ملحق شباب ألاسبوعي

شباب يتخبط مع أجواء الحرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالرحمن مصطفى : الكل في انتظار قرار وقف إطلاق النار في لبنان.. تتناثر عبارات جلد الذات وتحميلها ذنب ما يحدث هناك، يتساءل كثيرون.. هل نحارب؟ في ظل تلك الأجواء تظهر عبارات واتجاهات تلعب على وتر الحرب و استثارة الغضب الشعبي في الداخل. بعض الشباب يرددون عبارة منسوبة إلى الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس تقول "مظاهرة في القاهرة بمثابة عملية استشهادية في فلسطين".. ونجد من يردد نفس العبارة بصيغة أخرى قائلا " مظاهرة في القاهرة بمثابة صاروخ كاتيوشا على إسرائيل" وينسبها إلى السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني. وبالفعل.. تشهد القاهرة منذ بدء الاعتداءات على لبنان عدة تظاهرات كان جل المشاركون فيها من الشباب، سواء كانوا أفرادا أو من قوى المعارضة، حمل خلالها بعض المتظاهرين أعلام حزب الله اللبناني، وصور السيد حسن نصر الله .

البعض اتجه لمخاطبة الخارج.. كان أحمد صلاح (28 عاما) أحد هؤلاء حيث قام بإعداد موقع الكتروني يضم قائمة اتصالات كبيرة لهيئات دولية وأعضاء في الكونجرس الأميركي، وقائمة اتصال أخرى لوسائل الإعلام الغربية وهيئات المجتمع المدني في الخارج، إضافة إلى رسالة معدة سلفا باللغة الإنجليزية للاستخدام عند المراسلة. يقول أحمد أن زوار موقعه قد تجاوز المئات في عدة ايام، إلا أن رفض العديد من الجهات تقبل مراسلاته ومراسلات آخرين، واعتذار البعض الآخر عن الاستجابة.. قد أصاب العديد من النشطاء بالإحباط، وقلل من عدد زواره بصورة حادة.. فقام بتطويره واقترح على النشطاء أن يراسلوا مواقع تلك الجهات عبر صفحة المراسلة الموجودة في كل موقع، على أمل التأثير ولو بقدر قليل على الرأي العام هناك.

أحد الشباب قد وجه اهتمامه وغضبه إلى طريق مواز.. أشار لنا إلى شاشة الكمبيوتر أمامه التي تعرض موقع جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية (النسخة الإنجليزية)، حيث دون تعليقا هناك على أحد المقالات السياسية فأثار غضب عدد من زوار الموقع الإسرائيليين، عندما علق بمنطق هادئ على السياسات الإسرائيلية المتوحشة، وذكر لنا أنه يعتبر تلك التجربة نوعا من المغامرة، ومواجهة للعدو...!

الى جانب آخر.. وفي فترة مبكرة من الاعتداءات الإسرائيلية فتح أحد المواقع الالكترونية المصرية (الشبابية) باب التطوع للسفر إلى لبنان لمساندة "حزب الله اللبناني"، كان كل المطلوب من الشاب في البداية أن يملأ استمارة الكترونية يرسل بها إلى الموقع.. كانت الاستمارة تحت اسم "استمارة من أجل النصر"، وجاءت أغلب تعليقات زوار الصفحة في اتجاه واحد.. وهو الجهاد مع "حزب الله" اللبناني، مما دفع الموقع إلى تغيير صيغة الاستمارة كي لا يقع في مأزق خصوصا وان مطالب الزوار لم تكن عملية، فقام محررو الموقع بتوجيه الفكرة إلى العمل التطوعي الخيري، والتبرع المالي.

مثلت تلك المشاهد تخبطا حقيقيا...
حتى أن الأفكار القديمة قد عادت إلى الظهور.. فعادت فكرة مقاطعة البضائع الأميركية ولافتاتها إلى الظهور مرة أخرى رغم ما تعرضت له قديما من نقد عن جدواها في ظل نظم اقتصادية تعتمد على الصناعات الغربية.

من داخل تلك الأجواء كثيرا ما دار هذا السؤال على ألسنة الجميع... "ماذا نفعل..؟!"، وكثيرا ما جاءت الإجابات تطالب بالاتحاد بين العرب للقيام بحرب تنهي الكابوس الإسرائيلي... غير أنهم كانوا في قرارة أنفسهم يعلمون أن هذا ليس بالقرار السهل مما كان زاد من تخبطهم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف