التعديل الوزاري وكرة القدم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
التعديل الوزاري وكرة القدم في مصر
نحى المصريون التعديل الوزاري جانباً ولم يعره اي منهم أدنى اهتمام اللهم الا بإطلاق عبارات السخرية والتندر على ما آلت إليه بلادهم.
لم يكن هذا الموقف الذي اتخذه المصريين من نبأ التعديل نابعاً من محدوديته- حيث لم يتعدى أعداد الوزراء والمحافظين الجدد أصابع اليد الواحدة- ولكن لأن المصريين بالفعل ملوا الحديث في السياسة وباتوا على يقين من أن الخوض فيها ليس سوى مضيعة للوقت بينما يختلف الأمر تماماً بالنسبة للخوض في كرة القدم.
فهم في السياسة مجرد رقم على الشمال ليس لآرائهم ومواقفهم أدنى أهمية بالنسبة لصانع القرار الذي يحدد موقفه سلفاً دون أن يكلف نفسه عناء إجراء استطلاع للرأي بينما يمثلوا قوة الضغط الكبرى في كرة القدم. فهم يملكون رفع أسهم لاعب الى السماء والهبوط بأسهم اللاعب نفسه الى أسفل سافلين.. ملوا الوجوه المكررة في عالم السياسة بينما وجوه اللاعبين في حالة تجدد مستمر.
الأمر أيضاً مناقض تماماً في كرة القدم فتحليلاتهم دائماً صائبة لأنها مبنية على معلومات دقيقة ومتوافرة بالقدر المقبول في الصحف الرياضية.
بالفعل لا مجال للمقارنة بين تأثير الرأي العام المصري في السياسة وتأثيره في كرة القدم.. فبينما يعاني من التجاهل التام في المجال الأول نجده يحتل مكانة متميزة في المجال الثاني. هم اذا محقين عندما يفعلون الشيء نفسه ويتجاهلون السياسة بينما يمنحوا كرة القدم كل هذا القدر من الاهتمام.. هم ليسوا بالسطحيين، كما قد يتصور البعض فموقفهم يكرس الجملة الشهيرة التي قالها زعيمهم الراحل سعد زغلول معبراً عن الحالة السياسية في مصر "مفيش فايدة".