التدوين العربي في مهب الحرية .. مصر والشام (3/4)
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عماد الدين رائف -بيروت، باسنت موسى -القاهرة، تمارا بزبز -عمان، مرفت ابو جامع -غزة، بهية مارديني -دمشق: بدايات التدوين تتشابه في كل الأقطار العربية، لكن السيناريوهات ترسمها الجغرافيا بأيدي أبنائها الذين كرّسوا حماستهم للفكر الشاب، في ظلّ التضييق الذي يطبق علىالحريات والعمل الصحافي هناك ، فهاهم المصريون يكتبون الفصل الأهم في كتاب التدوين العربي، ويعتمرون طاقية مفتش الفساد، ليدونوا تاريخهم بأيديهم، في الوقت الذي لا تزال بعض سيناريوهات التدوين تنتظر الحبكة، كما في فلسطين التي تعاني ويلات الحصار، والأردن الذي لم يلحق بعد بركب التدوين، وسوريا التي يعاني فيها المدونون من مضايقات الحكومة، ولبنان الذي لا يزال يدون رئيسه المنتظر كل يوم. إيلاف تواصل البحث وتقليب الأوراق، لا تزال تحمل المصباح الذي سلطته على الخليج العربي، ثم حملته معها إلى المغرب العربي، لتسلطه هنا على الوسط العربي، مصر، سوريا، الأردن، فلسطين. مصر .. قضايا تعذيب وقصص تبدأ من أقسام الشرطةالتدوين العربي في مهب الحرية .. الخليج العربي (1/4)التدوين العربي في مهب الحرية... المغرب العربي (2/4) إذا ما كانت الحكومة المصرية قد أعلنت في عام 1999 عن إنشاء أول وزارة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فإنها الآن تفرض نفسها كأكثر المنتقدين لتوسع الأنشطة الرقمية وخاصة نشاط الشباب المدونين، الذين يتناسلون في كل مكان في القاهرة التي تعج بالأحداث، يحملون كاميراتهم ومسجلات الصوت الصغيرة، ليدونوا أحداث مدينتهم الساخنة المليئة بالمتناقضات. لعبت المدونات الدور الرئيس، في أكثر القضايا التي أثارت المجتمع المصري والرأي العام، حيث نشرت تفاصيل التعذيب داخل أقسام الشرطة المصرية تحت اسم " كليبات التعذيب" وكانت قضية تعذيب سائق الميكروباص "عماد الكبير" هي الأهم عام 2007 حيث تمت محاكمة ضابط الشرطة إسلام نبيه الذي قام بتعذيب عماد وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في نوفمبر 2007 ليثبت بذلك مصداقية المدونين في نقل مفردات الواقع.
" مدونون شباب خلف جدران السجن وآخرون مهددون ومنظمات حقوقية تنادي بحمايتهم " سجناء الرأي في مصر ليست ظاهرة جديدة، وذلك لأن السجون المصرية على مر عقود كثيرة جمعت خلف جدرانها الكثير من المسجونين المجاهرين بآراء سياسية أو دينية غير مقبولة من النظام الاجتماعي أو السياسي السائد لكن الجديد في السنوات الأخيرة هو انضمام سجناء رأي شباب لتلك السجون لنشاطهم على الشبكة العنكبوتية تحت ما يسمى ب" المدونات". بتاريخ 22 فبراير 2007 صدر أول حكم قضائي بالسجن على مدون مصري وكان هذا الحكم من نصيب المدون عبد الكريم نبيل سليمان الشهير ب" كريم عامر" وذلك بتهمة التحريض على كراهية الإسلام وإهانة الرئيس المصري على مدونته وعبر كثير من المؤسسات الحقوقية عن قلقها الشديد من حكم السجن بحق عبد الكريم وما يتعرض له داخل السجن من ضرب وتعذيب بتاريخ 5 ديسمبر 2007 نال المدون عبد الكريم سليمان جائزة منظمة " مراسلون بلا حدود" عن فئة المعارض الإلكتروني الممنوع عن إعلام الرأي العام عبر الإنترنت تقديراً لشجاعته في التعبير عن آرائه وفي رسالة بعث بها كريم من داخل السجن ألقيت بالنيابة عنه يوم تسليم الجائزة قال" أشرف عام كامل على الانتهاء مرت أيامه صعبة علي وأنا مقيد الحرية محدود الحركة وأدركت من خلال قسوة التجربة مرارة الشعور بالظلم الذي يصعب على المرء وصفه كونه لا يضاهيه شعور".
إستدعت الحكومة المصرية ممثلة بأمن الدولة، صاحبة مدون "جمهورية إيمان" بعد أن تساءلت عن غياب ليبيا عن القمة العربية التاسعة عشرة والتي عقدت في الرياض، إذ فسرت الغياب بأنه تفضيل من الرئيس القذافي للهوية الإفريقية على الهوية العربية، وتم التحقيق معها في وجود ممثل للسفارة الليبية وتم إجبارها على غلق مدونتها طوعاً وهو الأمر الذي نفذته في الحال. " المرأة المصرية قضايا واهتمامات على المدونات"
إذا ما كان موضوع المرأة قد سيطر على المدونات المصرية في وقت ما، خصوصاً بعد قضايا التحرش الجنسي التي اجتاحت مصر في العام المنصرم، فإن هناك حضورا كبيرا للمرأة المصرية كمدونات يوازي ما سبق، تسعى من خلال المدونات المصريات إلى طرح قضاياهن داخل مجتمع التدوين عبر الإنترنت، ووفق إحدى الدراسات فإن النساء يمثلن أكثر من نسبة 50% من المدونين المصريين، فقد منحت فكرة المدونات الكثير من المصريات مساحة كبيرة للتعبير عن مشاعرهن وأفكارهن دون رقابة من أفراد أو تقاليد .
كما قامت مجموعة من النساء المصريات المدونات بعمل مدونة جماعية لأكثر من خمسين سيدة مدونة ليتحدثن بجرأة عما يضايقهن في حياتهن اليومية. لبنان .. إغتيالات تشعل الوسط، وسقف رقابة أعلى لعل المرحلة الوحيدة التي تحول فيها المدونون اللبنانيون إلى طرف فاعل كانت إبان حرب تموز 2006 بحيث أصبحوا ناشطين سياسيين بل مناضلين ومحاربين افتراضيين في سبيل لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي إن من خلال الحملات التي قادوها باتجاه العالم الخارجي أو من خلال حملات التكافل لمساعدة النازحين"؛ إلا أن المرحلة التي تلت الحرب من نهوض مبكر وإعادة إعمار، والتي طالت مختلف المناطق اللبنانية التي تعرضت لهمجية الآلة الحربية الإسرائيلية. يعود ذلك إلى التمترس السياسي الأمني الحاصل في البلاد ما قسم المواطنين اللبنانيين، والمدونين منهم، نفسياً بين موال ومعارض؛ فغدت المدونات متاريس شبيهة بالنقاشات اليومية الدائرة على شاشات الـ "توك شو".. خاصة عقب الأحداث الأمنية من تفجيرات واغتيالات جرت خلال العام الفائت، بين مدافع عن رأي زعيمه السياسي مبرراً لأخطائه وهفواته، وبين مهاجم لزعماء آخرين، يصل فيها بعض المدونين إلى الشتائم المباشرة، حيث لا حدود للتهجمات ولا ضوابط. الحرية النسبية لم يتعد التدوين اللبناني عتبة "الإعلام الشخصي" إلى "الإعلام المشارك"، ويرد ذلك إلى الفلتان الإعلامي الذي يشهده لبنان منذ اغتيال الرئيس الحريري في فبراير 2005، حيث تتمترس الطوائف خلف محطات مرئية محلية وفضائية، وخلف الصحافة المسموعة والمكتوبة اليومية، مقدمة سيلاً هائلاً من المعلومات المختلفة والمتناقضة، أحياناً، حول الأحداث نفسها، وما يزيد الطين بلة انهيار الأعراف الخلقية الإعلامية التي كان يعمل بها قبل 2005، في ظل عدم التزام واضح بالمواثيق الإعلامية. حركية التدوين يشعر معظم الشباب اللبناني بشكل عام بأمان نسبي ضمن الطائفة أو المنطقة، ما يجعل الهموم الاجتماعية التي يعانيها في آخر سلم الأولويات، فينطلق من خلال المسارات الطائفية والتبعية الضيقة لحل بعض مشاكله الآنية من خلال الواسطة وأزلام الزعيم الذي ينتمي إليه. حيث الزعيم دائماً على حق، يتلقف الشباب الطائفي كلمات الزعيم ليحفظها ويدافع عنها من دون تحليل نوعي، ويعمد السياسيون المحتمون ببركة رجال الدين عادة، بتفسير مواقفهم بشكل مرتجل غير علمي، معتمدين على الفئات الشعبية التي تحتشد تحت منبرهم في هذه المناسبة أو تلك، متحدثين باسمها، ومراهنين على ولائها المطلق لشخصهم. في ظل هذا الواقع، يرضى معظم الشباب اللبناني بالسقف الفكري الذي رسمه زعماء المعارضة والموالاة لمناصريهم.. فالمدون المعارض بعد أن يسوّق "لمظلومية المعارضة ومطالبها المحقة بالمشاركة في الحكم بنسبة تمثيلها في البرلمان 45 بالمئة" و"الانتصار العظيم الذي حققته في وجه العدو الإسرائيلي إبان حرب تموز 2006 التي سميت بالحرب السادسة"، ينطلق إلى وصف الآخر بالعمالة للمشروع الأميركي في المنطقة ولا يأبه بحقيقة "الشراكة" التي يطالب بها. بينما يقف المدون الموالي على حد النقيض، فبعد أن يتهم "المحور السوري - الإيراني بالقضاء على جميع أشكال الديمقراطية في لبنان، وخاصة المطلب المشروع بالحقيقة حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتعطيل المحكمة الدولية"، و "اتهام المعارضة وسوريا بالتسهيل لسلسلة التفجيرات والاغتيالات التي تمت في لبنان"، و "اتهام المعارضة بتعطيل الدورة الاقتصادية من خلال التخييم وسط البلد"، نجده ينطلق إلى التخوين المباشر في "تبعية المعارضة للنظام السوري"، الذي يراه سبب كل الأزمات التي يمر بها لبنان. البعض استطاعوا أن يخرقوا هذه الصورة النمطية للشاب اللبناني جاعلين من مدوناتهم نافذة شبه يومية، ومتنفساً شخصياً، للإطلالة على الواقع كما يرونه، باثين من خلالها همومهم وتطلعاتهم بالكلمة والرسم والصورة. وهم يقدمون بذلك صورة مشرقة لمدون متفاعل محايد يستطيع أن ينتج مادة شيقة يتم التفاعل معها، خاصة من خلال التعليقات والردود، ويكون على أهبة الاستعداد للتواصل مع المدون العربي كما تظهر عيون المدونات بشكل يومي. قضايا الشباب على الرغم من تنامي قدرات الأجهزة الأمنية الاستخباراتية اللبنانية في السنتين الأخيرتين، وملاحقتها لكثيرين من "المخلين بالأمن" خلال الأحداث الأليمة التي زُج بها الشباب اللبناني في الشارع ووصفت بـ "أعمال الشغب"؛ إلا أنه يبقى من المستبعد أن تقوم هذه الأجهزة بتوقيف مدوّن ما لأنه شتم زعيماً أو تهجم على حزب، أو على مجموعة أو طائفة. فيما لم يستطع المدونون الشباب لملمة مطالبهم لتشكيل قضية يمكنهم المدافعة عنها، فلم تكن هناك حاجة لتشكيل رابطة، أو نقابة، أو أي شكل من أشكال التجمع الهادف إلى مناصرة القضايا الشبابية الاجتماعية الملحة بين المدونين. سوريا .. رقابة حديدية، وتضييق وحجب في جميع الأتجاهات اذا نظرنا إلى التجربة المصرية في الانترنت والمواقع والمدونات فإننا بالفارق الكبير بينها وبين بقية الدول، فالمدونات والمواقع في سوريا تعاني واقع سياسة الحجب الامر الذي لا يسمح لأحد الاطلاع عليها . ويتردد ان