ملحق شباب ألاسبوعي

السعوديون العائدون من الإبتعاث... إما الملل أو قطع الإجازة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحنين إلى الوطن قد لا يكفي أحياناً أحمد البشري من الرياض: حين يعودون إلى أرض الوطن في نهاية العام، لا يقومون بترتيب ملابسهم الملونة ذات الطابع الغربي داخل أدراج الخزائن، بل يتركونها في حقائبهم، جاهزة لكي يحملوها مرة أخرى في أقرب فرصة، ويعودون من حيث أتوا، حيث حياتهم الجديدة، وأصدقاؤهم الجدد، وربما صديقاتهم، ومنازلهم الصغيرة التي يتشاركون فيها مع أشخاص ربما إلتقوهم حديثًا، في قاعة محاضرات، او من خلال لوحات الأعلانات التي يكثر فيها الأعلان عن شريك للسكن. منذ أن ذهبوا في الدفعة الأولى إلى برنامج خادمين الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي، وهم يحملون همومهم وطموحاتهم المتعلقة بحياة راغدة، وبمصير أكثر إشراقًا مع شهادة أكثر علوًّا مما يمتلكون، وحين يعودون لقضاء اجازاتهم داخل الوطن، يجدون الأيام أبطأ مما يظنون، وبأن الأشياء تتشابه داخل الوطن، وسرعان ما يتشبعون من الوطن، والأهل، والروتين القديم، ليفكروا بعدها كيف يقطعون إجازاتهم، وفي أسوأ الأحوال كيف يتأقلمون مع الأيام المتبقية من إجازاتهم. أميركا... لا تزال مغرية كما كانت. الملل، الفراغ، الرقابة، أكثر الأمور التي تختلف على المبتعثون العائدون إلى الوطن، فمنذ وصولهم إلى أرض المطار وتتضائل لهفة لقاء الأهل والأصدقاء في الساعات الأولى، وتنتهي في الأيام الأولى. عبدالله عاد ليخرج في ساعات الليل المتأخرة ليلتقي بأصحابه الذين هم من الموظفين، بينما يقضي ساعات يومه المبكرة في القاضايا العائلية، هو لا يجد المتعة التي كان يجدها قبل إبتعاثه، والليل الذي كان ينتظره للذهاب إلى أصدقائه لم يعد يغري كما كان. يقول: تالحياة تغيرت بالنسبة لي، وعلى الرغم منأني لا أخرج كثيرًا في بتسبيرغ المدينة الأميركية التي أدرس بها، ولا أحفل بالكثير من وسائل الترفية، إلا أن الوقت هناك يمر لطيفًا"، يظن عبدالله أن الحياة في الوطن تنقصها الحرية بعض الشيء، يقول: "صحيح أنه لا يوجد قمع، لكن المجتمع يمارس سلطته على أكمل وجه، تضطر للنفاق، ويصدمك الرقيب في البيت، وفي الشارع". أصدقاء عبدالله كذلك لم يألفوه بهذا الشكل الجديد، فلا يزال مستمرًا في طريقة لبسه الجديدة، المكونة من الجينز والتشيرتات الملونة، وهي الملابس التي كان يرتديها على فترات متقطعة، قبل أن تتحول إلى لباس يومي بعد عودته من الخارج. الكثير مثل عبدالله، لم تعد المدن التي لطالما إحتضنتهم مكانًا مناسبًا للعيش، ولا المطاعم التي اعتادوا على طعامها نظيفة بما يكفي. فهناك مدن جديدة ظهرت على السطح، حيوات جديدة. ليست أميركا فقط .. أستراليا، ونيوزلندا كذلك. هل يمكن أن تنشأ حياة بجانب حياتك القديمة، ربما كان هذا أكثر ما يفكر به طلال، الذي عاد قبل أيام من رحلة طويلة إستمرت لساعات، وتوقفت في مدن كثيرة، قبل الوصول إلى الرياض لقضاء إجازة عيد الميلاد، ورأس السنة، وربما كان يسأل نفسه بعد اليوم الأول، هل يستحق الأمر، السفر عبر ثلاثة دول، وتغير الطائرة ثلاث مرات، والأنتظار في كل مرة ساعات طويلة قبل تحولي لطائرة أخرى. يقول طلال: هذه الإجازة الثانية التي أعود فيها إلى الوطن، في المرة الأولى عدت بعد أسبوع، وأختلقت الكثير من الأعذار لتسمح لي أمي بالعودة، كنت وقتها قد أنخرطت في نظام يختلف كلياً عن نظامي القديم، فالطعام الذي إعتدت على اعداده بنفسي كان ألذ، والنوم دون مقاطعة والدي، والوقت الذي اقضيه أمام التلفاز كان أمتع، فلا المسلسلات تتشابه، ببساطة الأمر لا يتعلق بسوء في الوطن، بل يتعلق بي، يتعلق بشخص طلال الجديد في داخلي.
يواصل ويقول: سيدني المدينة التي أسكنها فياستراليا وديعة في الصباح، وحين تتمشى في شوارعها في الليل تشعر وكأنك تعرفها منذ سنين طويلة. محمد كذلك، طالب القانون في أوكلاند إحدى كبرى مدن نيوزلندا، لديه مبررات مشابهة للبقية، فهو يحتفظ بتفاصيله الجديدة في شقته التي يقول إنها تطل على حديقة عامة، وبأن المنظر يلهمه الحياة، يقول: أشتاق إلى الوطن كثيرًا، وأتمنى العودة إليه كل يوم، لكني ما إن اصل حتى أتمنى العودة. يبتسم بخجل وهو يواصل حديثه ويقول: في أوكلاند لدي علاقات جديدة.
الحياة الجديدة مزدحمة.. جدول الوقت يزدحم على الطلاب السعوديين في الخارج، لا مجال لإضاعة الوقت، فمنذ ساعات الصبح تجدهم مرتبطون بجامعاتهم، ثم يرتبطون ينشاطاتهم الجديدة التي لم يألفوها من قبل في الوطن، لذلك حياتهم مزدحمة بشكل لم يعتادوا عليه، وهو ما يجعل حياتهم ذات جدوى بالنسبة إليهم، يقول فهد وهو طالب في مدينة بيرث الأسترالية: كان وقتي ينقضي بين النوم والخروج للقاء الشلة، فبعد عودتي من عملي كل يوم أنام حتى نهاية النهار، أخرج بعدها للأصدقاء حتى وقت النوم، لأعيد هذه السلسلة في اليوم الثاني. الآن الأمور تغيرت، لدي الكثير لأقوم به، وقد التحقت بدورات تعليمية كثيرة سواءً في مجال تخصصي الدراسي أو في في تخصصات أخرى، بحق ينقصنا فهم معنى الوقت. قبل الآن كان السفر لإكمال الدراسة في الخارج حلمًا في أوساط الشباب، والعائدون من الخارج بالشهادة يعاملون معاملة خاصة إجتماعيًا او حتى في مجال العمل، فلهم الأولية في التوظيف، ظنًا من أرباب العمل أنهم الأجدر. لكن الأمر لم يعد كذلك مؤخرًا، فالمئات من الشباب خرجوا في كل مكان، لإكمال الدراسة، حتى أصبح الأمر شائعًا ويتكرر يوميًا أمامك، وأرباب العمل اصبحت لديهم تجارب كافية لمعرفة الأجدر للعمل بعيدًا عن مصدر الشهادة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الموضوع رائع
وسام - البحرين -

الموضوع رائع جداً .. أهني كاتبه على فكرته اللطيفة

ماااااااااااااااصدقت
بدريانو -

انا من الطلاب المبتعثين وعايش في امريكا فترة طويلةوانا وزملائي نعد الدقايق والثواني من شان نرجع للسعودية.....مع ان امريكا بلد جميل ولكن السعودية اجمل

برأيك إن شئت
على هواك -

برأيك يا كاتب المقال..هل نستبدل الوطن..ام نحدث عليه تغيرات تكسبه طابع مشابة لما وجدته في الخارج؟الهجرة في رأيك هي الحل..؟..على اعتبار انها بأقل التكاليف المادية والمعنوية؟

اتق الله !!!
عبدالعزيز ابراهيم -

اولا ارجو نشر الرد يقول الكاتب التالي"قبل الوصول إلى الرياض لقضاء إجازة عيد الميلاد، ورأس السنة،" و هل طلال الذي يعيش في سدني مسيحي الديانه حتى يقضي اجازة عيد الميلاد و راس السنة بين اهله في الرياض؟ اتق الله ايها الكاتب - فطلال هذا شاب مسلم وانما ذهب هناك ليقضي عيد الاضحى بين اهله و احبته - و ليس عيد الميلاد و راس السنة كما تدعي

الأخ عبدالعزيز
أم سلطان -

يا اخ ابراهيم يا ذكي جدا ، المقصود هو قضاء إجازه العيد الميلاد وراس السنه التي منحت لهم من الدولة الاجنبية لكافة الطلبة بتلك الدولة من كافة الجنسيات والديانات ، قضاؤها في بلدهم الأم

وطني الحبيب....
مغتربة سعودية -

لا شيء يعادل الوطن....ذرات ترابه وجمال شواطيهوسمار وجوه أهله... وطيبة قلوبهم وضحكة الصديقات في صباح يوم ممطر بجوار دلة قهوة تفوح رائحة الهيل منها.. ليتني كنت راعي غنم في صحراء بلادي أو عامل نظافة في جنبات الحرم الشريف..

أجازة وترفيه
محسن حجازي -

وألله أنا وقعت في نفس ألعوارض , لست مبتعثا كنت أدرس على نفقة والدي في ألولايات ألمتحدة وكنت لما أعود في ألصيف الى لبنان أشعر بالسخافة وألتصنع وألتزلف من كافة ألشعب أللبناني وألعربي . ليسوا شفافين ولا صادقين ألحياة في ألغرب أجمل وأسهل . ألناس تبتسم وتلقي عليك ألتحية دون معرفة أما هنا فألناس مكشرين

غربة
nuna -

ليست الصعوبة عند الاجازات الادهى هو بعد الانتهاء من الدراسة من الصعب علينا التكيف مرة اخرى بعد ان قضينا فترة تكوين الدات فى مجتمعات راقية ونمط حياة وحتى اكل مختلف عن تجربة اقول ان تشعر بالغربة فى وطنك الاصلى مصيبة لا يفهمها الا من يكابدها

صحيح ولكن
محمد -

نعم من الطبيعي ان اي شخص يعود من مكان عاش فيه لبضع سنين ان لا يعتاد على المكان الاخر،، الكلام ينطبق تمام على بعض المبتعثين الذين لم يستطيعوا على التأقلم مع الغربة وعادوا الى ارض الوطن. انا احد المبتعثين الى كندا واسلوب حياتي تغير تمام عن ماكان علية في السعودية ولكن متأكد انه عند العودة الى ارض الوطن الغالي سوف لن اتأقلم من الايام الاولى ولكن سوف يحدث ذلك بعد مضي بعض الوقت .. فلا يوجد مكان اغلى على قلبي من ارض السعودية "ارض الحرمين الشريفين" ولا مجتمع اغلى من مجتمعي ولا اهل اغلى من اهلي.. فالله درك يااغلى بلد..وادام الله العز والسلام والاسلام علينا جميعا.

كل العالم
مغترب سابق -

صحيح انه مكتسب ان العديد من الناس يعتقد بقصر الحريات في السعوديه؛ لكن العديد مما تحدث عنه المقال من صعوبات عند الرجوع للسعودية هي صعوبات يعيشها شبان من جميع العالم عندما يعيشون مستقلين عن اهلهم ثم لسبب او اخر يرجعون لهم....

السعوديه وطني
مغترب مغترب -

نحن مجموعه من الطلبه ندرس في الامارات .نعد الايام والليالي لكي نذهب الى السعوديه .وارض الوطن الغالي العزيز .لا شي بعد الوطن اه اه اه ياوطن.مستحيل نمل من الوطن الغالي .

يا ابيض يا اسود
سماء صافية -

عجيب اموركم لماذا لا تستقرون على رأي واحد كمسلمين ان كانت هذه البلدان كندا وامريكا ودول الغرب هم النصارى فكيف ترضون الدراسة والعلم والتعايش معهم يعني للمصلحة الشخصية للحصول على ارقى الشهادات والثقافة والاستفادة من التطور التكنولوجي هذه حلال اما اذا وجدوا على ارض عربية فهم حرام كفار يخطفون ويذبحون وحتى المسيحيين الاصليين مثل العراق ومصر يطلقون عليهم كفار لا يجوز التقاض يعني يا ابض يا اسود

طالب تعليم عالي
محسن -

بالرغم من التجربه المريرهـ والصعبه التي عشتها في الولايات المتحده الامريكيه لمدة سنتين إلا أنها افادتني كثيرا. اصبح الاعتماد على النفس جانبا مهما جدا. بل استطيع ان اقول اعادت تربيتي(أمريكا ربتنا,على قول الشباب)أصبحت اغسل ملابسي,صحوني,واكوي ثيابي,وأنظف شقتي,واطبخ, بالاضافه لدراستي وشغلي في الجامعه.لكن لا أنكر اني متشوق للعوده للوطن بأسر وقت.طالب تعليم عالي-نيويركsa_fi_us@yahoo.com