عالم الأدب

محفوظ 94 عاما من عمره المديد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سلوى اللوباني من القاهرة: تحتفل مصر بنجيبها المحفوظ في عيد ميلاده 94، نجيب محفوظ الاديب العالمي، عاش حياة طويلة وحافلة، حقق الشهرة الواسعة، وحصل على جائزة نوبل، هدفه الادب فقدم له أجمل الاعمال الادبية، ولد في حي الجمالية في 11 ديسمبر 1911، نقدم له خالص تمنياتنا بالصحة والسعادة في عيد ميلاه، ونحتفل به من خلال بعض الأدباء المصريين الذين وجهوا له التهنئة كل بكلماته الخاصة. يوسف القعيد:
تكمن الصعوبة في الكتابة عن نجيب محفوظ في أنه كان كتاباً مفتوحاً منذ أن نشر كتابه الاول، والى هذه اللحظة حتى قراره القديم بصيانة حياته الخاصة وابعادها عن الحياة العامة واعتبار بيته الحصن الحصين، كل هذا النظام الصارم انهار في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر الخميس 13/10/1988 يوم الاعلان عن حصوله على نوبل، الواقع الذي فرضه نوبل بجائزته جعلني وغيري كثيرون نجد أنفسنا فجأة وبدون مقدمات في قلب مكتبه وهو عبارة عن بلكونة جرى تقفيلها وأصبحت جزءاً من شقته الارضية الصغيرة، وأهم ما يميزها من وجهة نظره انها تطل على النيل، لفت نظري ان معظم الكتب كانت عن اللغة، النحو والصرف، وهذا معناه ان الرجل الذي كان يبلغ وقتها السابعة والسبعين عاما من عمره وكان قد أنجز مشروعه الروائي بأكمله، ومع هذا لا يزال معنياً بتنشيط غريزته اللغوية وتجديد مفردات ذاكرته اللغوية، تذكرت ساعتها السلامة اللغوية في قصصه، وتأكدت ان مصححي دار نشره لا دخل لهم في ذلك، وحتى نطقه خاصة عندما تكون الغزالة "رايقة" يحافظ على النطق السليم.

أحمد الخميسي
أحاول أن أرى في خيالي الأستاذ نجيب محفوظ محاطاً بأسرته وأصدقائه المقربين وهو يحتفل بعيد ميلاده، أحاول لعلني بذلك أصبح قريباً منه في هذه اللحظة لأقول له مع آلاف وربما الملايين من القراء كل عام وأنت طيب يا أستاذ، لقد قدمت لنا ولتاريخ الأدب العربي نموذجا إنسانيا نادراً - وربما وحيداً - لما ينبغي أن يكون عليه الكاتب الكبير، على المستوى الأخلاقي، والفلسفي، والإنساني، والأدبي، وقدمت لنا نموذجاً لإخلاص الكاتب لقضية حياته بعمل متصل وإنجاز أسطوري، وحفرت بنصف قرن من الإخلاص المذهل - و " حياة الرهبنة " على حد تعبيرك -اسم الرواية العربية جنباً إلى جنب مع شوامخ الأدب العالمي، لقد خلقت مصر الكثيرين، لكن قلة قليلة من أبناء مصر تمكنوا من إعادة خلقها، أنت في مقدمتهم كل سنة وأنت طيب، وأشعل شموع الاحتفال مئات المرات القادمة .

جميل عطية ابراهيم
جيل الستينات سعيد الحظ لمعايشته في صباه وشبابه مجموعة كبيرة من الرواد العمالقة، وفي هذا الشأن أرى أنني نعمت بمعرفة استاذنا نجيب محفوظ منذ نصف قرن تقريباً وتتلمذت عليه صبياً وشاباً، وعلمني كما علم غيري القراءة قبل الكتابة، بدأت بسؤال الاستاذ عن طريقته في الكتابة واعادة الكتابة ومعاناة الكتابة وطرقه في التحضير لكل عمل جديد، وكان يفتح قلبه ويتكلم.. ولا أنسى أنه صارحني بأنه أعد كروت بحث بالشخصيات عندما بدأ كتابة الثلاثية، وأنه في صباه كان يقرأ الروايات المترجمة الشائعة في وقته ثم يعيد تمصيرها وكتابتها من الذاكرة، وذلك كله قبل أن يقرر أن يكون كاتباً، ومن الخبرات المهمة التي تعلمتها من الاستاذ، مسألة تقديم وجهة نظر الكاتب وطرق السرد وكيفية اختيار الكاتب للضمير الذي تروى به القصة، فقال انه كان يعيد الكتابة عدة مرات في شبابه قبل ان يستقر على الراوي، ولكنه بعد خبرة السنين أصبح يقع على الضمير المناسب من أول مرة، طريقة الاستاذ في الكتابة طريقة فريدة من حيث ساعات العمل اليومية وعلاقة ذلك بفصول السنة من صيف وشتاء، والمهم القول ان الكتابة الابداعية ليست بالمهمة السهلة كما يظن البعض، وهذا ما تعلمته من الاستاذ، الاستاذ نجيب لم يعلمنا الكتابة فقط، ولكنه علمنا قراءة الرواية على حد قول د. لطيفة الزيات، وفتح أمامنا أبواباً كثيرة للفهم فكل رواية كتبها الاستاذ تمثل ساحة جديدة للتذوق والفهم، والدعابة أقرب اليه من حبل الوريد، حبه للناس منبعه لا ينبض ويطول الحديث تعلمنا وتعلمت من الاستاذ، وأكرم جيلي بعد اصداره مجموعته القصصية "تحت المطر" بقوله أنه تعلم من جيل 1968 بينما هو المعلم والاستاذ.

