ملحق شباب ألاسبوعي

اللبنانيون بين الروحانية والانفتاح .. الشباب ورمضان (1/6)

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بين الروحانية والانفتاح.. هل فقد شهر رمضان معناه؟

نسرين عجب من بيروت: أجمل ما فيه أنه يجمع أفراد العائلة على سفرة واحدة، الشيء الذي أصبح نادراً مع تسارع عجلة الزمن وانغماس الناس في همومهم الحياتية.
الموعد ثابت ولم يتغير عن الشهر التاسع من السنة الهجرية، ولم تتغير الأبعاد والرموز الدينية المرافقة لشهر مميز عند المسلمين، ولكن نظرة الشباب اللبناني لهذا الشهر هي التي تغيرت، وتغير معها مفهومهم له والتزامهم بما يفرضه عليهم، فتبدلت العادات والسلوكيات حتى فرغّت الشهر من مضمونه.


"شهر رمضان هو شهر مقدس ومن خلال الصوم يتقرب الناس الى الله أكثر. والصوم يجب ألا يكون عن الطعام فقط بل صوماً روحياً يصفي القلوب ويقرب الناس من بعضهم البعض"، يقول محمد (26 عاماً) الذي، وللسنة الثالثة، يمضي الشهر بعيداً عن أهله. ويجزم: "طبعاً سأصوم وأقرأ القرآن كاملاً خلال هذا الشهر الفضيل". من جهتها، تعتبر اليسار (26 عاماًَ) أن شهر رمضان هو شهر الغفران والرحمة والتوبة، ومن ركائزه الاهتمام بالآخر الأضعف والأفقر. ورغم أن السنة هي من أصعب السنوات التي تتحضر لصيامها نظراً للحرارة والرطوبة المرتفعة والتي ستخلق الشعور بالعطش الشديد، الا أنها تؤكد: "سأحاول جاهدة الا اغير من عاداتي الرمضانية".


ولا تفرق ميموزا (30 عاماً) عن محمد واليسار في نظرتهما لشهر رمضان. وتشرح: "بالنسبة لي هو شهر ديني وانساني وروحي يساعدنا على تصفية قلوبنا، فهو ينقلنا من حالة الصخب التي تضج بها حياتنا اليومية الى البساطة والهدوء"، مشددة على حرصها تأدية فرائض الشهر وأبرزها الصوم والصلاة. وتعلّق: "لكن للأسف يبدو أن غالبية الشباب باتوا يعتبرونه موضة قديمة، فـ 70 بالمئة ممن حولي توقفوا عن الصوم ويسخرون من الذي يصومون".

وقد يكون جلال (30 عاماً) خير مثال على هذه الفئة من الشباب: "كنت مداوماً على الصوم والصلاة حتى عمر العشرين، ولكن منذ ذلك الوقت لم أعد أهتم بشهر رمضان، اذ تغيرت نظرتي الى الأمور وخلصت الى أن علاقتنا مع الله ليست من خلال الصوم. وتشاطره الرأي فرح (26 عاماً) التي تقول: "شهر رمضان لا يعني لي شيئاً وأنا لا أصومه، ولكن من باب انساني سأتطوع هذه السنة لمساعدة احدى الجمعيات التي يكثر عملها خلال هذا الشهر". وتفسّر وجهة نظرها للموضوع: "يفترض أن يكون الصوم فرصة لاختبار ما يشعر به الفقراء الجياع، الا أنني لا أعتقد أن أحداً يدرك ذلك، فغالبية الناس تمضي الشهر في الأكل ومشاهدة المسلسلات وارتياد الحفلات والسهرات".


والظاهر أن السهرات الرمضانية هي مثار جدل، وينقسم الشباب بين مؤيدين ومعارضين لها. ميموزا مثلاً تعتبرها جزءاً من عملية تجارية، "وتتناقض مع المعنى الحقيقي للشهر". وترى اليسار أن الناس باتوا أقل روحانية وتغاضوا عن معاني الصوم الحقيقية خلال شهر رمضان. وتأسف لطغيان الحفلات والولائم والمظاهر على المعنى الديني للصوم، "واحد ركائزه الشعور مع الاخر والزهد عن مغريات الحياة ورفاهيتها". وفي هذا الصدد يقول محمد: "أنا من محبي السهر، ولكنني لا أسهر خلال شهر رمضان المبارك احتراماً لقدسيته". وينتقد التحول الحاصل في سلوكيات شريحة كبيرة من الناس الذين يقبلون على السهرات الرمضانية بكثافة. ويعلّق: "بعض الأشخاص يسهرون كل الليل وينامون كل النهار حتى موعد الافطار، مما يتناقض تماماً مع المعنى الحقيقي لشهر رمضان". وتذهب فرح الى أبعد من الانتقاد معتبرة أن شهر رمضان خسر معناه أو الهدف المرجو منه بالدرجة الأولى.


في المحصلة، يبدو أن الانفتاح بدّل مفاهيم كثيرة عند الشباب، وبالأخص المفاهيم الدينية. وفي الوقت الذي تخلى قسم كبير منهم عن الدين بكل مظاهره، يبدو أن القسم الآخر قبل الانفتاح بشروطه ومازال متمسكاً بخيوط تربطه بدينه، وان كانت خيوطاً رفيعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موضوع سطحي
سعيد بدران -

من الواضح وضوح الشمس أن الأخت نسرين المحررة اشتغلت الموضوع في خيالها فأين الصور وأبن الاستجوابات المعمقة صراحة تحقيق سطحي خال من الحياة والحيوية وروح رمضان في لبنان الحبيبة ما هكذا تكون التحقيقات لا بد أن تنقلي الأجواء للقارء وكأنها حقيقة يلمسها ويحسها من خلال الكتابة