الصحافة الإلكترونية.. مساحة حرة للشباب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ومن خلال استطلاع أراء الشباب والمختصين نجد أن ظهور الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية غطى غياب صحافة الشباب، ولفت انتباه الصحافة التقليدية إلى قضايا الشباب واهتماماتهم.
وصار ظهور الصحف الإلكترونية حافزاً للصحف الورقية والإعلام الرسمي للالتفات بشكل أكبر إلى قضايا الشباب واهتماماتهم ومشاكلهم.
خيارات متعددة
يقول الإعلامي الفلسطيني جورج قنواتيمن راديو بيت لحم 2000 ، أن ظهور الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية استطاع أن يغطي النقص الحاصل في قضايا الشباب واهتماماتهم، وذلك نتيجة التطور الذي حققته التكنولوجيا بقدرتها على التغطية الواسعة لكافة الموضوعات. وأضاف "نحن نعرف أن الشباب هم أكثر من يستخدم الإنترنت ويقضون ساعات في تصفح مواقع مختلفة، وطبعاً مواقع الإنترنت غير محددة بمساحة فأنت تستطيع كتابة ما تشاء بينما الصحيفة الورقية محصورة في عدة أسطر والتلفاز في دقائق.. هذا أدى إلى التفات الصحافة الرسمية والخاصة إلى قضايا الشباب واهتماماتهم وهمومهم في محاولة لمنافسة الصحافة الإلكترونية ليكون المستفيد الأكبر هم الشباب".
تتخطى الحدود
وجه نظر أخرى تقدمها الشابة فيحاء الشوفي من الجولان السوري المحتل، وتقول أنها كواحدة من أجيالٍ تربوا في ظلّ الاحتلال، وما نتج عن ذلك من ظروف سياسية وجغرافية وانقطاع عن العالم العربي.. بات الانترنت هو المنفذ الوحيد لهذه الفئة من الشباب العربي. وأضافت الشوفي "بما أنني غير متابعة للإعلام التلفزيوني باتت الصحف الإلكترونية مصدرا لكل ما أود معرفته من أخبار سياسية أو اجتماعيه أو قضايا شبابية" .
وبحسب الشوفي فقد استطاعت هذه الصحف الإلكترونية جذب العديد من القراء من جيل الشباب، حرية الإعلام الإلكتروني تجذب جيل الشباب الذين تعطشوا للمقالات الجريئة -خصوصاً السياسية- بعيداً عن الرأي الرسمي الذي يتداوله كتاب المقالات في الصحف العربية الحكومية.. فهي تتناول مختلف قضايا الشباب ومشاكله، وتناقشها وتحاول معالجتها بالمشاركة.وترى أن أهم ما في الصحف الإلكتروني انك تستطيع التعبير عن رأيك عبر خاصية التعليق على الموضوع، وهذا ينبع من احترام للقارئ وفكره وآراءه . والصحف الورقيةتحاول مجاراة الصحف الإلكترونية، فكل صحيفة ورقية أصبح لديها موقع إلكتروني وربما يفوق عدد زواره عدد قراء الورقية.
وأضافت "في الجولان الصحف العربية قليلة جداً، وحتى الموجودة فهي حيادية جدا، وأنا لا أقرأ أيٍ منها. وتطغي الصحافة الإسرائيلية، والغالبية يتابعونها بشكل يومي، ولا تختلف كثيرا عن الصحافة التقليدية في أي بلد عندما تحاول تقديم صورة جيدة عن نفسها".
تخترق الحواجز
أما وميض السامرائي -عراقية مقيمة في الإمارات- ترى أن الصحافة الإلكترونية استطاعت منذ نشأتها الأولى في بداية التسعينات من خلال جمع مقالات وموضوعات وأفكار وأطروحات ورؤى بسيطة أن تستقطب الجماهير لدرجة أنها بدأت تشكل بديلاً إلى حدٍ ما عن الصحافة الورقية نظرا لسرعة انتشارها وحريتها المتاحة،فلا خطوط حمراء من رئيس التحرير، ولا رقابة، مما جعل الحقيقة تظهر كما يراها الكاتب بلا حذف ولا تبديل، مما يؤدي إلى حالة من التفاعل المباشر بين القارئ والكاتب حيث يمكنهما أن يلتقيا في التو واللحظة معاً، وكذلك هي أوفر بكثير من الصحافة الورقية وإن كان البعض يفند أي وجهه مقارنة ًبين الصحافة الإلكترونية والصحافة الورقية باعتبار أن الورقية هي المعنى العلمي لصحافة والإلكترونية ليست سوى نشر ما ذكر في الصحافة الورقية .
إلا أن هذا الرأي يصب في مجرى أن الصحافة الإلكترونية استطاعت في مدة عقد أو أكثر أن تجاري وبقوة الصحافة الورقية.
واقعية ومتنوعة
الشاب إياد العمري صاحب مقهى إنترنت يقول "ليس منا من ينكر دور الصحافة الإلكترونية ومدى تأثيرها على جميع فئات المجتمع، وبخاصة الشباب مرتادي مقاهي الإنترنت وهم لا يملكون الوقت الكافي للاطلاع على النشرات الإخبارية المعتادة كالجرائد اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية والمجلات أوحتى النشرات التي تعرض على شاشات التلفزيون، وأنا ككثيرين لا نؤمن بما تبثه لنا الإعلام الرسمي، فهو موجه ويبث ما يريده المسئولين، ولا يتطرقون إلى أمور أكثر أهمية وتمس قلب الواقع .."
وأضاف "عند تصفح النشرات والأخبار عبر شبكة الإنترنت لا اكتفي برأي واحد ولا بخبر واحد ولا بقناة واحدة حتى تكتمل الصورة أمامي في الوقت الذي تفرح فيه جدتي لخبر وصل إليها عبر الاعلام التقليدي ولا تترك دعاء إلا وترسله للسماء لصاحب الخبر، في حين أنها من المفروض أن تبكي حالها وحال أهلها لمثل هكذا خبر .
فمن وجهة نظري أن شبكة الإنترنت لها دور كبير في زرع الأفكار الصحيحة والخاطئة في عقول متصفحيها، وهذا يرجع إلى دور المتصفح نفسه عند التعامل معها.
تتجاوز المحظورات
أما الباحث والكاتب محمد البشتاوي فيرى أن الإنترنت أوجدت للشباب العربي عموماً مساحة قادرة على استيعاب الطاقات الكامنة لديه، والتي لا تلتفت لها أحيانا المؤسسات الرسمية، كذلك الأمر فيما يتعلق بالصحف والمجلات. وبحسب البشتاوي فإن الصحافة الإلكترونية تمكنت من كسر تابو المحظور في الصحافة التقليدية، وباتت محفز للصحافة المطبوعة.
علاوة على كون الصحف المطبوعة تعتمد في عملهابشكل جزئي على الصحافة الإلكترونية، ولك أن تشاهد الزملاء الصحفيين أثناء عملهم، فبعضهم يستند في معلوماته إلى مواقع إلكترونية نشطة، والقسم الآخر يحرر المواد التي تأتي إليه من القوائم البريدية.
وطرح البشتاوي مثالاً مهماً على تقدم الصحافة الإلكترونية، فقد استطاع المدونون في مصر فتح ملفات في غاية الحساسية مثل ملف التعذيب في السجون المصرية، وملف السعار الجنسي، ولاحقاً جاءت القنوات الفضائية لتناول الحدث، وعقدت مجموعة لقاءات من الناشطين في مجال التدوين، ولعل ما يميز الصحافة الإلكترونية أن لها أفقاً واسعاً، وقدرةً على مخاطبة أكثر من طرف، فيتحقق التواصل بين مختلف الأطراف العربية وغير العربية، عبر بوابات الحوار التي تخصصها هذه الصحافة. ويختم البشتاوي قائلا أود أن أقول أن الإنترنت والصحافة الإلكترونية أيضاً جمعت أقلاماً لا تمتلك موهبةً أو إبداعاً وإنما مجرد ثرثرات إلكترونية