لائحة المواقع والمدونات المحجوبة سرية ولا يسمح بالاطلاع عليها إلا لعدد قليل من الأشخاص . الانترنت في سورية شهدت منذ البداية حجب عدد كبير من المواقع و الخدمات على الانترنت من دون أسباب واضحة ، والواقع لم يستطع المسؤولون حتى الان ايجاد قانون للنشر الالكتروني بحيث لا يضطر الناشر إلى التجاوز ولا الحكومة إلى الحجب. في حين ان سياسة الحجب تأخير لحراك اجتماعي واقتصادي وثقافي . خلال الفترة ما بين 1999-2005 كان مستخدمو الانترنت السوريون محرومين من اغلب خدمات الانترنت حيث تم حجب كل موقع يحوي في اسمه كلمة mail مثل hotmail و yahoo mail الأمر الذي جعل إرسال واستقبال البريد الالكتروني أمرا متعذرا في سوريا و أسهم في تأخير استخدام المجتمع السوري لأبسط تقنيات تبادل المعلومات عبر الانترنت. ومن خلال نوعية المواقع والمدونات المحجوبة مؤخرا نجد أن هدف الحجب هو منع المجتمع السوري من نشر المحتوى على الانترنت بالإضافة إلى منع المجتمع السوري من الوصول إلى محتوى غير مرغوب فيه للجهات التي تقرر الحجب. والواقع ان أعداد المواقع والمدونات المحجوبة في تزايد ويعتبر المتابعون أن حجب المدونات التي تتيح للمستخدم نشر ما يريده على الشبكة هي أقسى عملية حجب تعرض المجتمع السوري منذ بدايات عهد الانترنت حتى الآن. ويؤكد المتابعون ان تراجع نمو إعلام الكتروني مستقل في سورية وتراجع هامش الحرية المعطى للإعلام الالكتروني القائم حاليا ادى إلى تزايد اعتماد المجتمع السوري على البريد الالكتروني لتبادل المواد الإعلامية من المواقع المحجوبة..ويتوقع المتابعون ان "مستقبل الإعلام الالكتروني لا يبدو مبشرا في سورية حيث شهد عامي 2006 و2007 أكبر عمليات حجب المواقع التي واجهتها الانترنت في سورية منذ انطلاقها. وسببت تراجعا كبيرا سيستمر تأثيره لعدة سنوات قادمة ".
وفي تحديد توقيت ذلك نجد انه في بداية شهر تشرين الأول عام 2006 قامت السلطات السورية بحجب موقع المدونات الشهير BlogSpot عن مشتركي الإنترنت في سوريا لدى جميع مزودي الخدمة المحليين، وبذلك حرم المجتمع السوري من إمكانية تصفح ملايين المدونات الشخصية التي تستضيفها خدمة Google Blogger. ربما كان قرار حجب BlogSpot أقسى قرارات الحجب التي طبقتها سوريا ضد إعلام الإنترنت في 2006 الى ان جاء اواخر 2007 ليحجب الفيس بوك والذي كان ضربة قاسية لمشتركي الانترنت كما قلنا.
اما الكارثة الحقيقية، كما يرى الكثيرون ، فهي حجب المدونات وإلقاء القبض على المدونين مثل الشاب طارق عمر، وهو الامر الذي فاجأ السوريون فقد توقعوا مع دخول الإنترنت متأخرة إلى سوريا، فان شيئا من هذا لم يحدث فحتى عام 1999 لم يكن يسمح للمواطنين السوريين بالاشتراك بالإنترنت.
الأردن .. وصول متأخر انتشرت ظاهرة المدونات في الأردن منذ منتصف العام 2005 مترافقة مع نمو مدونات العالم العربي غير أن وسائل الاعلام الأردنية لم تعط أي اهتمام يذكر للمدونات وقليلة هي التقارير التي تناولت هذه الظاهرة، والسبب يعود الى عدم اكتراث وسائل الاعلام بهذه الظاهرة لأسباب مهنية وثقافية .
وقد بلغ عدد المدونين الاردنيين على محرك البحث مكتوب نحو (4811) مدونا، وهو ما يعني أن هناك العديد من المدونين الأردنيين على محركات البحث الأخرى التي تسمح بعمل مدونات مجانية . لا يوجد اهتمام بالمدون الاردني الكاتب الاردني الساخر والذي تجاوز عدد زوار مدونته المليوني زائر قال إن المدون الاردني مازال "يمشي مشيا بطيئا في طريق التدوين العربي" فهو غير معروف أردنيا ولا يوجد أي اهتمام رسمي او شعبي به مشيرا إلى ان الكاتب الاردني يلجأ الى التدوين لانه يعطي مساحة من الحرية غير موجودة على الورق ففيها يكون هو رئيسا للتحرير دون وجود رقابة عليه . وأوضح أن المدون الأردني لم يستطع لغاية الان أن يؤثر تأثيرا مباشرا على القرار السياسي الاردني ولا على أي منحى من مناحي الحياة . وعند سؤاله عن العدد الكبير من زوار مدونته قال إن المواطن يفضل من يعبر عنه مشيرا إلى ان كتاباته هي للتنفيس عن المواطنين كما انها تعبر عن "روح الشارع ". (12%) نسبة إستخدام شبكة الإنترنت في الأردن يذكر أن الإحصاءات الصادرة مؤخرا تشير الى أن الأردن احتل المرتبة السادسة بين دول الشرق الأوسط حسب نسبة الإستخدام مقارنة بعدد السكان، وقد وصلت نسبة استخدام شبكة الإنترنت في الأردن إلى ما يقارب (12%) من مجموع سكان الأردن. في ما تشير إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن وصل مع نهاية عام 2006 ما يقارب 630 ألف مستخدم تمثل حوالى (3.3%) من مجموع مستخدمي الإنترنت في دول الشرق الأوسط. وقد تضاعف استخدام الإنترنت في الأردن حوالى خمسة أضعاف عما كان عليه الحال في عام 2000. ويبدو ان الزيادة في عدد مستخدمي الانترنت انعكس على التطور الكمي في عدد المدونين . يشار الى ان ظاهرة المدونات في الأردن لا تزال أقل من مثيلاتها في الوطن العربي وفي العالم ، ففي مصر على سبيل المثال تجاوزت المدونات مرحلة الإعلام البديل أو الهامشي لتكون ساحة رئيسة للتعبير والتأثير والضغط السياسي والإعلامي، وفي الولايات المتحدة الأميركية وفي الغرب بعامة استطاع المدونون والذين ارتبط صعودهم بالحرب الأميركية على العراق بتكوين اتجاهات قوية في الرأي العام الغربي تؤثرفي المجتمعات والحكومات، ومن أمثلة ذلك حالات التعذيب في السجون العراقية التي هزت المجتمع الدولي، ويعود الفضل فيها إلى مدونين أميركيين بعضهم من الجنود المشاركين في غزو العراق.
فلسطين.. حصار واقتتال داخلي لعل السنوات الأخيرة خاصة المتزامنة مع فرض الحصار على غزة والاقتتال الداخلي ، الذي انعكس على كافة مناحي الحياة وأصابها بالشلل، وشهدت تراجعا في حرية التعبير ، اجبر العديد من الشباب على الإقامة في بيوتهم ، فانطلق المدونون الشباب يكتبون عن الحصار وعن الاقتتال وينقلون السجال الدائر بين فصيلي فتح وحماس ، وآخرون يسجلون أحلامهم المحاصرة و ينثرون خواطرهم وإبداعاتهم غير المتاح لها الظهور عبر وسائل الإعلام بعد ان انقسمت الأخيرة بفعل الصراع الحزبي أيضا . وفي فلسطين لا توجد إحصائية حول استخدام المدونات لحداثة التجربة الا ان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أشار في إحصائية 2007 إلى ان 59% من الشباب الفلسطيني يستخدمون الانترنت ، و31% ممن يستخدمون الانترنت يستخدمونه للبحث عن عمل و77% منهم يستخدمونه للاتصال بالأصدقاء والأقارب و75% يستخدمونه للتسلية و43% لانجاز الأعمال المختلفة .