ملحق شباب ألاسبوعي

أنا وفراس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي أبو فراسفراس طفل صغير، لا يتجاوز عمره الخامسة، منذ جاء إلى هذه الدنيا وهو يغير حياتي كل يوم.. من أصعب الأوقات تلك التي تتركنا فيها أم فراس وحدنا أنا وهو بالمنزل، وليس هناك أدوات تسلية جديدة له إلا التسلي عليّ أنا. أحيانا يشاركني جلستي أمام جهاز الكمبيوتر، أو التلفاز.. وكلتا الحالتين يأتي الحظ السيئ كي يكون شريكنا في هذه الجلسة.الحقيقة لم أكن أعلم أن للأطفال مثل هذه القوة على آبائهم، أحيانا كنت أنادي أم فراس كي تنقذني من أسئلة فراس ودهشته.. ومن الواضح انه هناك الكثير من الأشياء يحتاج فراس إلى تعلمها، وكذلك أباه.أمام الكمبيوترجاء فراس يجلس بجانبي أمام الكمبيوتر، وأنا ابحث على الانترنت عن أغاني جديدة، وأتصفح في نفس الوقت مواقع إسلامية وإخبارية (!)، هكذا الحال دوما أمام الانترنت، كنت أحاول الاختصار في الوقت كي أخفف من فواتير الانترنت التي اشتكت منها كثيرا أم فراس، وزعمت أن الانترنت تسرق أموال مصروف البيت، على أي حال... جاء فراس ليشاهد والده البطل وهو يتصفح الانترنت .ساعتان أمام جهاز الكمبيوتر أحاول تحميل أغنية أجنبية، شهيرة، ليأتي فراس في التوقيت الخاطئ.. فجأة أثناء عملية البحث وجدت إحدى صفحات الــ Pop-Up تأخذني إلى أحد المواقع - والعياذ بالله- الإباحية، لا أدري من الـذي غير إعدادات الصفحة لتظهر مثل هذه المواقع أمامي، ربما أنا !؟؟ما كان من فراس إلا ووضع يده على فمه مندهشا وقال: "نسوان عريانين..!!"، لن احكي كيف كان حالي وقتها.. لكن لم استطع شرح فكرة الــ Pop-Up له في هذا التوقيت.. الله لا يوريكم... كانت المصيبة أن فراس توجه لوالدته فور عودتها وأخبرها أنه شاهد معي في الكمبيوتر "نسوان عريانين"، كانت تلك قصة أخرى مع أم فراس ..إعلانات محرجةوأنا جالس مع فراس وأمه أمام شاشة التلفاز، نشاهد أحد الأفلام.. فوجئنا بفاصل إعلاني.. طويل وممل، جاء هذا الفاصل الإعلاني ونحن في شدة التركيز على الشاشة، كان الصمت سائدا، وهذا الإعلان الفج عن الفوط الصحية يخترق الشاشة.. وانبرى الولد فراس متسائلا "عن شو هذا الإعلان ؟"، أجبته على الفور "أي إعلان ؟!!".حاولت أن أضيع الوقت حتى ينتهي الإعلان وأقول له مجيبا "ما شفته !!"، لكن بعد قليل، باغتنا إعلان جديد عن مزيل الشعر للسيدات، كرر فراس نفس الجملة متسائلا "عن شو هذا الإعلان ؟"، كان من الغباء أن أجيب نفس الإجابة، هنا تدخلت أم فراس لتنقذني "تعالي فراس نسوي العشاء مع بعض"، وأطاعالولد ليتركني وحيدا مع إعلانات جديدة من هذا النوع .الحقيقة، واضح انه كثير من الآباء في حاجة إلى أن يعدوا أنفسهم لهذه المهمة الصعبة، والله يعين من عنده ولد مثل فراس.

يسعد صفحة الشباب تقبل مساهماتكم، واقتراحاتكم على بريد الشباب:youth@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف