ملحق شباب ألاسبوعي

دنيا .. ترنيمة شبابية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
البحث عن عبق الماضي في نغمات شعبية المطربة دنيا على خشبة المسرح فاطمة خير: "دنيا" مطربة مصرية شابة.. ربما تكون قد اختارت هذا الاسم سعيا منها أن تجوب بلاد الدنيا بحثاً عن دعم لفكرتها، ببساطة شديدة.. تقوم تجربة "دنيا" على جمع التراث الغنائي الشعبي المصري، وتقديمه بشكله القديم كما هو، مع الاعتماد على آلات موسيقية بسيطة لا تقوم بعملية تحسين للصوت. قد تبدو الفكرة سهلة التنفيذ ، لكنها في الحقيقة شديدة الصعوبة، فلا مؤسسات مصرية تدعم مثل هذه الأفكار، ربما الآن توجد بعض المؤسسات التي تقدم لأصحاب هذه الأفكار فرصة كي يقدموا أنفسهم للجمهور ليس أكثر ، لكن ما من مؤسسة تتبنى الفكرة وصاحبها، خاصةً مع النظرة التي تنكر التراث بشكله القديم، فهو إما أن يقدم بطريقة غير جذابة، وبأصوات غليظة لمطربين ـ رجال على الأكثر ـ كبار في السن على اعتبار أنه مجرد "فولكلور" لا أكثر، أو أن يقدمه الشباب بكثير من التدخل لملاءمة الحفلات التي يرتادها جمهور الشباب.تحملت "دنيا " تمويل الفكرة والدعاية لها وحدها، برغم كل ما يحمله هذا من صعوبات ؛ حتى لاقت مؤخراً في السنوات القليلة الماضية اعترافا بها في مصر وبعض البلدان العربية والأجنبية، آخر حفلات "دنيا " الغنائية كانت على مسرح "روابط للفنون الأدائية"، لهذا المسرح جمهوره الخاص، وهو في حد ذاته تجربة إبداعية، فقد كان مجرد جراج (مرآب) لا أكثر قامت إحدى المؤسسات الثقافية بتمويل تحويله إلى مسرح يعرض التجارب الفنية الخاصة للمبدعين الشباب، سواء في المسرح أو السينما أو الموسيقى أو الغناء . جمهور المسرح .. جمهور شاب يبحث عن إبداع حقيقي ، قد يفاجئك ذوقه، فهو شباب مختلف تماماً عما تقدمه برامج الفن في الفضائيات العربية، لذا لا تندهش حين تراه يقف ليتمايل مع نغمات أغنيات قد تبدو تقليدية للغاية، فالمطربة الشابة، تعمل منذ سنوات على جمع هذه الأغنيات النادرة من كل مدن وقرى مصر : من الصعيد وووجه بحري والدلتا ومدن القناة والإسكندرية مدينتها التي أتت منها . بعض هذه الأغنيات يعرفها الجمهور المصري من خلال غناء الأمهات والجدات، ولكنها كادت تندثر بسبب تطورات سوق الغناء، كما أنه ما من تواصل لتبادل الأغنيات ما بين أقاليم مصر المختلفة.كل شيء في حفلات "دنيا " سيدهشك: الصوت والموسيقى والجمهور والأغنيات، لكن أكثر ما سيدهشك هو حين تعرف أنها مصممة على أن تبدأ في جمع وحفظ التراث الغناء الشعبي العربي بعد أن تنتهي من تجربتها مع الغناء المصري! وكل ذلك وحدها .. دون مؤسسة سوى إيمانها بشبابها وصوتها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف