ملحق شباب ألاسبوعي

شباب يرفعون راية الاكتئاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سعيد الحسنية من الرياض : نسبة غير قليلة من الشباب قد يواجهون مرض الاكتئاب، بعضهم يتهرب من البوح بمشكلاته مع المختصين، وتشير الدراسات إلى أن رجلا واحدا يكتئب أمام ٤ نساء . ويتلخص الشعور بالاكتئاب لدى الشباب عبر وضوح أعراضه بتقلب المزاج والشعور بالضيق والميل إلى تعويض الشعور بالسأم عبر الفكاهة وتصنع المرح والرغبة في النوم بكثرة.ويُعرف علماء النفس الاكتئاب بأنه"اضطراب في الحالة المزاجية للشخص، وحالة اعتلال جسدي كامل، ويشعر المريض بحالة من التخدير (تخدير للمشاعر) حيث أنه لا يشعر بحزن شديد ولكنه لا يشعر بسعادة أيضاً.خسارة صديق"وليد الشاهري" ( 32 عاما ) يعترف بأنه أصيب بموجة اكتئاب شديدة فيقول : " من الأسباب الرئيسية في إصابتي بهذه الحالة، هي خسارتي شخص قريب وعزيز على قلبي، صديق دربي، بوفاته في حادث مروري لم أستطع أن اصدق الواقع و أن أمضي الباقي من عمري بدونه، ولذلك كنت اكذب كل من قيل لي عن انه قد مات، لم أعرف معنى النوم حينها، ولم اعد أحس بنكهة الطعام عشرة أيام، ولكن بفضل الله وبفضل الأهل والأصدقاء استطاعوا أن ينتشلوني من حالة الاكتئاب التي لازمتني طيلة تلك الفترة" .خيبة أملأما بدر الغامدي ( 29 عاما ) فإنه يعتبر أن الأسباب الرئيسية لاكتئابه هي الأحلام التي بناها وبقي لزمن طويل يؤمل نفسه بتحقيقها ثم أكتشف في النهاية أنها غير قابلة للتحقيق فيقول : "ومن هذه الأحلام التي عشتها في الوهم هي الزواج و تكوين أسرة والنجاح في العمل بعدها انتهت هذه الأحلام بالفشل مما أصابني بإحساس عميق بالمرارة أدى في النهاية إلى الاكتئاب، حيث أنها كانت مجرد أحلام بعيدة عن الواقع". فقدان الثقة"الأحداث التي تؤثر على تقدير الإنسان لذاته هي من جعلتني مكتئبة" هذا ما قالته لنا لطيفة . ن ( طالبة جامعية )، وتضيف "تعرضت إلى مواقف أدت إلى التقليل من ثقتي بنفسي وشعوري بالدونية، هذه الأمور أسهمت بشكل مباشر في إصابتي بهذه الحالة التي استتبعها رفض الآخرين لي حيث أصبحت محل نقد من قبل كثيرين من المحيطين بي". الفشل العاطفيأما جميلة غ ( مزينة) فتقول: "إذا كان هناك ما أعيد إليه فشلي المبكر وإصابتي بحالة الاكتئاب فلن يكون سوى الحب والتسرع إلى بناء علاقة مبكرة مع أحد الشباب، حيث أبهرني بصفاته، لكن هذه الصفات لم تكن إلا قناعا يختبئ من ورائه بعد أن وهبت له نفسي وقلبي من غير إدراك أو تفكر، كنت بنتاً صغيرة وهو أكبر مني سناً، ويبدو أني أخطأت في فهم تعاطفه وحنانه ولم أحس بنواياه وأكاذيبه، وبعد سنتين بدأت تنكشف حقائقه واحدة تلو الأخرى مما جعلني أصاب بصدمة أدت بي إلى عيش حالة من الاكتئاب بعد أن اكتشفت عدم إدراكي بما يحاك أو يدور من حولي.أمراضومن جهته يقول محمد عبد العال ( عاما 37 ) : " أن المرض الجسماني قد خلق بداخلي حالة خطرة من الاكتئاب النفسي. ففي بعض الحالات يؤدي بي هذا الاكتئاب إلى حالة من العصيان والشرك بالله تسبب المرض مع آلام أثرت على حياتي بحيث اضمحلت و انعدمت لحظات السعادة من حياتي اليومية ". الأب هو المسئولوتحمل " سهام" ( 21 عاما ) والدها مسؤولية اكتئابها فتقول : " أن الضغط المستمر الذي يمارسه أو يفرضه والدي علي لفترات ممتدة حتى بعد انقضاء فترة مراهقتي جعلني أصاب بحالة اكتئاب تصل إلى درجة الحالة الهستيرية، فعادة ضغوط الحياةتؤدي إلى الاكتئاب، فكيف إذا كان من قبل والدي، فالاكتئاب يحصل عند اختناق أو فشل الإنسان في مواكبة الأعباء اليومية والضغوط في المنزل أو العمل، عندها يشعر الإنسان بالعجز عن مواكبة هذه المشاكل، الأمر الذي يصيبه بالإحباط الذي يقود إلى الاكتئاب في النهاية، وهذا ما أصابني من جراء ما مارسه على والدي. لا للأعباء والضغوط النفسية ويشير علماء النفس إلى أن المرضى المصابين بمرض الاكتئاب النموذجي من الشباب، مصابون أيضاً بحساسية شديدة من المحيطين بهم، ولا يقبلون أية كلمة وهذا ما يجعل الآخرين يبتعدون عنهم ويتجنبون الحوار معهم".كما أكدوا بأن أهم سبب لمرض (الاكتئاب النموذجي) عند الشباب هو ... الأعباء والضغوط النفسية التي يتعرضون لهادون التنفيس عنها والذين يمكن تسميتهم بـ (المكبوتين). ما الحل؟وفي الختام يرى الأطباء النفسيين أنه من الضروري أن يحرص الشباب على ممارسة الرياضة المفضلة، والملائمة لهم، ففي الحد الأدنى من ممارسة رياضة سهلة ولكنها تؤدي إلى نتائج باهرة في إزالة مرض الكآبة وهي (رياضة المشي) التي ينبغي أن تخصص لمزاولتها بما لا يقل عن ساعة واحدة يومياً، إذ تكفي أن تقيهم من مرض الكآبة وتزول عنها أعراض الاكتئاب، وتتمتع بصحة نفسية عالية. ويستطيع الإنسان أن يتجنب الإصابة بالاكتئاب عن طريق الوعي والمعرفة الشاملة بالمرض وأعراضه ومسبباته. ومن أهم طرق مكافحة المرض هو أن تقوم بالتحدث مع شخص آخر عن نفسك، عن ماضيك وحاضرك وتطلعاتك. بهذه الطريقة يقوم الإنسان بإعادة اكتشاف نفسه بمساعدة الشخص المستمع بحيث قد تنتبه لأمور كانت مخفية عنك أو لم تكن تلاحظها في السابق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف