مراهقو سوريا تستهويهم المجلات الفنية المصورة

بهية مارديني من دمشق: المراقب للمكتبات وأكشاك بيع الجرائد في دمشق يرى إقبال المراهقين وحتى الشباب لشراء المجلات الفنية المصورة التي تعتمد على التركيز على العنصر النسائي من الفنانات والعارضات لتستقطب أكبر عدد ممكن من قارئيها عبر الصورة والعنوان المثير أكثر من إقبالهم على شراء المجلات الثقافية والعلمية، مراهقون يقعون في المصيدة وتستهويهم صور بعض الفنانات شبه العاريات على أغلفة المجلات الفنية الكثيرة في بلداننا العربية، تسطيح كبير لعقول شباب المستقبل، والقائمون على هذه الوسائل بعلم أو من دون علم يشاركون في تحجيم عقول هؤلاء في ظل غياب الأنشطة والجمعيات التي تغذي طاقاتهم وتوظفها.
فما السبب في تفضيل هؤلاء المراهقين للمجلات الفنية على المجلات العلمية والثقافية، في رأي من إلتقتهم ايلاف، وهل هي وسيلة جذب فعلاً للمراهقين، وهل يمكن أن يفضلوها على غيرها؟
رواد (طالب في المرحلة الثانوية )، قال يكفيني ما هو موجود في كتبي ويكفي الوقت الذي اقضيه في المدرسة وأنا بحاجة إلى أن أرفه عن نفسي، وهذه وسيلة من وسائل الترفيه، أيضًا أحب الغناء وأتابع أخبار المطربين وآخر ألبوماتهم وهذه المجلات فيها الأخبار التي نريدها، وأمامنا متسع من الوقت حتى نهتم بالأمور العلمية فلماذا لا نعيش أيامنا واشعر بالفرح عندما اقتني هذه المجلات لأنها على الأقل تريح نظري من الكتب المكدسة بالمعلومات
طارق (طالب في مرحلة التعليم الأساسي ): بما أنني دائمًا ملاحق من قبل أهلي في البيت من اجل الدراسة ويمنعونني من مشاهدة الفضائيات إلا في أوقات محددة أحب اقتناء المجلات حتى أنني أزين غرفتي بالصور التي انتزعها منها، رفاقي كلهم يتابعون أخبار الفنانين لماذا أقف أنا بينهم كالأبله ولا أشاركهم الحديث.
علا (16سنة تعمل في صالون تجميل) قالت أحب أن اشتري المجلات التي تنشر صور الفنانات وهو شيء مرتبط بعملي وأتابع من خلالها الأزياء وقصات الشعر والموديلات والماكياج أيضًا، هذه المجلات يكون فيها نظام للريجيم وماسكات للبشرة إنها ترفيهية وجميلة ولا أحب المجلات العلمية والسياسية لأن هذه الأمور لها أهلها، وكل شخص يحب ما يتعلق بعمله ثم إنني أحب الأغاني الحديثة وأهتم بمتابعة أخبار المطربين
مجد (طالب في المرحلة الثانوية ) اشار الى انه صحيح أن المجلات تهتم بالفن لكنها تحتوي على معلومات طبية ونصائح، وتحتوي على قصص واقعية وحوادث وفيها أبحاث يستفيد منها القارئ ولو أنها تخصص الجزء الأكبر للفنانين ولا يعني أن من يشتري المجلة فقط يشتريها من اجل الصور، بالنسبة إلي تلفت نظري الصورة لكن لا اقرأ فقط أخبار الفنانين، إنما اقرأ الموضوع المثير للاهتمام مهما كان وأشتري بعض المجلات لأن فيها شطرنجًا وكلمات متقاطعة وهذه رياضة فكرية مفيدة.
عمار(طالب في المدرسة الصناعية ) اعتبر ان هناك فضائيات كثيرة تغنينا عن شراء مجلات لمعرفة أخبار الفنانين وما يهمني أنا هي المجلات الرياضية لأنني مهتم كثيرًا بهذا الموضوع، أتابع الفضائيات لكن لدي هواية في اقتناء وجمع صور اللاعبين والمنتخبات العالمية وفي أوقات فراغي، إما أشاهد المباريات أو اذهب إلى الملعب، ولكل شاب اهتماماته، وأنا من النوع الذي لا يحب الأغاني وإذا تابعت شيئًا أتابع فقط المسلسلات في رمضان
ثائر (17 سنة) يعمل في متجر ألبسة برر قائلاً بما أنني أعمل في محل ألبسة نسائية والزبائن نساء أهتم بالموضة والأزياء التي ترتديها الفنانات لتكون آخر موضة، وهذا يساعدني على اختيار الألبسة التي نعرضها في المحل ومعرفة ما يريده الزبون.
منى سالم (ام لمراهق وطفلتين ) اعتبرت ان هذه مرحلة لا بد من ان يمر فيها المراهق ويجب على الاهل استيعابه وكسب صداقته ومشاركته وتوعيته ، واضافت: "اعرف انها عناوين كبيرة وعريضة ولكن لابد من المحاولة ، ان التربية امر صعب جدًا ولكن رقابة الاهل تجعل الامور اسهل خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الابوان وتجعلهما يضطران للانطلاق الى العمل.