ملحق شباب ألاسبوعي

أركب الحنطور

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالرحمن مصطفى: مازالت بعض الفئات في شوارع القاهرة مستمسكة بتشغيل أغنية "أركب الحنطور" التي غناها كل من سعد الصغير والمغنية الشابة أمينة في فيلم قصة الحي الشعبي، إلا أنها ارتبطت أكثر باسم المغنية أمينة بعد أن عرفت الأغنية بصوتها فقط فيما بعد.لنحاول معا قراءة كلمات الأغنية بوجهة نظر جديدة، لا أدري أن كان البعض ممن صدعتهم الأغنية قد حاول أن يفك رموزها أم لا، إلا أنما اجمع عليه الكثيرون هو الهجوم على الأغنية وكلماتها، غير أن السؤال الذي دار برأسي هو هل المشكلة في الكلمات أم في قائلها؟ أم أن المشكلة في أسلوب عرض هذه الكلمات على الآخرين ؟ الحنطور كلمات الأغنية . أركب الحنطور..واتحنطر
بس اقعد قدام .. واشد اللجام
واركب الحنطور واتحنطر
**
وهجيب الجو بتاعي.. يركب جنبي ويتحنطر
ويحط ايديه في دراعي.. يأنججني ونتمخطر
ونركن علي أي جنب.. وننزل ناكل بطاطا
و كمان نقزقز لب.. ونحلي بالشوكولاتة
واركب الحنطور واتحنطر
**
وهنركب بالدور.. كلنا علي الحنطور
واتحنطر
**
ونجيب حمص بالشطة.. وكمان نلبس برانيط
ونلعب حطة يا بطة.. وهنتنطط تنطيط
وحبيبي هيسرح بيا.. واقعد اسبله في عيني
وكمان يمسكلي اديا.. قال ايه الواد بيعديني
واتحنطر
ربما تكمن المشكلة في الحنطور!؟.. على أي حال فالحنطور أصبح وسيلة مواصلات فلكلورية بالنسبة للمواطنين في مصر، لا يركبه إلا السائحين في الغالب، لكن... ماذا لو كان أحد الشعراء الكبار هو مؤلف هذه الكلمات؟ وهل كان الحال سيختلف لو كانت أشعارا مقروءة فقط، أو تم عرضها في ظروف أخرى بأسلوب أفضل؟ كلمات الأغنية الحالية من تأليف أحد الشعراء الذين تخصصوا في هذا اللون من الغناء.. لكن ماذا لو؟أحمد فؤاد نجمأحمد فؤاد نجم (1929 - ) شاعر عامي مصري، يوصف بأن لديه مقدرة على إيجاد ألفاظ ومرادفات متميزة، وكلماته مصرية صميمة، أعتقد أنه لو كان هو من كتب الحنطور لكان قد فسرها البعض على أنها قصيدة تحمل دلالات سياسية عميقة، وبحث البعض الآخر عن ما ورائيات النص، ولا أستبعد أن يفسر أحدهم الكلمات القائلة "اركب الحنطور واتحنطر، واقعد قدام .. واشد اللجام"، على أن لها مدلول سياسي يرمز إلى السلطة وان الحنطور هو كرسي الحكم، وأن عبارة "وهنركب بالدور كلنا ع الحنطور" تشير إلى تداول السلطة..الخ.لكن الشاعر أحمد فؤاد نجم ليس هو المؤلف.صلاح جاهينصلاح جاهين (1930 - 1986) شاعر مصري كتب بالعامية المصرية العديد من الأشعار الغنائية والرباعيات التي عرفت باسمه، حملت أشعاره في حقبة المد الثوري طابعا وطنيا، إلى أن وقعت هزيمة يونيو 1967 فدخل في مرحلة اكتئاب، وتبدل مزاجه بين الحين والآخر إلى أن توفي في أشد حالات الاكتئاب.أعتقد أن الشاعر صلاح جاهين لو كان هو من كتب الحنطور، لكان قد تم قبولها، وربما تفلسف البعض وذكر أن الشاعر قد كتبها تحت تأثير حالة الاكتئاب التي أصابته، وأنها كانت محاوله لتعديل مزاجه وتوصيل رسالة ما.. وربما كانت الأغنية ستصبح أكثر قبولا إذا ما غنتها الفنانة الراحلة سعاد حسنى في أحد أعمالها.بيرم التونسيشاعر الشعب بيرم التونسي (1893- 1961)، أحد أهم شعراء العامية في العصر الحديث، أعتقد أن أغنية الحنطور إذا ما وجدت في زمان الشاعر بيرم وتصادف أنها كانت من تأليفه، لرآها البعض على أنها تعبير عن الهوية المصرية الشعبية، وما الحنطور إلا وسيلة مواصلات شعبية من مفردات البيئة المصرية، في مقابل السيارات العادية التي تمثل منتجات الحضارة الغربية .لقد اتضح لي بعد تفكير أن الكلمات ليست بمعناها، بل هي حسب قائلها وأسلوب عرضها على الآخرين.. فلنأخذ حذرنا مما نقول.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف