يوم تطوع من أجل لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تصوير عبد الرحمن مصطفى
كانت أرض المعارض الدولية شبه خالية من الزوار وسط ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية في هذا الوقت من العام.. غير أن صالة رقم (3) على وجه الخصوص كانت تشهد حركة غير عادية، حيث كانت السيارات تفد لتفريغ حمولتها من المعونات العينية فيقوم باستقبالها عدد من الشباب للقيام بجردها والمساعدة في ترتيبها، وما أن مررنا من بوابة الصالة حتى وجدنا استقبلنا ثلاثة من المشرفين الذين يقاربون الثلاثين من عمرهم . انجي بكير إحدى المشرفات على الموقع أخبرتنا عن بدايتها مع هذا العمل التطوعي قائلة : "خلال الفترة الماضية كنا نتابع أنا وزميلتي "أمنية الشامي" الأحداث في لبنان، ومن خلال سعينا لتقديم أية مساعدة إلى الشعب اللبناني، علمنا بأن الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية تطلب متطوعين للإشراف على تلقى المعونات العينية وإدارة المتطوعين في صالة تلقي التبرعات، ومن هنا كانت مشاركتنا".
وعن مهام هؤلاء المشرفين يحدثنا جهاد نصار أحد المشرفين : "كان جل اهتمامنا في الفترة الماضية هو مخاطبة أكبر قدر من الجمعيات، والهيئات، والأفراد بغرض زيادة حجم التبرعات العينية ودعم الموقع بالمتطوعين، وهو ما تم بالفعل، واليوم بدأت التبرعات تأتي من الهيئات الخاصة والأفراد معا"، ويضيف جهاد : " في اول يوم للتطوع قمنا بتقسيم المتطوعين الى عدة افرقاء و كلها تتعلق بالتعامل المباشر مع المعونات العينية، ففي البداية يتم فرز المعونات، ثم تعبئتها وتغليفها، ثم المرحلة النهائية عند التسليم والتي نشرف عليها نحن هنا ."
وتضيف زميلته إنجي حول تقسيم العمل تبرز فيها أهمية بعض تخصصات المتطوعين كالصيادلة الذين برز دورهم عند فرز الأدوية التي تبرع بها الأفراد والتي كانت تحتاج إلى تصنيف... وتقول إنجي عن يوم التطوع :" أما عن يوم التطوع فيبدأ بعد العاشرة صباحا حتى السادسة مساء، وما أن ينتهي عمل المتطوعين يتبقى دورنا نحن لإتمام بعض المهام الإدارية بوجود المسؤولين."
وبعد أن تعرفنا على الأنشطة الأساسية للعمل داخل الموقع من المشرفين.. اتجهنا للشباب المتطوع في قلب الصالة للتعرف أكثر على أجواء العمل التطوعي هناك.
محمد صابر إبراهيم - طالب كلية الهندسة - كان يحمل بطاقة مشرف على صدره.. ، سألناه عن مهمته هنا، ودوره في تقسيم العمل فأجاب : " أنا هنا مشرف داخل الصالة، ومهمتي تختلف تماما عن المشرفين الأساسيين إنجي وأمنية وجهاد، فأنا لا اتصال لي مع السفارة اللبنانية أو بالأعمال الإدارية، فقط أشرف على عمل المتطوعين الجدد، هذا إلى جانب مشاركتي في العمل التطوعي بنفسي، وقد أهلني إلى ذلك أنني كنت قد بدأت العمل التطوعي منذ أكثر من أسبوع فأصبحت أكثر دراية بأسلوب العمل.."
أما ليلى - طالبة بكلية إدارة الأعمال - فقد بدت مشغولة بما تحمله من ملصقات أخذت تدون عليها بيانات وأرقام تمهيدا لإلصاقها على صناديق المعونات، وتصف "ليلى" تجربتها مع التطوع في هذه الحملة "علمت عن هذه الحملة التطوعية من خلال صديقة لي، وتأكدت من الخبر عبر الجريدة الرسمية، ورغم أنه كان لي تجارب سابقة في مجال التطوع، إلا أن هذه التجربة كانت مختلفة تماما، وربما كانت أكثر إرهاقا.. وبالأمس فقط كان أول يوم تطوع لي هنا، وطلب منا المشاركة في نقل بعض المعونات، ثم القيام بتنظيمها، والآن كما ترى.. أعد ملصقات ستوضع على صناديق المعونات."
أحد المتطوعين وقف يلتقط أنفاسه من مشقة العمل.. وعندما اقتربنا منه للتعرف على دوره هنا، عبر لنا عن سعادته بالمشاركة في عمل يخدم به إخوانه في لبنان بصورة مباشرة،: "اسمي "تامر العزة" فلسطيني الجنسية ومقيم هنا في القاهرة وأدرس في إحدى الجامعات الخاصة، سعدت جدا بمشاركتي في هذا العمل التطوعي، فهو أفضل من اللجوء إلى الأساليب العنيفة التي يلجأ إليها البعض بغرض التضامن مع الآخرين.. " ... وتركنا "تامر" سريعا ملبيا نداء زملائه كي يكمل معهم باقي أعمالهم.
وعلى ما يبدو أن تلك التجربة التطوعية، قد ألهمت بعض الشباب أن يكتبوا عنها في مدوناتهم - صفحاتهم على الانترنت - مثل طالبة الهندسة "إيمان عبدالرحمن" التي سجلت في مدونتها المسماة بـ"لست أدري" تفاصيل يوم التطوع بكل ما فيه من تعب وإرهاق ومزايا وعيوب... ووجهت دعوة - مع بعض النصائح - إلى من يرغب في قضاء يوم تطوع ناجح هناك.
قبل أن نترك المكان.. علمنا من المشرفين أنه من المتوقع أن تستمر حملة التبرعات العينية والعمل التطوعي إلى أسابيع قادمة، حتى تصل المعونات العينية إلى متضرري الحرب قبل شهر رمضان ودخول فصل الخريف القادم.. وهو ما كانت قد أكدته تصريحات الهيئة العليا للإغاثة اللبنانيةrlm; أن الأولوية الآن للتبرعات العينية قبل التبرعات المالية.. ومازال بإمكان الشباب الراغب في المشاركة في هذا العمل التطوعي التوجه إلى أرض المعارض الدولية بالقاهرة وتحديدا إلى صالة رقم (3) بدءا من الساعة العاشرة صباحا لقضاء يوم تطوع من أجل لبنان، هذا إلى جانب استمرار تلقى التبرعات العينية في نفس الموقع .