ملحق شباب ألاسبوعي

يوم تطوع من أجل لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


تصوير عبد الرحمن مصطفى

متطوع يقوم بجرد المعونات-خاص إيلاف عبدالرحمن مصطفى: خلقت حرب لبنان الأخيرة مأزقا حقيقيا للعديد من الشباب المصري، حيث وجد الكثيرون أنفسهم بغير قدرة على إحداث أي تغيير ملموس في أحداث الحرب، إلا أن بعضا منهم نجح في إيجاد دورا لأنفسهم يقدموا من خلاله المساعدة قدر استطاعتهم لإخوانهم في لبنان، فقد شهدت القاهرة تجربة مشرقة كان جل المشاركين فيها من الشباب المتطوع، وذلك تحت إشراف الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية والسفارة اللبنانية بالقاهرة، ومن داخل موقع العمل التطوعي في إحدى الصالات الكبرى بأرض المعارض الدولية بالقاهرة رصدت "إيلاف" هذه التجربة الشابة عن قرب للتعرف على مجالات العمل التطوعي هناك.

كانت أرض المعارض الدولية شبه خالية من الزوار وسط ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية في هذا الوقت من العام.. غير أن صالة رقم (3) على وجه الخصوص كانت تشهد حركة غير عادية، حيث كانت السيارات تفد لتفريغ حمولتها من المعونات العينية فيقوم باستقبالها عدد من الشباب للقيام بجردها والمساعدة في ترتيبها، وما أن مررنا من بوابة الصالة حتى وجدنا استقبلنا ثلاثة من المشرفين الذين يقاربون الثلاثين من عمرهم . انجي بكير إحدى المشرفات على الموقع أخبرتنا عن بدايتها مع هذا العمل التطوعي قائلة : "خلال الفترة الماضية كنا نتابع أنا وزميلتي "أمنية الشامي" الأحداث في لبنان، ومن خلال سعينا لتقديم أية مساعدة إلى الشعب اللبناني، علمنا بأن الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية تطلب متطوعين للإشراف على تلقى المعونات العينية وإدارة المتطوعين في صالة تلقي التبرعات، ومن هنا كانت مشاركتنا".

وعن مهام هؤلاء المشرفين يحدثنا جهاد نصار أحد المشرفين : "كان جل اهتمامنا في الفترة الماضية هو مخاطبة أكبر قدر من الجمعيات، والهيئات، والأفراد بغرض زيادة حجم التبرعات العينية ودعم الموقع بالمتطوعين، وهو ما تم بالفعل، واليوم بدأت التبرعات تأتي من الهيئات الخاصة والأفراد معا"، ويضيف جهاد : " في اول يوم للتطوع قمنا بتقسيم المتطوعين الى عدة افرقاء و كلها تتعلق بالتعامل المباشر مع المعونات العينية، ففي البداية يتم فرز المعونات، ثم تعبئتها وتغليفها، ثم المرحلة النهائية عند التسليم والتي نشرف عليها نحن هنا ."

وتضيف زميلته إنجي حول تقسيم العمل تبرز فيها أهمية بعض تخصصات المتطوعين كالصيادلة الذين برز دورهم عند فرز الأدوية التي تبرع بها الأفراد والتي كانت تحتاج إلى تصنيف... وتقول إنجي عن يوم التطوع :" أما عن يوم التطوع فيبدأ بعد العاشرة صباحا حتى السادسة مساء، وما أن ينتهي عمل المتطوعين يتبقى دورنا نحن لإتمام بعض المهام الإدارية بوجود المسؤولين."

وبعد أن تعرفنا على الأنشطة الأساسية للعمل داخل الموقع من المشرفين.. اتجهنا للشباب المتطوع في قلب الصالة للتعرف أكثر على أجواء العمل التطوعي هناك.

متطوعات يقمن بالتعبئة-خاص إيلاف الجدية كانت بادية على وجوه الجميع حتى ان عدد كبير منهم لم يلتفت الى عدسات الكاميرات ، وكان لهيب حماسة البعض يزيد من حرارة الجو في الصالة المغلقة، كنا أمام حوالي خمسين شابا وفتاة.. بعضهم ارتدى "تي شيرتات" رسم عليها العلم اللبناني، وبعضهم علق بطاقات على صدره كتب عليها كلمة "مشرف".. اقتربنا من ميناس أحمد - طالبة بكلية الألسن - إحدى المتطوعات في الحملة للتعرف منها على أجواء العمل التطوعي هناك.. ميناس كانت من أوائل المتطوعات، وكانت تعمل مع زميلاتها في تنظيم المعونات العينية، وتقول عن بداية عملها التطوعي: "علمت من خلال المجموعة البريدية الخاصة بقسمنا الدراسي في الكلية أن حملة التبرعات من أجل لبنان تحتاج إلى متطوعين، فما كان مني أنا وزميلاتي إلا وأن جئنا هنا للمشاركة في هذا النشاط التطوعي، ومنذ أسبوعين وأنا أشارك يوميا عدا الجمعة، كان عددنا قليل بداية الامر ولم نتجاوز العشرين متطوعا، ومع ازدياد حجم المعونات، بدأت أعداد المتطوعين بالازدياد، حتى أنها فاقت العدد المطلوب لانجاز العمل في أحد الأيام ."

محمد صابر إبراهيم - طالب كلية الهندسة - كان يحمل بطاقة مشرف على صدره.. ، سألناه عن مهمته هنا، ودوره في تقسيم العمل فأجاب : " أنا هنا مشرف داخل الصالة، ومهمتي تختلف تماما عن المشرفين الأساسيين إنجي وأمنية وجهاد، فأنا لا اتصال لي مع السفارة اللبنانية أو بالأعمال الإدارية، فقط أشرف على عمل المتطوعين الجدد، هذا إلى جانب مشاركتي في العمل التطوعي بنفسي، وقد أهلني إلى ذلك أنني كنت قد بدأت العمل التطوعي منذ أكثر من أسبوع فأصبحت أكثر دراية بأسلوب العمل.."

أما ليلى - طالبة بكلية إدارة الأعمال - فقد بدت مشغولة بما تحمله من ملصقات أخذت تدون عليها بيانات وأرقام تمهيدا لإلصاقها على صناديق المعونات، وتصف "ليلى" تجربتها مع التطوع في هذه الحملة "علمت عن هذه الحملة التطوعية من خلال صديقة لي، وتأكدت من الخبر عبر الجريدة الرسمية، ورغم أنه كان لي تجارب سابقة في مجال التطوع، إلا أن هذه التجربة كانت مختلفة تماما، وربما كانت أكثر إرهاقا.. وبالأمس فقط كان أول يوم تطوع لي هنا، وطلب منا المشاركة في نقل بعض المعونات، ثم القيام بتنظيمها، والآن كما ترى.. أعد ملصقات ستوضع على صناديق المعونات."

أحد المتطوعين وقف يلتقط أنفاسه من مشقة العمل.. وعندما اقتربنا منه للتعرف على دوره هنا، عبر لنا عن سعادته بالمشاركة في عمل يخدم به إخوانه في لبنان بصورة مباشرة،: "اسمي "تامر العزة" فلسطيني الجنسية ومقيم هنا في القاهرة وأدرس في إحدى الجامعات الخاصة، سعدت جدا بمشاركتي في هذا العمل التطوعي، فهو أفضل من اللجوء إلى الأساليب العنيفة التي يلجأ إليها البعض بغرض التضامن مع الآخرين.. " ... وتركنا "تامر" سريعا ملبيا نداء زملائه كي يكمل معهم باقي أعمالهم.

متطوعون يقومون بالتغليف -خاص إيلاف وأثناء جولتنا بين أرجاء الصالة، كان اثنين من الشاب ينتظران مهامهما الجديدة بعد أن أنجزا ما طلب منهما، أحمد الشريف - طالب المرحلة الثانوية - وصديقه أحمد حسن - طالب كلية الآداب - ذكرا لنا أنهما قد علما عن فكرة يوم التطوع عبر رسالة الكترونية بريدية كانت تطلب متطوعين، فانطلقا معا منذ أسبوع كي يشاركا في تنظيم المعونات وإعدادها.. في تجربتهم الأولى على الإطلاق في العمل التطوعي.

وعلى ما يبدو أن تلك التجربة التطوعية، قد ألهمت بعض الشباب أن يكتبوا عنها في مدوناتهم - صفحاتهم على الانترنت - مثل طالبة الهندسة "إيمان عبدالرحمن" التي سجلت في مدونتها المسماة بـ"لست أدري" تفاصيل يوم التطوع بكل ما فيه من تعب وإرهاق ومزايا وعيوب... ووجهت دعوة - مع بعض النصائح - إلى من يرغب في قضاء يوم تطوع ناجح هناك.

قبل أن نترك المكان.. علمنا من المشرفين أنه من المتوقع أن تستمر حملة التبرعات العينية والعمل التطوعي إلى أسابيع قادمة، حتى تصل المعونات العينية إلى متضرري الحرب قبل شهر رمضان ودخول فصل الخريف القادم.. وهو ما كانت قد أكدته تصريحات الهيئة العليا للإغاثة اللبنانيةrlm; أن الأولوية الآن للتبرعات العينية قبل التبرعات المالية.. ومازال بإمكان الشباب الراغب في المشاركة في هذا العمل التطوعي التوجه إلى أرض المعارض الدولية بالقاهرة وتحديدا إلى صالة رقم (3) بدءا من الساعة العاشرة صباحا لقضاء يوم تطوع من أجل لبنان، هذا إلى جانب استمرار تلقى التبرعات العينية في نفس الموقع .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف