كلمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تبدأ الكلمة مع حزب المقاومة الإسلامية في لبنان ، حزب الله الذي صادر المقاومة في لبنان وطيفها، أكثر من ذلك مذهبها بدعم كامل من قبل دولة الوصاية القديمة ونظامها السياسي ، بكل قواه السياسية التائبة منها وغير التائبة ، الحاكم في لبنان . وبممارساته الطائفية والمذهبية للمقاومة ضرب ولاحق أي فعل مقاوم للإحتلال الإسرائيلي ينطلق من مبدأ وطني غير طائفي غير مذهبي غير ديني . ماحيا من تاريخ مقاومة الإحتلال الإسرائيلي ما قدمه المقاومون الوطنيون من دروس في مقاومة الإحتلال ، لا تقل عن بسالة وتضحيات رجال المقاومة الإسلامية، على قاعدة الإنتماء الى الوطن والى ثقافة المقاومة الوطنية ، وهذا لا يعفي القوى الوطنية التي أطلقت فعل مقاومة الإحتلال الإسرائيلي من مسؤوليتها في تراجع دورها المباشر في المقاومة لأن المقاومة تكتسب إكتسابا ولا توهب وغرق فريق منها في نقاشات حول أصل الملائكة ، ولا يقلل ، في الوقت نفسه ، من دور وإنجازات رجال المقاومة الإسلامية في فعل التحرير والمقاومة . فهل يدرك ، اليوم ، حزب المقاومة الإسلامية في لبنان أن مقاومة الإحتلال لا يمكن أن تكون مقاومة طائفية مذهبية ، أكثر من ذلك لا يمكن أن تكون مقاومة دينية؟ .
هل يدرك من إتخذ من الله اسما لحزبه أنه لا يملك الحق ، لا باسم الله ولا باسم المقاومة ، قتل المقاومين الوطنيين بطمس دروهم في إطلاق مقاومة الإحتلال الإسرائيلي وإستمراره بقتلهم عبر تجاوز ما قدموه من مقاومة مباشرة ضد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان ؟. هل يدرك حزب المقاومة الإسلامية في لبنان ، أن مواقفه البراغماتية التي كانت احدى تجلياتها تحالفاته النيابية الأخيرة مع أبرز رموز المشروع الإسرائيلي في لبنان ، لا تحمي المقاومة بل تحمي تقوقعه الطائفي والمذهبي الذي يستمد منه شروط بقائه .
وتكمل الكلمة ، في مواجهة القائم وكلمته ، مع الأحزاب والقوى المكونة لتحالف الرابع عشر من آذار التي إستفاضت بالنقاش حول نزع سلاح حزب الله قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان وفي أثنائه وبعده ، وإستفاضتها في هكذا نقاش تدل ، أغلب الظن ، على أن المطلوب ليس نزع سلاح حزب الله وحسب بل منع أي فعل مقاوم للإحتلال الإسرائيلي وتعميم ثقافة التعايش مع الإحتلال. مثبتة بمواقفها السياسية وممارساتها اليومية ، إستقبال وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية بالأحضان ومد وليمة غداء ترحيبا بقدومها في الوقت الذي كان فيه أطفال لبنان يقتلون بقذائف أميركية.... الخ على أن حقيقة إرتباط حزب الله بالمحور السوري - الإيراني لا يعفيها من حقيقة إرتباطها بمحور المشروع الأميركي المعروف باسم " الشرق الأوسط الجديد ". مما كشف أن الصراع بين المحورين هو صراع مسرحه لبنان بأدوات لبنانية جدا جدا مواقفها زئبقية، وبزئبقيتها يصبح الفائز منهما ليس لبنان الوطن ... العربي ... المستقل ... الحر ... السيد ... الديمقراطي ... المقاوم ... بل لبنان التبعي ... الطائفي ... المذهبي ... لبنان زعماء الطوائف والمذاهب ... زعماء الإقطاع المالي والسياسي زعماء الإرتباطات الخارجية .
