نزهة الى شاطئ غزة ..للبكاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بكل الاحوال لم يتمكن اي من هؤلاء من الانتظام بدراسته بالشكل المقبول على الاقل وذلك بسبب عدم تسديد كافة المستحقات المالية المترتبة عليهم بانتظار ما قد تسفر عنه نتائج القروض التي سوف تمنحها وزارة التعليم الفلسطينية لمن تنطبق عليهم الشروط .
الطلاب الفلسطينين في حيرة من امرهم ، ينتظرون ما سيؤول اليه مستقبلهم الجامعي في حال عدم تمكنهم من دفع رسوم جامعاتهم التي من جهتها ما تبرح تطالبهم بدفع مصاريف الدارسة والا سيتم حرمانهم من الدراسة وبالتالي .زيادة تعثرهم في المسيرة التعليمية .
ويجد غالبية هؤلاء الشباب ضالتهم في الهروب من مشاكل الحياة الجامعية والدراسة ومعضلة دفع المستحقات المالية و مشاكل حياتهم اليومية في شاطئ غزة .. القصير.. والذي عادة ما يكون في هذا الوقت من كل عام قد فض الناس من حوله لالتزامهم بمشاغل الحياة اليومية ، لكنه هذا العام مختلف ، فقد تغيرت معالمه .
الاصدقاء محمد واحمد ومحمود ويوسف وابراهيم.. يجتمعون يوميا على شاطئ غزة قبيل مغيب الشمس بسويعات قليلة ترافقهم اكواب من الشاي وبعض كسرات من الخبز الى جانب النرجيلية التي ما ان يطفأها احدهم حتى يسارع الاخر الى اشعالها مجددا على الوقت يمضي سريعا قبل ان يحين موعد العودة .
لكل منهم قصة يشكو قسوتها لصديقه ومن لم يجد صديقا يجالس الامواج بعيدا يخبر كل موجة قصة .
يتولى يوسف ولعله اكبرهم سنا الجوقة الموسيقية الخاصة بهم بترديد بعضا من اغاني ام كلثوم او وديع الصافي او حتى صباح فخري الى جانب الاغاني التراثية الفلسطينية وسط تبادل للقفشات والنكات لعلها تخفف عنهم عناء الانتظار والتفكير بمشاكلهم التي يراها يوسف انها قد ارهقتهم .
هناك على الشاطئ شاركتهم في جلستهم ، لم افكر بالسر الذي يدفعهم الى المجيء يوميا الى البحر دون غيره . تبرع محمود بالاجابة عن سؤالي " لنفترض اننا نريد ان نذهب الى منطقة اخرى، فمن اين لك ان تحضر اموالا ثمنا للتاكسي الذي سوف تستقله ، وهذه بداية الغيث من مشاكل اخرى قد نواجهها .البحر قريب منا ولا يحتاج الى سيارة بل ثواني قليلة من السير على الاقدام وتجد نفسك وقد غرقت في شطآنه المترامية كما نأتي هنا نشكو الى البحر همومنا".
تستمر جلستهم وقد بدأت الشمس بالافول واخذ قرص الشمس الاحمر يغرق في الافق وكانه ينثر في الافاق اشعاعه الباهر في منظر استلهم اقوال الشباب ومواقفهم الذي صمتوا جميعا للحظات يترقبون فيها ان تغطس الشمس كما يقولون ليبدأوا جميعا جولة جديدة من الغناء من بينها" ميل يا غزيل ميل" كلما مرت فتاة بجوارهم وكانهم يتعمدون استمالتها الى جانبهم ..وفي احيان اخرى يرددون بعضا من اغاني جورج وسوف مثل" سهرت الليل, مريم" حتى يمتد بهم السهر حتى العاشرة او الحادية عشرا ليلا .
احمد _اصغرهم سنا _ يرى في جلسة الشاطئ فرصة للهروب من مشاكل والده او طلبات والداته ومن معضلات الجامعة والحب والحياة والزواج . هنا يمكن له ان يرى حياة مختلفة بعيدة عن واقع الحياة الذي يعيشه .
يهرب الشباب الفلسطيني من واقع حياتهم الى شاطئ غزة ، يتسامرون ويلعبون ويمرحون كأطفال انشغلت عنهم امهاتهم . يتراقصون على وقع دموعهم ويتخبطون بقرارات عليهم اتخاذها ، قرارات ارهقت جيوبهم بمشاريع تفشلها تقلبات الحياة اليومية وتذهب بهم الى منطقة اللا معقول او الامر الذي لا يصدق .هكذا حزمنا اغراضنا استعدادا للرحيل والعودة من جديد الى منازلنا لاستقبال ما فاتنا من مشاكل ومنغصات وهموم ..ويوم جديد في الجامعة لبعضنا أو في العمل لبعضنا الاخر .
هكذا تنتهي رحلة البحر ..منا من عاد ليبكي ومنهم من عاد فرحا .