وبحسب موقع مكتوب العربي الالكتروني الذي يمنح مدونات الكترونية مجانية فان نحو 3807 مدونات للفلسطينيين منذ العام 2005 وحتى الآن على مكتوب وحده وهو ما يشمل المدونين الفلسطينيين خارج وداخل فلسطين وهو رقم ضئيل مقابل دول عربية أخرى كمصر والمغرب. وينقسم المدونون الفلسطينيون الى ثلاثة اقسام منهم من يركز على قضية الحصار المفروض على غزة،وانعكاساته على الحياة الفلسطينية . ويطالب البعض بالوحدة الوطنية ،فيما ينخرط آخرون في معارك حزبية فينبرون إلى مهاجمة "الأخوة الأعداء" من "فتح" أو "حماس"، مستخدمين تقنيات حديثة توفرها المدونات كتسجيلات صوتية، وأخرى مصورة لذلك. بينما ينثر آخرون إبداعاتهم في مجال الفنون الفلسطينية كالمسرح والقصة والرواية والفن التشكيلي والكتابة الصحافية بعيدا من السياسة . والمتابع لحركة التدوين لدى الشباب الفلسطيني يجدها تسير ببطء شديد قياسا بدول مجاورة قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال وأحدثت حراكا ثقافيا وإرباكا لدى السلطات الحاكمة التي شرعت الحبس والحجب وملاحقة المدونين. وتشير فدوى الجعبري استاذ الاعلام في جامعة الاقصى في غزة إلى ان المدونات الشخصية فرصة للتعبير الحر للشباب عن آمالهم وأحلامهم وأفكارهم دون رقيب وهو نوع من الاعلام البديل الذي تلجأ اليه الفئات المهمشة للتعبير عن ذاتها، محذرة في الوقت ذاته من سوء استخدامها بشكل فوضوي، منتقدة مضمون بعض المدونات التي اطلعت عليها من انها تفتقد إلى التواصل والتحديث والاهتمام بهموم الشباب وتقول:" لاحظت من خلال اطلاعي على بعض المدونات ان المساهمة في توصيل اراء ومعاناة واحتياجات الشباب الفلسطيني من خلالها محدودة فيما تركز معظمها على تجارب شخصية وخواطر داعية الى التوعية والتثقيف بأهميتها وتدريب الشباب على كيفية استخدامها. ورغم الانتشار الكبير للمدونات الا ان تأثيرها في الأوساط السياسية والثقافية الفلسطينية لازال محدودا ، ربما لأن تجربتها الحديثة لم ترتق لمستوى انتشارها وتهديدها للسياسيين وهذا ما يحتاجه المدونون الجدد من تدريب حول آلية استخدامها وأهميتها وهو ما لجأت إليه مؤخرا المؤسسات المهتمة لا سيما شبكة أمين الإعلامية وذلك من خلال إقامة الدورات التدريبية والتعليمية لكثير من الصحافيين وطلبة الجامعات وغيرهم،أملاً في خلق ثقافة ملموسة وواسعة للمدونات في الساحة الفلسطينية، حتى يتمكن الكتاب من التعبير عن آرائهم بحرية بعيداً من اشتراطات هذه الصحيفة أو توجسات الرقيب الذاتي، إلى جانب القوانين الرسمية التي في بعضها صارمة إلى حد إلغاء فضاءات حرية الرأي والتعبير.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأسوأ في الطريق!!!!
أبوخالد/السعودية -أمتدت الرقابة الصارمة للانظمة العربية حتي للمدونات الشخصية التي يتنفس من خلالها شباب الامة العربية البائسة...والمحرومين من كل شيء تقريبالتصل للانترنت...وفي جميع الدول العربية بلاإستثناء...!!!!والحقيقة أن السنوات القليلة القادمة ستشهد إنفجارات إنترنتية...ربما تصل لحد العصيان الالكتروني...!!!!خصوصا وأن تهديد المتنفس الوحيد للشباب المطحون في جميع الدول العربية....لن يمر بسهولة!!!!!
-
- -لماذا لم يتطرق التقرير لأهم مدونة في الأردن ; مدونة محمد عمر " ؟
المدون الأقوى أردني
محب ودود -هناك مدونة ودود فيها اراء ساخنة اردنية
المدونات السعودية
سعودية -أستغرب من عدم ذكر أشهر مدونة سعودية (هرطقات لامارتينية) والتي لم تغفلها حتى السي ان ان