ملحق شباب ألاسبوعي

فتيات المخدرات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الإدمان طريقهن للمساواةفاطمة خير : "حين أدخن البانجو أشعر أننى كأخى تماماً ..كلانا يدخن البانجو فى السر !" هكذا تتحدث "سمر" ، والتى لمتتجاوز الـ18 ربيعاً .. فتاة سمراء جميلة ،وتبدو فى حالة إنسجام تام مع لفافة "البانجو" التى تدخنها .. وتقول "سمر " أنها تعانى من التمييز فى المعاملة بينها وأخيها رغم أنه أصغر منها بعامين .. وأنها ترى نفسها فتاة جيدة فهى مجتهدة وذات سمعة حميدة ، لكن والديها يصممان على أن البنت ليست مثل الولد .. لذلك فهى تصر أن تثبت لهما أن هذا ليس صحيحاً حتى وإن كان فى السر .. وتؤكد "سمر" على أنها تشعر بسعادة كبيرةوهى فى هذه اللحظة لأنها تشعر بأنها انتصرت على أسرتها !مخدر رخيص"البانجو" فى مصر ، هو أكثر أنواع المخدرات إنتشاراً .. وقد تفوق على "الحشيش" فى انتشاره بمراحل كبيرة ..لأسباب عدة تتعلق بالكلفة المادية .. فهو متاح وسهل للغاية الحصول عليه ، وثمنه فى متناول يد الشباب والمراهقين وحتى الأطفال .. ما يجعله المخدر الأكثر شعبية ..وفى الأحياء الشعبية أو العشوائية التى صارت تخترق أغلب ضواحى القاهرة ،من العادى جداً أن تشتم رائحة "البانجو" وأنت تسير فى الشارع كلما اقترب المساء ، وربما تشتم الرائحة وأنت تجلس فى منزلك لو فتحت نوافذه .. حتى أن بعض الفتيات صرن يخشين دخول البنايات وحدهنفى هذه المناطق بمجرد حلول الليل ؛فربما تتعثر الواحدة منهن فى مجموعة من المراهقين يدخنون "البانجو" فى ساحة البناية .والأنواع العادية والمتاحة من "البانجو" لا تكلف سوى عشرة جنيهات فقط للفافة الواحدة ، وقد يتشارك فيها أكثر من شخص وهو ما يفعلهالشباب الصغير، فى حين أن الحصول على "قرش" حشيش (وهو قطعة صغيرة للغاية) يتكلف من 60-80 جنيهاً للأنواع السيئة ، و140 جنيهاً للأنواع الجيدة ،ويعنى هذا بالطبع أنه لا يمكن شراؤه إلا لبنات دخل أسرهن مرتفع .جلسات خاصة والبنات اللاتى يدخن المخدرات- سواء البانجو أو الحشيش - يفضلن الجلوس وحدهن دون وجود شباب ، حتى يتحدثن عما فى نفوسهن صراحةً دون عمل أى احتياطات ، أو تفضل الفتاة أن تجلس مع شاب وحدهما .. وفى الغالب يكونا فى علاقة عاطفية .وتفضح جلسات "البانجو" ما فى نفوس الفتيات ،فإذا كانت إحداهما تحمل ضغينة تجاه الأخرى فهذا يظهر فى عينيها ،ولو إن إحداهن تمر بمشكلة لا تستطيع أن تبقى ذلك سراً فالحديث ينساب بسهولة منهن،ويصبحن عصبيات ومتوترات للغاية ،وتظهر بوضوح رغباتهن المكبوتة ، فغالباً ما تكون هؤلاء الفتيات من أسر تقمع حرية بناتها .والبعض من الفتيات يرغبن فى "البانجو" كنوع من التجديد!أو لأنه ممنوع فيصبح مرغوباً .ومن أسوأ ما تمر به الفتيات هو قيادة السيارات بعد التدخين ،فأحياناً كثيرة يقررن التسابق مع بعضهن ،وتقع حوادث،وتواجههن مشكلة العودة لمنازل أسرهن ،حيث أن المخدر يتسبب فى إحمرار شديد فى العينين ،لذا فهن يحتفظن بقطرة طبية للعيون فى حقائبهن للقضاء على الإحمرار. إدمان حقيقىوتقع الفتيات فى خطأ فادح ،حيث يعتقدن أن "البانجو" لا يسبب الإدمان ،وأنهن يستطعن التوقف عنه وقتما يردن ،إلا أن الحقيقة التى أكدها الأطباء أنه يسبب إدماناً ، لكن لأن دورته فى الدم قد تطول إلى عشرين يوماً،فهن يعتقدن أنهن لا يحتجن إلى تدخينه كثيراً أو بانتظام ، فى حين أنهن لا يستطعن الإقلاع عنه فترة أطول من العشرين يوماً .. دون أن يدركن ذلك.وتعانى هؤلاء الفتيات بعد فترة من الوقت من فقدان قدرتهن على التركيز والتذكير، حيث يسبب "البانجو" تآكلاً فى خلايا المخ المسئولة عن هذه الأدوار ،كما أنهن يواجهن مشاكل فى الإنجاب بعد ذلك ، ولا تعرف الغالبية العظمى من الفتيات أن الهروب من الواقع، ورغبتهن فى تقليد الشباب ،والجرى وراء التقاليع ستكلفهن هذا الثمن الباهظ ،وذلك لغياب المعلومات الكافية بشكل عام عن خطورة تدخين "البانجو" ، بل أن الفتيات يعتبرن أن التحذير منه لا يتجاوز أمراً ضمن أوامر كثيرة يتلقينها من المجتمع .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف