بيروت .. مسكن الأحلام
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ربما سبقني كثيرون إلى تشبيه لبنان واللبنانيين بهذه الصخرة الصامدة في وجه أمواج وعواصف.. لكن بيروت تشبه صخرتها .. بتشوهاتها ، وجمالياتها .. ثغورها، وجحورها، وطحالبها.. عظمتها، ورونقها.. هيبتها، وروعتها.
لكل مدينة طابع يغلب عليها ، ويضفي على ساكنيها أحلامهم وطموحاتهم ، إضافة إلى زلاتهم ، وصرخاتهم ..
تقدم المدينة لساكنيها النكهة والروح ، فيمتزجان معاً ، حتى تصبح قادراً على معرفة الغريب من مجرد همسة، ونظرة، وأنا لبيروت .. غريب دوماً !
ما أدهشني البارحة في بيروت، هو الناس، سكان هذه المدينة لم يملّوها، بل ازداد تعلقهم بها، بعد الدمار، والخراب، والحروب المتتالية، وفي ذكرى حرب تموز، وبعد الاغتيالات، والتفجيرات التي هزت أمن وأمان المواطن.. يُظهر هذا تعلقه ببيروت ، ومحبته لها ، وشغفه بها ، من خلال زيارة الكورننيش.
وأمام صخرتها الشهيرة، كنت واحداً من مجموعة، حالة الصمت التي سكنتنا أبعدت صفة الغريب عني.. أصبحت في لحظات الصمت واحداً من سكان هذه المدينة العظيمة.. حالة الصمت التي سكـنتنا، أبعدت كل ضجيج ورش الإعمار ، وكل عجيج السيارات، فلم يبق سوانا : البحر والنوارس والأمواج، بيروت وساكنيها .. وأنا. عشت في هذه اللحظات مع بيروت فصلاً من الحب، كنت لها، وكانت لي ! معشوقتي هي دون الآخرين.. وأنا عاشقها الأوحد، ولم تخيّب ظني هذه المرة .. بل بادلتني الحب.
قبل أن أسلك طريق العودة، غمست أطراف أصابعي في مياه البحر، حلوة... بيروت. في طريق العودة ، سجّل لي البحر هذه الذكرى .. بعدما عدت، حققت لي بيروت أمنيتي فوسمتني بإشارة العشق الأبدي، كما الفراشة لا تكتفي من النور فيحرقها.
شمس بيروت، ألهبتني بسياطها، فتركت أكثر من وشم، أحمله بفخار وألم .
بيروت ... يا ست الدنيا ... يا بيروت ...
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف