هنا ونساعد بعضا البعض .لا نهتم كثيرا بكل الصواريخ التي تتساقط ، الضاحية لطالما كانت مهملة من قبل الدولة ونحن نعلم ان لا مساعدات ستصلنا ولن يسأل احدا بنا..سوى حزب الله . هم منا ونحن ندعمهم .وها نحن نلتزم "مواقعنا" .
عادل ما زال في مدينة النبيطية الجنوبية .. لا يوميات هناك . يستيقظ بعد نوم متقطع جراء القصف المتكرر لكنه وكما يقول " لم تكن معنوياتي مرتفعة كما هي خلال هذه المرحلة ".
رولى لا معنويات مرتفعة عندها "اشعر برغبة دائمة في البكاء" ،هي من مدينة صور " لقد دمرت المدينة والناس يقتلون ولم اعد اشعر بأي تفاؤل".
تتنهد وتقول "ما سيأتي لاحقا اسوأ بكثير .. الحرب ستنتهي وكل سيدلي بدله وسندخل في معمعة جديدة . وانا لا اريد ان اعيش تلك الفترة . لقد اكتفينا سجالات ".
هذه هي حال الشباب اللبناني ، عالق في معمعة الدعم المطلق او الرفض المطلق.وبين هذه الجهة وتلك مرحلة مقبلة يأمل الجميع ان تمر على سلام .