أسماء مستعارة في فضاء الانترنت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تحت عنوان "أرحمونا من هذه الأسماء المستعارة" كتب ذات مرة أحد زوار المنتديات "الكاتب ليس في حاجة لاسم مستعار كي يتعامل به مع القارئ"، وأضاف مصطفى معروفي صاحب الرأي السابق الذي يمثل شريحة من الرافضين للأسماء المستعارة أن صاحب الاسم المستعار بإمكانه أن يهاجم من يشاء بكل حرية، فتخفيه تحت اسم وهمي يضمن له مساحة من التحرك غير متاحة لمستخدم الاسم الحقيقي،في ساحة أخرىكان هناك منيحمل كنية "المبدع العربي" أكد أن اللقب يرضيه، فاسمه الحقيقي كثيرون يحملون مثله بينما كنيته هي ما اشتهر بها على الانترنت، وعندما سئل آخر عن سر اتخاذه لقب الملك الحزين قال" لأني أحب الحزن لا أكثر..."، وما كانت عبارتهالمختصرةإلا نموذجا لبعض مرتادي المنتديات الذين وجدوا في الاسم المستعار تنفيسا عن حالتهم النفسية.
آخرون عبرت ألقابهم عن سبب تواجدهم في هذه المساحة على الانترنت، ألقاب من نوعية "الهاكر المصري"، أو "تروجان" كان من المنطقي أن نجدها داخل منتدى خاص بالتقنية أو اقتحام المواقع، كذلك الأمر مع أسماء شخصيات تاريخية "كالقرطبي" و "قطر الندى" جاءت متوائمة مع منتدى متخصص في التاريخ، ولعل المنتديات ذات الطابع الديني من أكثر المساحات التي تتضح فيها العلاقة التفاعلية للأسماء الرمزية مع المواقع والمنتديات.
من اطرفالشروط التي يمكن للمرء أن يقابلهاعند التسجيل في منتدىالعبارة التالية"يمنع التسجيل بأسماء الكفار والطواغيت"،وتزول الدهشةعندما نعلم أن الشرط صادر عن منتدى جهادي كان ينشر بيانات وأشرطة عمليات الاختطاف والتفجير في العراق، وتم إغلاقه مؤخرا..!
ولم تبتعد الأسماء المستعارة عن دائرة الفتاوى، فداخل المنتديات الالكترونية انتشرت قائمة من الفتاوى بخصوص الأسماء المستعارة ودلالاتها، وضعت محاذير عن استخدام ألفاظ معينة كالعاشق والمحب والألفاظ التي تزكي صاحبها كحبيب الرحمن وغيرها.
العزاء الوحيد لمن يستخدم أسماء مستعارة أن تلك الظاهرة قديمة، فقد عرف التاريخ شعراء كتبوا بألقاب وأسماء مستعارة مثل الشنفرى والفرزدق.. وغيرهم، وحتى يومنا هذا ما زال هناك من يكتب الشعر -خصوصا في المجتمعات الخليجية- تحت أسماء مستعارة دون غضاضة، وفي الحقل الصحفي من الوارد أن يضطر الكاتب تحت ضغط العمل أن يستخدم أسماء مستعارة، ويروي الكاتب الصحفي أنيس منصور عن اضطراره للكتابة بأكثر من اسم عندما كان هناك حرج أن ينشر عدة مقالات باسمه وهو رئيس تحرير إحدى المجلات، في تلك الفترة كان يكتب تحت اسم "سيلفانا مأرييللي" التي وجد نفسه مضطرا أن يدون خبر مصرعها عندما انتهت مهمتها في الكتابة بعد أن جذبت اهتمام بعض الكتاب والقراء .
وترى بعض الكتابات التي ناقشت هذه القضية أنه رغم المضار التي تطال صاحب الاسم الرمزي إلا أنها تعطي مساحة للفرد أن يجرب أشكالا أخرى من التفاعل مع الآخرينعبر شبكة الانترنت، وفي النهاية يظل استخدام الأسماء الرمزية متعة خاصة يرى بعض المستخدمينأنها تساعد على الاندماج في الوسط الافتراضي،أمااهم مساوئهأن يكون الهدف من وراء استخدام الأسماء المستعارة هوالتخفي.. وليس تقديم الذات بصورة جديدة .