هل يحتاج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هيئة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سؤال له أكثر من إجابة
عبدالرحمن مصطفى : في الوقت الذي كانت فيه سلطات الأمن السعودية تلاحق الجماعات الإرهابية وتحبط مخططاتها، كان بعض الشباب يجلسون داخل غرفةفي إحدى مقاهي مدينة جدة يشاهدون أفلاما إباحية، المقهى تم اقتحامه بواسطة الأمن السعودي وقبض على القائمين على إدارته وهم من الوافدين، وشارك في العملية رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر الخبر في عدة صحف سعودية ضمن مادة شبه يومية عن ضبطيات الهيئة، وتمثل تلك الحادثة نموذجا للضبطيات التي تشارك فيها الهيئة والتي تدور غالبا حولضبط مخالفات للشريعة الإسلامية . لكن السؤال، لماذا لا يقوم الأمن وحده بهذه الضبطيات ؟ وما دور هيئة الأمر بالمعروف في أعمال عرفت في دول أخرى أنها من اختصاص الأمن وحده ؟ تبدو أسئلة بديهية لمن هم خارج حدود المملكة العربية السعودية ولا يدركون خصوصيتها.
صحيفة الوطن السعودية ألمحت في تقرير صحفي إلى وجود حالة تذمر لدى بعض المواطنين أسفرت خلال العام الماضي عن مواجهات وشجارات بين أفراد يعملون في الهيئة ومواطنين سعوديين، ومن جانبه وصف إبراهيم بن عبد الله الغيث الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعض التقارير الإعلاميةبعدم الموضوعية وأشار إلى وجود حملة ضد الهيئة سينشأ عنها جيل يبغض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعا الإعلاميين وأصحاب الشكاوى إلى زيارة مقر الهيئة للتحاور والنقاش.
على جانب آخر كشفت دراسة سعودية حديثة أن أكثر من 70% من الملفات التي يتم تداولها بين المراهقين السعوديين عبر الهاتف المحمول تحوي مواد إباحية وكثير من هؤلاء تم اعتقالهم من قبل شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتحرشهم بالفتيات، وذكرت الهيئة في تقريرها السنوي أنه تم خلال العام الماضي ضبط 22950 شخص، في 22230 مخالفة أو قضية، وبلغ إجمالي الأشخاص المقبوض عليهم خلاله 22814 شخص، علما بأنه تم إحالة 5% منهم فقط لجهات الاختصاص، و95% عولجت قضاياهم داخل مراكز الهيئات.
فكرة حل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طرحت العام الماضي ضمن توصيات أميركية للمملكة، وتم رفضها بشدة، ولعل ظهور هذه التوصية قد يدفع بعض الشباب إلى النظر إلى الهيئة من منظور وطني إلى جانب المنظور الديني، وهو ما يضع منتقدي الهيئة في شيء من الحرج إذا ما طرحوا فكرة حلها في أي وقت من الأوقات.
وتتمتع الهيئة بجذور دينية وتاريخية تستمد منها وجودها، إلا أنها عرفت بصورتها الحالية في التاريخ السعودي الحديث عام 1944م حين بدأت من مقر في مدينة الرياض في عهد الملك عبد العزيز آل سعود حتى انتشرت فروعها في أنحاء المملكة .