ملحق شباب ألاسبوعي

السياسة تفرض نفسها على شباب غزة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نصر جميل من غزة : على قارعة طريق رمليّ أمام بقالة أو مقهى، يتجمّعون، يتحدثون في أمور خاصة، وأمور عامة. أعمارهم متفاوتة،لديهم القدرة على تحويل ما في نفوسهم سخريةً هادفةً. موضوعاتهم وقضاياهم : الحصار، فتح، حماس، إسرائيل، الفضائيات العربية، وظروف المعيشة الصعبة. منهم من يدرس ومنهم من تخرج وينتظر انفراج الوضع في غزة. بالرغم من مظاهر السذاجة التي قد تبدو أمامك؛ إلا أنهم يمتلكون وعيا لما يدور من حولهم. لكن أحيانا ما يبدو الأمر غير محسوم لصالح العقل. فـ خليل المتنقل الكترونياً ما بين هذه البنت أو تلك ما زال يخالف أصحابه الرأي حول بطولة صدام حسين، ليس من باب الاحتكام للعقل؛ ولكن لكونه يقيم تحالفاً عاطفياً مع صديقته الكويتية. أما "وائل" الشاب الذي اتفق أصدقاؤه على مناداته بلقب "العِبس"، فيشارك صديقه الملقب بـ "شحبور" في أداء مسرحي مرتجل و تقليد ساخر لأحد قيادات حركة حماس، في أعقاب متابعة اللقاءات والمشادّات التي تَحدث على فضائية عربية، بين ضيفين؛ كلّ يمثّل وجهة نظر حركته.. ونكتشف لاحقاً أن لقب "عِبس" اختزال لاسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهذا جابر الشاب الاستعراضي، كلما أبدى خشونة في مِزاحه الثقيل مع أصدقائه راحوا ينعتونه بـ "شارون". هؤلاء الشباب كانوا يحبون فضائية الجزيرة وتنظيم القاعدة، ولما هاجم أيمن الظواهري - القيادي البارز في القاعدة - قادة حركتهم؛ راحوا يبدون كراهيتهم تجاه الفضائية والقاعدة معاً. من عاداتهم تداول بعض الكلمات العبرية؛ فحين يُقرّرون، مثلاً، مغادرة المكان - بمحاذاة بقالة - حيث كانوا؛ يصرخ أحدهم بكلمة : " كَـديما ". وهي كلمة عبرية تعني : إلى الإمام.. وهي الاسم الذي اختاره رئيس الوزراء الإسرائيلي " يهود أولمرت" للحزب الإسرائيلي الجديد بقيادته. الشاب إسماعيل. عندما سألته : عن عمله هذه الأيام، أجاب : " لا شيء.. أسمع الأخبار ! " مضيفاً كنت : " بوعيل " في إسرائيل. أي عاملاً. لديه حنين للعمل في إسرائيل مثلما كان في السابق، قبل أحداث الانتفاضة الثانية. يقول : " كنت أعمل وأعيش بدون أي مشاكل، أنام في إسرائيل و في عطلة الأسبوع أذهب مع نفسي إلى منطقة ( تل باروخ ) أسهر هناك.. وأعود لمكان سكني في مكان عملي ".. وكان المعلّم، يهودي شرقي " يَمَنِي "، راضياً عني ".في المقابل، نادراً ما تسنح لكَ الفرصة للتناقش مع مجموعة من الشباب المناصر لحركة حماس؛ لالتزامهم جانب الحذر والتحفظ. فبقدر ما تكون مريحاً وأنت تناقشهم، إلا أنّ حذرهم يسبق بشاشة الوجه التي تبادرهم بها. لكنّ سليم، الشاب الذي يدرس إدارة أعمال في الجامعة الإسلامية بغزة، سيبدي لك تمسكّه بألفاظ من قبيل " الارتباط المباشر بالسماء "، وهي أشبه بجوقة من جوقات المرحلة الفلسطينية الآن.الإذاعات المحلية أيضاً لها جانب خطير في إذكاء تلك الروح. من أشهر الإذاعات إذاعة " الشباب "، تبث من غزة، موالية لشبيبة فتح، ويدعمها القيادي البارز محمد دحلان. لا تنفك تسمع أحد شبابها يتحدث على الهواء بألفاظ حادة ضدّ الخصوم السياسيين من حماس. وقد يكيل الشتائم أثناء ذلك متهما "حماس" بسعيها لعمل صفقة سياسية مع إسرائيل. على الجانب الآخر هناك إذاعة " الأقصى " التابعة لحركة حماس، التي قد تفرد حلقة على الهواء للذم في قيادات فتح. بعيداً عن مجتمع الشباب، كان هناك رجل في أواسط الخمسين من عمره، يبيع الفلافل، ويلقب بـ " العندليب "، لدى هذا البائع التزام بالاستماع لـ BBC، من لندن - ربما يكون التزامه أخلاقياً أو من باب الاعتياد - حيث يعلو صوت جهاز الراديو القديم المعلق في جدار الكشك،بعيدا عن أجواء الشباب المتحمس من الفصائل المختلفة.

يسعد صفحة الشباب تقبل مساهماتكم، واقتراحاتكم على بريد:youth@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف