ملحق شباب ألاسبوعي

تعددت الأسباب والهدية واحدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فاطمة خير من القاهرة: ربما لم يعرف الصحفي الراحل "على أمين" أن محاولته لإسعاد الأمهات بيوم احتفال مخصص لهن ستتحول إلى عيدٍ للتجار أيضاً!
عندما اختار "على أمين " 21مارس من كل عام عيداً للأمهات، أراد أن يجعل هذا العيد مع أول أيام قدوم فصل الربيع ، باعتبار أن كلاً من الأم والربيع يمنحان الحياة : في صباح أحد الأيام استقبل "على " في مكتبه سيدة وقورة ما إن دخلت حتى أجهشت بالبكاء واشتكت له من جحود ابنها العاق الذي لم يعد يتذكرها بعد زواجه ولا يزورها ولا حتى يسأل عنها بالهاتف ، وطلبت من الكاتب الراحل أن يتوسط لها لدى ابنها كي يسأل عنها ! دموع السيدة الجليلة وقسوة الموقف دفعت الكاتب الذي لطالما اشتهر وأخيه "مصطفى" بابتكار الأبواب الصحفية والاحتفاء بالمشاعر الإنسانية أن يكتب مناشداً الجميع الاحتفال بأمهاتهم ولو في يوم من أيام السنة وليكن أول أيام الربيع . ومن يومها أصبح "عيد الأم" في مصر طقساً مقدساً تنتظره الأمهات وتترقبه الحموات.

عيد مقدس

لا يوجد عيد في مصر يجمع بين المسلمين والمسيحيين بعد "يوم شم النسيم" سوى "عيد الأم "، ففي هذا اليوم يزور الجميع أمهاتهم ـ بالنسبة للمتزوجين ـ ويحرص الأبناء على العودة إلى منازلهم مبكراً للاحتفال بالأم لتقديم الهدايا إليها، ويصبح منظر الشوارع شبيهاً بأيام العيد حين يخرج الجميع إلى الشارع في أبهى حلة، وتنتظر الأمهات هذا اليوم بفارغ الصبر وتستعد له بتحضير المنزل لاستقبال الضيوف، وطهي ألذ الولائم للأبناء . وإذا كان الابن /الابنة مسافراً يصبح الاتصال التليفوني هو أقل واجب منذ الصباح الباكر.


هدايا إجبارية

تقديم الهدايا شيء لا غنى عنه في هذا اليوم ، ويتنافس الأبناء في تقديم أفضل ما لديهم، ويبدأ الادخار لهذا اليوم منذ أول أيام العام الدراسى، وبالنسبة لمن أنهى دراسته فيكون راتب الشهر كله موجهاً لشراء الهدية، فمن الطبيعى أن يحتفى الإنسان بأمه وأن يقدم لها الهدايا، لكن "سيدة محمود " ـ موظفة ـ لديها ثلاثة أبناء في الجامعة والثانوي والإعدادي، تقول أن أفضل هدية تقدم لها ألا يطلب منها أحد أي شيء فى هذا اليوم، وأن يتولى الأبناء ووالدهم كل الشئون المنزلية التي تقوم بها وحدها لأنها ليست لها إبنة وهذا يرهقها كثيراً خاصةً أنها موظفة .
"ليلى عبد العظيم " ـ ربة منزل ـ تقول أنها وإخوتها الأربعة يتفقون فيما بينهم على شراء أي من الأجهزة المنزلية التى يرون أن والدتهم تحتاج إليها ، ويجعلون الأمر مفاجأة لها، وهذا العام قاموا بشراء "غسالة أطباق" كى تساعد الأم خاصةً بعد زواج الأبناء.

"على عبد الرؤوف" أب شاب لديه ابن فى الصف الأول الابتدائي، يقول أنه يفرح كثيراً بشراء الهدية لأمه، لكنه يعانى من شراء عدد كبير من الهدايا المكلفة لكل مدرسات ابنه فى المدرسة، حيث تعتبر هذه الهدايا إجبارية وإذا لم يحضرها الطالب في المراحل التمهيدية والابتدائية، قد تغضب مدرسات الفصل، ويعانى الطفل من معاملة سيئة بقية العام الدراسي.

وهو الكلام نفسه الذى قالته "هبة سيد" أم شابة لديها طفلة في الروضة، تقول أنها تحرص على شراء هدايا قيمة بنفسها كى تهتم مشرفات الروضة بابنتها بشكلٍ خاص، وأنه لا مشكلة لديها من أن تدفع أكثر مقابل رعاية أفضل لطفلتها، وهى تعتبر أن هؤلاء المشرفات هن أمهات أيضاً بشكلٍ أو بآخر .


عيد للتجار

الطقس الإنساني النبيل "عيد الأم " تحول من مناسبة لطيفة ورقيقة إلى واجب مقدس قد يتسبب في أعتى المعارك بين الأزواج ! فبعد الزواج يصبح شراء هدايا الحماة أمر ضروري جدا، فيجب أن تتضمن ميزانية الأسرة هديتين قيمتين، وإذا كانت الزوجة لا تعمل هنا يصبح على الزوج شراء الهديتين معاً على ألا تقل قيمة هدية أم الزوجة عن أم الزوج، ويجب أن يقوم الزوجان بزيارتين في يوم عيد الأم لتقديم الهديتين .
أكبر مستفيد من هذا العيد هم التجار ، فقبل تلك المناسبة ترتفع الأسعار بضراوة على اعتبار أن الكل مجبر على الشراء خاصةً أسعار الذهب، و منذ عدة سنوات تقوم بعض المحلات الكبرى بتخفيضات هائلة لتصفية بضائعها إلا أن الحجة المعلنة هي "عيد الأم" لكن في الواقع فقد صار هذا الموسم من التخفيضات فرصة جيدة لشراء الهدايا للأمهات ولشراء أثاث منزل الزوجية للمقبلين على الزواج .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف