ملحق شباب ألاسبوعي

حكايات الموت التي لم تتحقق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الشهداء الاحياء hellip;وحكايات الموت التي لم تتحقق
رجال المقاومة الفلسطينية " قصة عشق الوطن التي لا تنتهي"

رزق علي : في كل يوم يودع الشعب الفلسطيني شهيد ..شهيدين او ثلاثة , قضوا نحبهم بينما كانوا يحملون سلاحهم وبنادقهم الرشاشة او كانوا يسيرون في طريقهم لتنفيذ احدي عمليات اطلاق الصواريخ الفلسطينية ضد المدن الاسرائيلية ردا على ما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي من جرائم في قطاع غزة ومناطق الضفة الغربية.
ينال منه الاحتلال بطائراته او بدبابته التي تطوق قطاع غزة وكافة حدوده البرية في حين ما يزال البحر محاصرا والجو يعج بالطائرات الحربية التي ترمي بين الفينة والاخرى حمم نيرانها على مساكن المواطنين الفلسطينين لتسقطهم بين جرحى وشهداء .
الشهداء الاحياء.. لقب اطلقه الفلسطينيين على رجال المقاومة الذين ما زالوا على قيد الحياة على الرغم من التعقب المستمر للطائرات الاسرائيلية لهم . ويعرف رجال المقاومة الفلسطينية ايضا بالمجاهدين وهو الاصطلاح الاكثر شيوعا في الشارع الفلسطيني بينما ياخذون اسماء مستعارة "القابا او كنية" من اجل عدم تعرف العيون المترصدة لهم كابي البراء وابي الخباب وغيرها . و في هذا الصدد التقينا بعدد من رجال المقاومة الفلسطينية الذين كانوا يرابطون على حدود قطاع غزة الشرقية والشمالية.

الناس تدعو لنا

يقول أبو فرح أحد عناصر المقاومة الفلسطينية والمنتمي الى ألوية الناصر صلاح الدين والتي اعلنت في وقت سابق عن اختطافها للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط نهاية الشهر الماضي برفقة كتائب القسام وجيش الاسلام." نحن سعداء بالاطراء وكلمات الثناء التي تمطرنا الناس بها خصوصا الدعاء الى الله من اجل توفيق ضرباتنا وتحقيقها لمرادها".

و اكتفى أبو فرح بحديثه المقتضب كعادته دوما و بكلمات المختصرة كما اعتاد رجال المقاومة." قد تسقط علينا الصواريخ في اية لحظة واثناء حديثنا دونما استئذان او تمهيد. لذلك نبقى نستحضر الشهادة في كل وقت وكل ثانية تمر علينا ".

ولأن غالبية التنظيمات العسكرية في قطاع غزة يغلب عليها التوجه الاسلامي نظرا للانتشار الكبير الذي حققته فصائل المقاومة الاسلامية والمتمثلة بـالاخوان المسلمين وحركة حماس والجهاد الاسلامي ،بالاضافة الى ألوية الناصر صلاح الدين فقد استقطبت اعداد هائلة من الشباب الفلسطيني الذي ابدى رغبات جدية للالتحاق بفصائل المقاومة. وعن ذلك يقول ابو فرح" هذه الموجة تبشر ن وطننا ما زال بخير و ان الدين ما زال بخير وهو ما يعطيننا شحنات من الامل القوي للاستمرار في هذا الطريق".

ويواصل ابو فرح حديثه قائلا " قد تمضي علينا اربع وعشرين ساعة دون ان نعرف النوم وقد يمتد ذلك الى اكثر من ثلاثة ايام والسبب في ذلك يعود الى ترصدنا لمحاولات الجيش الاسرائيلي اقتحام قطاع غزة او تسلل القوات الخاصة الاسرائيلية".

ابو فرح نجا من محاولة اغتيال قبل اسبوع من كتابة هذا التحقيق جراء اطلاق قوات الاحتلال ثلاثة صواريخ على مجموعة من المقاومين شمال قطاع غزة كان من بينهم لكنه نجا باعجوبة .

ويصف الحادثة بالقول" ليست المرة الاولى التي نتعرض فيها لقصف اسرائيلي ولكننا في كل مرة نكون جاهزين لان نلقى ربنا شهداء".

الاغتيال لا يثنينا

من جانبه يقول أبو جنين عضو في سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي " عندما تريد ان تسلك طريقا مثل هذا الطريق يجب ان تكون قد انجزت مهمات من الصعب على الانسان العادي انجازها". ويستعرض ابو جنين عدد من محاولات الاغتيال التي تعرض لها بينما كان يقوم بحراسة احد مداخل مدينة غزة ويقول ابو جنين " الجيش الاسرائيلي لا يبحث عن الاشخاص المهمين من رجال المقاومة بقدر ما يعنيهم النيل من العناصر الناشطين في صفوف المقاومة وخاصة المسؤولين عن اطلاق الصواريخ وزرع العبوات المفخخة ".

ويؤكد العنصر في سرايا القدس ان مشاهد الموت المحقق التي كانت تلم بهم اثناء مناوراتهم الليلة كانت تتراكم وتزيد حدتها اثناء الحديث عن احتمال حدوث اجتياح اسرائيلي محقق للقطاع حيث يقول" رغم جدية التهديدات الاسرائيلية فإننا نبقى جاهزين لصد أي عدوان اسرائيلي".

وينفي ابو جنين تلقي أي مردود مالي من تنظيمه مقابل العمل في المقاومة الفلسطينية بل يتعدى الامر الى انه يتغيب عن عمله الرسمي في احد مصانع الخياطة في مدينة غزة من اجل السهر ليلا مع رفاقه في المقاومة الفلسطينية
ويضيف" نحن غير مستعدين للحصول على مردود مالي بقدر ما يمكننا الدفع من مالنا الخاص لمواصلة العمل ليل نهار من اجل صد أي عدوان اسرائيلي من المنتظر ان يحصل على الارض الفلسطينيية".
ويتوعد ابو جنين القوات الغازية اذا ما اقدمت على انتهاك حرمة قطاع غزة حيث يقول " لن ينتظر منا الاحتلال ان نفرش له الارض بالورد والرياحين ولكن سنكون الغام تتفجر في جسد العدو المحتل".

العتاد البسيطhellip;. يغلب العتاد المتطور

في حين يعتبر ابو ابراهيم العضو في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس والشريك الاخر في عملية خطف الجندي الاسرائيلي والمحتجز لدي اجنحة المقاومة الفلسطينية ان الجهد الذي يبذله رجال المقاومة الفلسطينية له دوره الفعال في ردع الاحتلال الاسرائيلي عن محاولة التخريب واجتياح المناطق المحاذية للحدود من فلسطين المحتلة عام 48 .

عن ذلك يقول ابو ابراهيم" كما يترصد الاحتلال لنا فاننا نترصده اينما ذهب في الجو و البحر والبر". وكان هذا واضحا من خلال العمليات التي نفذتها فصائل المقاومة ضد البارجات العسكرية الاسرائيلية التي تحتل حاليا شاطئ قطاع غزة وتحول دون عمل الصيادين الفلسطينين".

ويفيد العضو في كتائب القسام بأن رجال المقاومة غير محصنين من الاجتياحات او حوادث القصف او الاغتيال، فهم يرتكزون على مواد بدائية الصنع. غير مطورة كتلك التي تستخدمها قوات الاحتلال الاسرائيلي.

جمعنا حب الوطن

من جانبه يشدد أبو رياض احد عناصر كتائب شهداء الاقصى المحسوبة على حركة فتح على ضرورة توحد اجنحة المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وبان تلقى هذه المقاومة الدعم والشرعية من السلطة الحاكمة ويرى ابو رياض" لم تعد المقاومة وحدها في الميدان ولم تعد وحدها المستهدفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي بل كافة مؤسسات السلطة اصبحت تعاني من الشلل التام جراء قصفها وتدمير المؤسسات الحكومية والوطنية ".

ويثني ابو رياض على اجواء المقاومة الفلسطينية المفعمة بالالفة والمحبة والاخوة والتعاون بحسب تعبيره وهو مطلوب بشكل ملح في الاوقات العسيرة التي يمرون بها.
ويمدح ابو رياض رجال المقاومة بتعبيره" انهم رجال فريدون لا يمكن ان تغضب منهم او يغضبوا منك مهما كانت الاسباب لقد جمعهم والدين وحب الوطن والرغبة في حمايته .انهم يبيعون كل ما يملكون كي يبقى وطنهم طاهرا يدافعون عنه ضد الممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني".

التكافل العسكري

و يتضح لنا بأن الكثير ممن التقينا بهم خلال اعداد هذه المادة من عناصر المقاومة الفلسطينية قد قالوا." الطائرات لن تصيبنا بمكروه الا اذا قدره لنا الله ، ونحن نؤمن بما يقدره لنا من سراء او ضراء".
قد لا يدهشك اثناء تجوالك في شوارع مدينة غزة وانت ترى رجال المقاومة ينتشرون في الشوارع والازقة ويكثرون من قراءة القرءان خلال فترة الراحة المعدة لهم .
وبرغم اختلاف الاجنحة العسكرية العاملة على الارض الفلسطينية فانهم قد شكلوا اخيرا غرفة عمليات هذه من اجل تنسيق العمل العسكري فيما بينهم وتوزيع المقاتلين في المناطق ذات الحساسية البالغة .
ويقوم عدد من قادة التنظيمات الفلسطينية والتي تمتلك الذخيرة الحية والقذائف والعبوات المفخخة والتي تزيد عن حاجتها بتوزيعها على الفصائل الصغيرة لتحقيق تكافل العمل العسكري بين هذه الفصائل التي توحدت تحت هدف واحد هو حماية المناطق الفلسطينية من الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة والتي قضت على البنية التحتية الفلسطينية وقطعت اوصال قطاع غزة و راح ضحيتها العشرات من الشهداء من الاطفال والشيوخ والنساء وحتى رجال المقاومة.

يتنازل رجال المقاومة عن الانتماء العسكري في سبيل حماية الوطن والوحدة ضد الممارسات الاسرائيلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف