إكسسوار للجوال أم زينة للفتيات ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سعيد الحسنية من الرياض : عندما يكون هاجس المرأة هو صياغة أناقتها وإبراز جمالها وتفعيل جاذبيتها بأي طريقة، فإن ذلك قد يضطرها إلى بدائل غير تقليدية كاستخدام وسائل تقنية مثل الجوال لتحقيق هذا الغرض، فاليوم باتت سيدة القرن الحادي والعشرين تتجمل بالإكسسوارات الإلكترونية كما كانت تتجمل جدتها في الماضي بألوان وعطور وعقود وأقراط ومساحيق. فجاءت تلك البصمات النسائية في عالم الإلكترونيات لتضفي بعدا جديدًا على هذا العالم، وتدخله في إطار من الزخارف الجميلة، والألوان الساطعة، والمقتنيات الثمينة.
جوالات أم مجوهرات؟
عندما تتجول داخل أسواق المملكة يذهلك الكم الهائل من الأسواق والمتاجر التي تخصصت في تقديم الجديد من مكملات الزينة للهاتف الجوال، أشكال وألوان غريبة من الجوالات أقل ما يقال أنها نسخ من الأدوات التي اكتظت بها أفلام هوليود الخيالية. منى العامري (مدرسة في إحدى مدارس الرياض) تصر على تغيير غلاف جوالها ما لا يقل عن أربع مرات أسبوعيًا كي يلائم لون ملابسها.على عكس " عنود " ( طالبة جامعية ) التي تحكم على الجوال من خلال ألوانه لا من خلال مكالماته، اللون الجديد يشعرها بالارتياح، ويذهب عنها الملل.. بعض الأغلفة تشعرها بالطفولة! ولكن ما ينطبق على " عنود " لا ينسحب على العديد من النساء اللائي يرغبن في إضفاء لمسة مميزة على مقتنياتهن الخاصة، ونوع آخر لا يقبل أن يملك الآخرون ما يشابه ممتلكاته. حيث يتم ترصيع الجوال بالجواهر الثمينة والأحجار الكريمة، فبعض السيدات لا يقتنين الجوال إلا إذا كان يبرق ذهبًا وكأن الحكمة تقول "إذا كان الجوال من فضة فيجب أن يكون الغلاف من ذهب"!.
التقليعة تشهد إقبالاً كبيرًا من الباحثات عن المدهش والغريب، والأكثر اغتباطًا بهذا التحول المفاجئ هم الصاغة الشاكون دومًا ركودًا طال تجارتهم، وأصبح الجوال الذي يتراوح ثمنه بين الألف والألفين تتكلف زينته حوالي (60) ألف ريال وربما أكثر حسب رغبة حامليه..
هذا "التبرج" يمكن أن يغطي كلفة الزينة الكاملة لعشر "عرائس" في ليلة فرحهن أو الإنفاق الشهري على أكثر من عشرين أسرة. حيث أن بعض السيدات يحددن نموذجًا خاصًا لجوالهن وكمية الألماس التي يردنها، ومنهن من تطلب أكثر من جوال بتصميمات وألوان معينة لتتناسب مع ألوان الملابس، وقد يرتفع في بعض الحالات ثمن "التزيين" ليتخطى حاجز الـ(60) ألف ريال لزوم المزايدة النسائية!...
لكل فستان جواله
أصبح الجوال يحتل مرتبة مهمة في حياة السيدات مرافقًا لهن في حياتهن اليومية بعد أن طالته عدوى "الموضة" فأصبح معرّضًا لتغيير لونه الخارجي ليتوافق مع ذوق صاحبته وأناقتها. وتشهد تجارة بيع الأغلفة الملونة إقبالاً كثيفًا خصوصًا من قبل الجنس اللطيف، يساعدها على ذلك رخص أسعارها وتوافرها بكثرة حتى داخل محلات "السوبر ماركت".
" نرمين " ( مزينة شعر) تسعى كغيرها من النساء إلى إتباع هذه الموضة وفق ما يتناسب مع تقاليدها وعاداتها كامرأة شرقية. فهي لا تعد تغيير لون الجوال ظاهرة غير طبيعية، فما المانع أن يكون لون الجوال متناسقًا مع لون الثوب أو حتى السيارة، خصوصًا إذا كان غير مكلف ماديًا؟. ومن جهتها تسعى سحر ( ممرضة ) دائمًا إلى التجديد والتغيير بين فترة وأخرى، سواء في مظهرها الخارجي أو حتى في الأشياء التي تمتلكها لمواكبة عالم الموضة بكل أشكاله، فهي تغير لون جوالها بصورة مستمرة وتنتقي من مجموعتها ما يتناسب ولون ثوبها.
خارج هذا الإطار تنفرد السيدة رهام ( مدرسة ) برأي مغاير لا يعير انتباهًا إلى ألوان الجوال أو حتى إلى نوعه وعلامته التجارية ما دامت الغاية من اقتنائه تلبية حاجة ملحة ألا وهي الاتصال عند الضرورة بمن تريد في أي وقت تشاء.
البحث عن التجديد
بعض الفتيات حرصن على اختيار الألوان التي تزين أعلام نوادي كرة القدم العالمية مثل منتجات البرازيل وألمانيا. ويلاحظ اختلاف أذواق السيدات حسب أعمارهن. فالمراهقات يخترن الألوان الزاهية (العصرية) كالفوسفوري، والليموني، والأحمر الناري، بينما تفضل النساء الأكبر سنًا انتقاء الألوان الهادئة نسبيًا كالأزرق والأخضر والفضي، ويبقى اللون الأبيض خارج دائرة اهتمامهن. وهناك أغطية للجوال تضم صورًا لبعض المشاهير، ويمكن إضافة صورة أو صورتين لأفراد العائلة على خلفية الغلاف.
الهروب من دائرة الروتين
من جهتهم يرى الباحثون أن المرأة التي تبحث عن التجديد في ألوان ملابسها وأشيائها الخاصة قادرة على إنجاز مهامها اليومية بنجاح تام مقارنة بمن حولها من النساء، فهي تملك روحًا متجددة العطاء، ومتميزة الأداء. لكن هل نستطيع التعميم فنقول إن المرأة التي تبحث أيضًا عن التجديد في ألوان أغلفة هاتفها تتميز بهذه الصفات أيضًا، خصوصًا إذا ما علمنا أن كلفة ترصيع الجوال بالألماس تتراوح بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف ريال في حدها الأدنى؟!
ربما تجدر الإشارة إلى محاولات الكثيرين من علم السلوك البشري تفسير هذه الظواهر التي تحولت إلى موضة يقتدي بها الكثيرين، فهناك من يضعها في خانة تقليد الطبقة الميسورة لإعطاء انطباع مغاير للواقع. وبعضهم يعدها من أنواع لفت الأنظار لإعطاء صورة جمالية. بينما يبرز رأي ثالث يصنف هذه الظاهرة على أنها هروب من هدف يستحيل تنفيذه إلى هدف سهل المنال، وهو أحد أنواع التغيير ولو من أضيق أبوابه وذلك لتنفيس احتقان نفسي تحمله النفس البشرية.
وطبيعة المرأة التواقة إلى مواكبة أساليب الموضة العالمية هي السبب الأساسي في انتشار هذه الظاهرة، بالإضافة إلى حاجتها إلى التجديد ولفت الأنظار والهروب من "شرنقة الروتين" التي فرضتها عليها ظروفها الخاصة وظروف مجتمعها.