علي عباس .. الشاب الذي فقد ذراعيه يبدي موهبة في كرة القدم

لندن: علي عباس، اليتيم العراقي الذي اصيب نتيجة غارة أمريكية وفقد ذراعيه ثم أحضر الى بريطانيا للعلاج يبدي موهبة في كرة القدم: يلعب جيدا ويسجل أهدافا، وقد سجل رقما قياسيا في ابقاء الكرة في الهواء. علي يدرك أنه لا يستطيع أن يسقط على الأرض أو يتعثر، لأن في هذا خطرا عليه، لذلك فهو يحافظ على توازنه، واذا فقده عمل جاهد على أن يتركز ثقل السقطة على الجانب. علي يلعب مع فرق المعوقين في نادي تشيلس وتوتينام. هو الآن يقترب من الثامنة عشرة وقد مضى ما يقارب الستة أعوام منذ اصابته: في ساعة متأخرة من إحدى ليالي آذار عام 2003 انفجر صاروخ أمريكي بالقرب من منزل عائلته، فقتل أفراد عائلة علي عن بكرة أبيهم. رأى مشاهدو التلفزيون ومتصفحو الانترنت فتى في أحد أسرة المستشفيات يحدق في الكاميرا ويعض شفته العليا، كأنما لتجنب النحيب، والضمادات تغطي كتفيه. هناك صورة أخرى لعلي أخذت قبل أن تبتر ذراعاه، لم يجر تداول تلك الصورة على نطاق واسع: يظهر في تلك الصورة اللحم والعظم المحترق لأصابع علي وأسفل ذراعه، وهناك حروق تغطي معظم أنحاء جسده. لفت الاهتمام الاعلامي بحالة علي شخصا مبتور الساق هو ظفر خان، وهو صيدلي من لندن ورئيس رابطة ذوي الأطراف المبتورة، وهو برجل صناعية، فقام بانشاء صندوق خاص بعلي، و عمل ترتيبيات لعلاج علي في مستشفى الملكة ماري، حيث حصل على ذراعين صناعيتين. علي نادرا ما يستخدم ذراعيه الصناعيتين، ويقول انهما ثقيلتان،، ولكنه يتدبر أموره بدونهما، باستخدام قدميه لمعالجة أزرارت التحكم بجهاز التلفزيون عن بعد (الريموت كونترول) ، وحتى لاستخدام فرشاة الأسنان. هناك شيء لا يستطيع علي انجازه باستخدام قدميه هو تثبيت ذراعيه الصناعيتين، حيث يساعده خاله محمد في ذلك، وكذلك يساعده حين الذهاب الى الحمام. رئيس المستقبل ؟ محمد، خال علي، هو شخص طيب دائم الابتسام، وكان قد فقد والدته في سن مبكرة فقامت والدة علي بتربيته، وهو الآن يعتني بولدها.
علي يبدو متكيفا مع وضعه، وهو مشرق المزاج في العادة بالرغم مما عاناه، ولكن الدموع تملأ عينيه حين يتحدث عن تلك الليلة، لا يزال يحس بحزن شديد لأنه لم يستطع حضور جنازة والديه، ولم يكن حتى يعرف بمقتلهما الا بعد مضي أسابيع. علي الآن يعيش متنقلا بين لندن وبغداد، التحق بمدرسة في لندن ولكنه لم يستطع النجاح في امتحاناته بسبب تغيبه. قال لي انه يرغب بأن يصبح مدربا ناجحا لكرة القدم.، كما أنه يرغب بعمل شيء لمساعدة بلده. وحين سألته ان كانت له طموحات سياسية، قال: نعم، ولم لا ؟ وحين داعبته قائلا: "هل تصبح رئيسا للعراق ؟ أجاب علي: نعم وكانت لهجته تخلو من أي مزاح.