..وأخلاق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هذه سياسة الألفية الثالثة وهذه ديمقراطيتها الموعودة ممثلة بالاخلاق الجديدة لامبراطور العالم الجديد ومن يدور في فلكه . "اخلاقية ديمقراطية " وصل بها الأمر الى أبعد ما يمكن أن يتصوره أي عقل إنساني ، إنها " اخلاقية ديمقراطية " تميز ، وكأنها الله الذي لا مرد لحكمه ، بين ضحايا الحروب الذين لا ذنب لهم بها ، ذنبهم الوحيد هو وجودهم في مكان تم قصفه . وبالتالي ، بحسب " الاخلاقية الديمقراطية " للالفية الثالثة ، هناك أولاد ست وأولاد جارية بين الضحايا ، ضحايا تجوز عليهم، " اخلاقيا " ، الرحمة هم أولاد الست أي اولاد وحيد امبراطور العالم الجديد ، وضحايا لاتجوز عليهم ، ايضا " اخلاقيا " ، الرحمة هم أولاد الجارية أي أطفال وأبرياء لبنان وفلسطين ... واللائحة تطول .
في ظل هكذا تمييز، يدعي "الأخلاقية"، بين ضحايا الحروب الأبرياء ماذا يمكننا القول عن الديمقراطية الموعودة والسلام المنشود ؟! .
حقيقة تعجز الكلمات عن إيفاء قول السيد بولتون حقه ، لأنه قول يصيب كل صاحب ضمير إنساني من أي دين أو عرق كان بالإشمئزاز ، يصيبه بالقرف من العيش في هكذا عالم تحكمه عنصرية تجاوزت ، بأشواط ، كل أشكال العنصرية التي شهدها التاريخ الانساني ، عنصرية ميزت ، دون أي رادع ، بين الضحايا الأبرياء باسم "الاخلاق" و"الديمقراطية" و"حقوق الانسان" ... الخ من شعارات ما حملت الينا سوى القتل والتهجير والدمار والقتل الممارس علينا : قتل من قبل إمبراطور العالم الجديد ووحيده وقتل آخر لا يقل فتكا عن القتل الأول إنه القتل بصمت الأنظمة العالمية التي تشاهد ملائكة قانا ينتشلون من تحت انقاض ملجأ ظنوا أنه قد يحميهم من فتك القنابل والقذاف الذكية التي يستخدمها وحيد إمبراطور العالم الجديد التي تبين أنها ذكية في ملاحقة طفلة مروحين وتدمير الملاجئ على رؤوس ملائكة قانا.
وما الغرابة في التمييز، "أخلاقيا" ، بين الضحايا الابرياء لا غرابة البتة لأن "الديمقراطية الاخلاقية " لامبراطور العالم الجديد هي " حضارة " و "ديمقراطية" و " اخلاقية " رعاة البقر" Caw Boy" القائمة على الغزو وقتل سكان الأرض الأصليين ومن ثم الاستيلاء على أرضهم وطمس تاريخهم وحضارتهم بالقوة تطبيقا للمثل الشعبي القائل : " الدار دار أبونا والناس بقلعونا ". وما على اصحاب الدار سوى تقديم ، يوميا ، باسم شعارات الألفية الثالثة الزائفة ، قرابين الطاعة للمحتل .
ضد اخلاق رعاة البقر وديمقراطيتهم المتحكمة بمصير شعوب بكاملها والحامية للاحتلال العنصري نعلن بدء المحاكمة ... نعلن أن :
" المسألة هنا أن نكون أو لا نكون :
إذا تركنا اللص يتحرك
فستظل الشعوب تعيش آلامها " ( بابلو نيرودا : أقول وداعا للمسائل الأخرى ) .
فهل تبقى شعوب العالم خانعة راضية بعيش آلامها أم تتمرد ... تثور على لص العالم الجديد تقول لا في زمن ال نعم ؟!.
سؤال الإجابة عليه برسم شعوب العالم على إمتداد أرض الانسان .