أما نهاية الكلمة فهي إستغراب من مواقف وخطابات زعماء الساحتين من الشهر نفسه حلفاء الأمس القريب جدا ، المتصارعين ، اليوم ، فيما بينهم على إقتسام الجبنة ، المتصارعين فيما بينهم للهيمنة على الوطن ومصادرة قراره بما ينسجم ومصالحهم الضيقة السلطوية المرتبطة ، تبعيا ، بقوى دولية وإقليمية. فعلى سبيل المثال لا الحصر سأل زعيم لقاء نيابي ديمقراطي يتخذ من التقدمية والإشتراكية اسما لحزبه ولكنه مارس وما زال يمارس كل ماهو نقيض للتقدمية والإشتراكية وكل ما هو نقيض للديمقراطية يحاضر في مقاومة الإحتلال وهو من سلم سلاحه عام 1982 للعدو الإسرائيلي مخالفا إرادة المقاومين في دويلته، الزعيم سأل سيد المقاومة الإسلامية في لبنان عن موقفه من إتفاق الطائف. بدورنا نسألهما معا ما هو سبب عدم تطبيق إتفاق الطائف منذ تاريخ الإتفاق عليه الى تاريخ إنسحاب دولة الوصاية القديمة من لبنان ؟ . مما لا شك فيه أن دولة الوصاية القديمة منعت تطبيقه ، ولكن كيف نفذت دولة الوصاية القديمة إرادتها في لبنان ؟ . بما أن الذاكرة ما زالت شابة ، فالجميع يعرف ، يقينا ، أن دولة الوصاية القديمة نفذت ما نفذته ومارست ما مارسته في لبنان ومنعت تطبيق إتفاق الطائف ، من الآب الى الإبن ، بأدواتها الحاكمة في لبنان الموزعة اليوم بين القوى التائبة عن ممارساتها السابقة المنخرطة في تحالف الرابع عشر من آذار والقوى غير التائبة المنخرطة في تحالف الثامن من الشهر نفسه، وفي مقدمتهم الزعيم التقدمي الإشتراكي الديمقراطي الطائفي منذ 29 عاما و سيد المقاومة الإسلامية في لبنان الذي حول حزبه من حزب سياسي الى دولةمذهبية داخل الدولة الطائفية ؛ وفي الوقت نفسه شن رئيس كتلة نيابية تتخذ من المستقبل اسما لتيارها السياسي ولكتلتها النيابية ، هجوما على نظام دولة الوصاية القديمة التي نجحت في خطابها الأخير بجر قوى هي اليوم ، ولا ندري غدا ، في موقع المعارض لها الى رد ينسجم ، شكلا ومضمونا ، مع خطابها. وهنا نسأل رئيس المستقبل الموعود ألم يكن تياره منذ إتفاق الطائف والى تاريخ ليس بالبعيد شريكا في ممارسات دولة الوصاية القديمة ، ألم يسلم تياره ، على سبيل المثال لا الحصر ، مفتاح مدينة بيروت الى سفير مخابرات دولة الوصاية القديمة المنتحر . والأمثلة كثيرة على مدى إرتهان قوى الشهر نفسه، بطرفيها، لإرادة دولة الوصاية القديمة ، والاسترسال في ذكرها مضيعة للوقت ، لذلك نكتفي بهذا القدر، ونسأل سيد المقاومة الإسلامية في لبنان عن دوره في تنفيذ ضرب أي فعل مقاوم وطني ضد الإحتلال ، ونسأل أيضا زعيم التقدمية والإشتراكية عن دوره في إنهاء الحركة الوطنية تنفيذا لسياسة دولة الوصاية القديمة ، كما نسأل رئيس التيار السياسي الواعد بالمستقبل من يملك بيروت؟ ، نسأله من أوصل رموز دولة الوصاية القديمة الى ملكوت البرلمان اللبناني لدورات نيابية متتالية؟ .
وعليه، باتت إجابة الزعيم والرئيس معروفة وهي أن ما مارساه في السابق كان سببه تهديدات دولة الوصاية القديمة وأنهما قررا التحرر منها ، هكذا إجابة ، المستنتجة من تصريحاتهما وخطاباتهما "الثوروية" تؤكد أن من يرتهن لإرادة أي طرف خارجي على حساب الوطن لا مكان له في التاريخ ، وإن هيمن عليه مذهبيا وماليا وإن إشترى أقلاما تحبر له الولاء وتزور التاريخ ، مكانه في التاريخ هو الهامش ؛ أما ما يتعلق بسيد المقاومة الإسلامية في لبنان ومواقف حزبه البراغماتية فإن الإجابة هي ممارساته على أرض الواقع المناقضة للشعارات التي يطلقها . وبما أن إجابة الطرفين المتصارعين على مسرح المشهد اللبناني هي مجرد شعارات واهية تصبح الإجابة الشافية من داء الطائفية والمذهبية ، من داء تزوير التاريخ وتشويه الحقائق ملك الشعب لأنه وحده القادر على تخليص الوطن من زعماء الطوائف والمذاهب والإقطاع المالي والسياسي ، الشعب وحده من يملك كلمة الممكن ضد قبح القائم وكلمته المنافقة .