جزائريون يبدأون موسم الهجرة إلى الجنوب
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نورالهدى غولي : ضاقت بهم شوارع الجزائر العاصمة وأحياء المدن الكبرى، ووجدوا أنفسهم وجها لوجه مع الصحراء وفضائها الشاسع الموغل في البعد عن الأهل ونمط الحياة المعتاد. ما يحزّ في أنفسهم أكثر من أي شيء هو اقتناعهم الكامل بأنهم ليسوا هنا من أجل رحلة استجمام أو في وقت مستقطع للسياحة. فهم يدركون جيدا أنهم هنا من أجل لقمة العيش التي صعب الحصول عليها في العاصمة أو السواحل الأقرب منها.
بشار، حاسي مسعود، أدرار، حاسي الرمل.. هي أكثر المناطق التي تستقطب الراحلين من المدن الشمالية بعد أن راجت موضة السفر، وليس الخيار هنا ترفا ولكن اقتناعا منهم بأنه السبيل الأمثل من أجل توفير مبالغ مالية تضمن لهم العيش بكرامة، خاصة وأن مجالات العمل في الصحراء قد توسعت شيئا فشيئا في الفترات الأخيرة لتشمل تخصصات متعددة عدا البترول والغاز كمجالات الاتصالات والسياحة وكذا المياه وأعمال الاستخراج المختلفة ومجالات التغطية للشبكات الهاتفية.. وغيرها.
عادة ما يمكث العامل هناك موسما كاملا، ليرتاح ثلاثة أشهر كأقصى تقدير (يعود ذلك إلى حالته المادية) يبقى في الصحراء وهو يمني نفسه بـ "يوم المنى". تاريخ العودة إلى مدينته وهو في حال أكثر يسرا.. البعض الآخر قد يستلطف اتساع الصحراء وكرم أناسها القليلين جدا وينقل عائلته معه ليستقر هناك بصورة نهائية حتى يتجنب احتمال السقوط المالي من جديد.
ويبقى نوع آخر من العاملين وهم صنف الشباب الراغب دائما في متع الحياة ومباهجها، والذي يصر على العودة مهما كان الثمن إلى بيئته "الطبيعية" التي يجد فيها نفسه، هناك يلتقي الأصدقاء والصديقات والجيران ويبدي ترفه "المستحدث" بعد أن قضى أياما عصيبة مغتربا في أكثر المناطق حرارة وانعزالا. وهو الآن يفتخر أمامهم بما تمكن من تحقيقه في وقت قصير، عكس من اختار البقاء في مكانه.. فلا هاجر صوب الشمال.. ولا صوب الجنوب.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف