معرض في لندن يرصد الرسومات المعادية للسامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن من بيتر جراف- هل انتقاد اسرائيل يعد معاديا للسامية حين تستخدم نفس الصور التي استخدمت لفترة طويلة لمهاجمة اليهود.. سيطرح السؤال في معرض الفنون المعادية للسامية الذي يقام في لندن في أوائل العام القادم والذي انبثقت فكرته جزئيا من رسم كاريكاتيري سياسي نشر قبل ثلاثة اعوام يصور رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عاريا ويأكل طفلا فلسطينيا.
ويضم المعرض صورا من مجموعة خاصة لطبيب يهودي ويقام في صالة عرض جمعية الكاريكاتير السياسي والتي تعرضت لانتقادات لاذعة من جماعات اسرائيلية ويهودية حين منحت كاريكاتير شارون جائزتها الاولى التي تمنح سنويا. وقال سايمون كوهين الطبيب الذي يعرض المجموعة "ما هي الحدود بين النقد السياسي المشروع والدعاية العنصرية. من الصعب تحديد ذلك ولكن اعتقد ان القضية تتعلق باستخدام نفس اللغة." واضاف "يصور الناس اليهود على انهم قتلة واكلة اطفال منذ مئات السنوات. ينبغي ان يدركوا مغزى استخدام صور تنطوي على معاداة للسامية." وتظهر باستمرار موضوعات معينة في الصور المعادية للسامية ويمكن العثور عليها في العصور الوسطى وفي اوروبا في القرن التاسع عشر والمانيا النازية والاتحاد السوفيتي السابق ووسائل الاعلام العربية المعاصرة.
ولدى كوهين صور يهود على شكل قردة بشعر كثيف وعناكب ماصة للدماء وتجار جشعين ويقول ان تصوير اليهود كقتلة اطفال كما في كاريكاتير شارون من الموضوعات الشائعة. وتشمل مجموعته رسما المانيا مطبوعا من القرن الخامس عشر يصور يهودا يشربون دم طفل واخر من فرنسا في نفس الوقت تقريبا يصور ثعبانا يهوديا تتدلى من فمه ارجل طفل. وتضم مجموعته كاريكاتيرا فلسطينيا يرجع لعام 2001 يصور شارون يأكل بشوكة من صحن مليء بالاطفال. ويفكر كوهين منذ سنوات في تنظيم معرض لمجموعته ليبين للعامة ثبات الصور المعادية للسامية عبر العصور.
وساهم كاريكاتير شارون الذي رسمه الفنان ديفيد براون لصحيفة اندبندنت في اقناعه ويرى ان اي شخص لا يعتبر الكاريكاتير معاديا للسامية لابد انه يجهل تاريخ تلك الصور.
ويقول رسامو الكاريكاتير ان من المقبول استهداف الساسة الافراد حتى وان كانت الرسومات قوية طالما لا تهين اليهود كمجموعة. ويقول براون عن رسمه المستوحى من لوحة فرانسيسكو دي جويا تصور الشيطان يأكل احد ابنائه "لم يستخدم شيئا نمطيا. انه يتعلق بفرد وليس بجنس." واضاف براون "هل لان البعض شعر بالاهانة أن يعني ذلك تلقائيا ان الرسم معاد للسامية... كلا." واعرب الفنان عن مخاوفه من ان يستغل البعض اتهام معاداة السامية لارهاب نقاد سياسيين. وتابع "ربما يكون البعض شعر بالاهانة حقا. والبعض الاخر استغله لاجبار رسامي الكاريكاتير على فرض رقابة على انفسهم." وحين ظهر الرسم في عام 2003 قالت السفارة الاسرائيلية انه تكرار لاساطير معادية للسامية من العصور الوسطي تزعم ان اليهود يستخدمون دماء الاطفال غير اليهود في طقوسهم.
وحكمت لجنة الشكاوي الصحفية البريطانية بان الكاريكاتير ليس معاديا للسامية وقال محررو صحيفة اندبندنت ان اي اساءة لم تكن مقصودة. الا ان الضجة تصاعدت حين فاز براون بالجائزة الاولى لجمعية الكاريكاتير السياسي. ونشرت الصحف الاسرائيلية مقالات عنه وزار ناتان شارانسكي وزير شؤون مجلس الوزراء في ذلك الحين صالة عرض الجمعية لمناقشة معاداة السامية في الفن السياسي. وقال تيم بنسون الذي يدير الجمعية ان المحكمين ومعظمهم من رسامي الكاريكاتير والمتحمسين للفن اختاروا رسم براون بسبب ما اثاره من رد فعل محموم. واضاف "عرفه الناس من السفارة الاسرائيلية. اختاروه بسبب تأثيره."
وبنسون مؤرخ متخصص ويقول "هذه هي نوعية اعماله. يميل لاستخدام صور موحية. سواء كان بلير او بوش او شارون او اي شخص اخر." ويقول كوهين ان صالة عرض جمعية الكاريكاتير السياسي تبدو مكانا مثاليا لاقامة المعرض واضاف انه سعيد بتحمس بنسون للفكرة. وبنسون يهودي ولكنه يذكر انه ليس لذلك علاقة بموقفه من الكاريكاتير الذي لا يرى به عيبا. وتوقع كوهين ان يضم المعرض كاريكاتير براون رغم ان الاخير قال ان احدا لم يطلب تصريحا منه بعد. وقال بنسون ان الجدل يبين قوة الكاريكاتير في تأجيج المشاعر. واضاف "نظمت معرضا عن الشرق الاوسط وتاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولانه كان محايدا جدا لم يابه به احد."