مهرجان الانتصار: حماسة وترقب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"رغم أنف العدو.. سيصل الملايين ويحتفلون"
مهرجان الانتصار: حماسة وترقب
الشارع المنتصر
سرت الشائعات كالنار في الهشيم عن تصميم إسرائيل على اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أثناء إلقائه لخطابه المنتظر يوم الجمعة في مهرجان الانتصار، الذي دعا الجماهير إليه. يقول علي (23 عاماً): "سأحضر المهرجان يوم الجمعة حتى لو ألقت إسرائيل أطناناً من المتفجرات، كما كانت قد فعلت في الضاحية أثناء عدوانها الأخير، حتى لو كنت من بين المستشهدين فذلك فخر لي، لكن الإسرائيلي أجبن من أن يفعلها". يضيف رضا (21 عاماً): "بعد الدرس الذي لقنته المقاومة لإسرائيل خلال 33 يوماً من العدوان، استعملت فيه إسرائيل كل الأسلحة الأمريكية بدعم من المجتمع الدولي ولم يكن هناك محرمات، لا أظن أن الطائرات الإسرائيلية ستقصف الاحتفال، لكن إسرائيل ستعمد إلى عملائها في الداخل في حالات كهذه، لكن الحمد لله الشباب منتبهين جيداً".
وجهة النظر هذه لا تنساق على سماح (18 عاماً) فهي ستحضر الاحتفال على الرغم من يقينها بأنها ستكون بعده شهيدة، تقول: "يسعدني جداً أن أنضم إلى قافلة الشهداء يوم الجمعة، إن هذه الحرب لن تنتهي مع العدو، فكما يقول الإمام الخميني اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر".
فلسطينيو لبنان ليسوا أقل حماسة من إخوانهم اللبنانيين من مناصري حزب الله، يقول خالد: "يتم الحشد للمهرجان في المخيمات الفلسطينية للمشاركة بفعالية وبحضور كبير، فهذا النصر إنما هو نصر للأمة كلها، بمسلميها ومسيحييها، وقد رفع حزب الله رأس كل مسلم وكل شريف في العالم بانتصاره المتكرر على أقوى جيش في الشرق الوسط، وهذا وعد من الله تعالى حيث يقول: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وها هو الله ينصر حزبه ويثبته في الأرض". عبد (20 عاما)، صديق خالد، يقول: "سيخرج المخيم - أي مخيم برج البراجنة - كله للمشاركة في هذا اليوم العظيم، ويجب أن يثبت في ذاكرة كل العرب يوم 14 آب على انه يوم الانتصار على إسرائيل، ويجب ألا ننسى أن أهلنا في الداخل الفلسطيني معناً أيضاً، بقلوبهم وعقولهم، وإن كانوا لا يستطيعون الوصول للمشاركة في الاحتفال".
"بطبيعة الحال، لن يقتصر الحضور على جماهير حزب الله، ستحشد أحزاب وفوى وتجمعات وطنية كثيرة مناصريها من الجنوب إلى البقاع فالجبل والشمال، للمشاركة في هذا المهرجان"، كما يقول فراس (27 عاماً). فهو على حد قوله، يساري الانتماء وقد لا يوافق حزب الله في كثير من خياراته، إلا انه سيحضر مع "رفاقه" المهرجان تعبيراً عن وفائه للشهداء و"للقضية كلها". كذلك ندى، التي تعتبر أن المواطنين ليسوا أبواقاً للزعماء والسياسيين في لبنان، ولكل شخص خياره أن يعبر عن الموقف الذي يريده، والذي قد يكون قد توصل إليه بقناعته الشخصية بمعزل عن التصريحات والخطابات التي يطلقها الزعماء من على منابرهم". هي ستحضر المهرجان لاقتناعها بصوابية وجهة نظر حزب الله في هذه المسألة، أي المقاومة ضد المحتل الإسرائيلي والانتصار عليه، على الرغم من عدم قناعتها بكثير من مواقف الحزب. أما فادي فيقول: "ينقسم الشارع بين أناس منتصرين مرفوعي الرؤوس لا يخافون الموت، وبين أناس يحاولون إقناع أنفسهم بالهزيمة لأنهم لم يتعودوا على طعم الكرامة"، فادي مسيحي لكنه سيكون في مقدمة الزاحفين إلى الضاحية، كما يقول.
الشارع الآخر.. "الدولي"
يبدو انه يكفي أن يتابع الشخص نشرة الأخبار المسائية، وبعض البرامج السياسية "الحوارية" ليعرف ما الذي سيسمعه من هذا الشارع أو ذاك في اليوم التالي. كثير من الشباب لا يجد نفسه في عداد حزب الله ومناصريه الحزبيين، لكنه يذهب ليحتفل بالنصر مع المقاومة التي استطاعت أن تهزم إسرائيل "الجبارة"لأول مرة في تاريخها، كما يقول سامي وبلال. شبان آخرون تحدثوا عن هامش الحرية الفكرية المصادرة في ظل غياب شارع ثالث يمكنه أن يفصل بين هذين الشارعين، ويكون له رأي مستقل. في ظل هذا الوضع تجد كثيرين كذلك، هم مع المحكمة الدولية وجلاء الحقيقة في حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وكل الاغتيالات التي سبقت 14 شباط 2005 وتلته، ومع عدم تدخل أي من الأنظمة الأخرى في لبنان وسياساته وخياراته؛ لكنهم في الوقت عينه مع السيد حسن نصر الله في مواقفه التاريخية التي "تحققت على أرض الواقع نصراً يصعب تفريغه من محتواه أو فصله عن آمال الملايين من المسلمين والعرب المتعطشين إلى لحظة حرية، وذرة كرامة". كما تقول رولا (27 عاماً). يتابع رامز (25 عاماً): "حتى لو فصلنا مسألة الاحتفال عن أي جدل سياسي في البلد اليوم، فالواقع يقول إن المقاومة كسرت المعادلة، ويم الجمعة ستحتفل بالنصر، وسيأتي ملايين من اللبنانيين.. ورغم أنف العدو سيحتفلون".
تصوير عماد الدين رائف