سحر توفيق
منذ أسابيع قليلة كنت أمر فى أحد شوارع القاهرة ووقفت أتأمل بعض الكتب الملقاة على الرصيف عند أحد باعة الكتب القديمة، ولفت نظري كتاب موضوع بين الكتب بعناية ليظهر، إنه رواية نجيب المفترى عليها "أولاد حارتنا"، طبعة بيروت، ولا أعرف هل افرج عنه؟ أم أن البائع اشتراه ضمن بعض الكتب القديمة ووضعه دون أن يعرف أنه "ممنوع"، لكنى ابتسمت بينى وبين نفسى، هل من سخرية القدر أن يحدث ذلك اليوم؟ هذه الرواية البديعة كانت يومًا سببًا فى الاعتداء على الكاتب الكبير من قبل "طيور الظلام"، تلك المخلوقات المشوهة التى لم تجد حرجًا فى محاولة اغتيال أحد الوجوه القليلة لمضيئة فى حياتنا، والتى قدر لنا أن نعيش لنرى ما فعلته بحياتنا وثقافتنا ولنرى اغتيال المزيد من علامات الضوء القليلة فى عالمنا العربي، إننى فى عيد ميلاد نجيب محفوظ أريد أن أعبر عن تمنياتى له بالبقاء بيننا سنوات كثيرة أخرى، وبمزيد من العطاء الذى أعتقد أنه لا يزال قادرًا عليه رغم ما حملته به السنون ويد الظلام من ضعف الحواس، كما أريد أن أحلم معه ومع كل مثقف عربي بيوم تكون فيه كل الكتب موجودة فى كل مكان بلا حواجز ولا موانع ولا حراس من سدنة المعابد القديمة.

مصر تحتفل بنجيبها المحفوظ:
تحتفل مكتبة الاسكندرية بكاتبنا النجيب لمدة 3 أيام متتالية 11-13 ديسمبر تحت شعار "سينما نجيب محفوظ" وتحت عنوان "نجيب محفوظ كاتباً للقصة السينمائية"، ستعرض أفلام كتبها محفوظ وهي ثمن الحرية، دلال المصرية، الاختيار.

استجابة لما دعا له نجيب محفوظ في كلمته في مؤتمر اتحاد الكتاب المصريين، التي دعا فيها أن يخصص عيد للكتاب يطلق عليه اسم يوم الكاتب، اعلن الاتحاد أنه سيحتفل بالكاتب مع انطلاقة مؤتمر اتحاد الكتاب السنوي في نوفمبر من كل عام والذي سيعتبر يوم الكاتب كما دعا له محفوظ.

ينظم مركز الفنون التابع لمكتبة الاسكندرية حفلاً موسيقياً اوبرالياً بعنوان "اوبرا ميرامار" وهي تقام لاول مرة بالتعاون مع دار الاوبرا المصرية، والعرض قصة الاديب العالمي نجيب محفوظ، ونص الشاعر سيد حجاب، وتأليف موسيقي وقيادة اوركسترا المايسترو شريف محيي الدين.

الجامعة الامريكية ستقيم حفلاً جائزة نجيب محفوظ في الادب، والتي سيتم خلالها الاعلان عن اسم الفائز بالجائزة للعام العاشر على التوالي، وهي الجائزة التي أنشاها قسم النشر بالجامعة الامريكية في مصر عام 96 وهو الناشر لاعمال محفوظ باللغة الانجليزية منذ عام 78.

أقامت مجموعة من الكتاب والادباء الملقبين بحرافيش الثلاثاء احتفالا بعيد ميلاد نجيب محفوظ، أطفأوا معه الشمعة 94 في تورتة كتبوا عليها أسماء أشهر وأهم رواياته، من بين الحضور عبد الرحمن الابنودي، جمال الغيطاني، يوسف القعيد، محمد الشربيني، نعيم عطية، حسن ناصر، عماد العبودي.

خصصت مجلة الهلال عدداً خاصاً بعنوان "عش الف عام" احتفى بنجيب محفوظ من الغلاف الى الغلاف، شارك فيه عدد كبير من المثقفين، وتصدرته تحية الرئيس حسني مبارك بعنوان "مفكر مستنير وروائي فذ". تهنئة الرئيس حسني مبارك لمحفوظ:
"الاستاذ الكبير والاديب النابغ نجيب محفوظ يسعدني أن أهنئكم بيوم ميلادكم وأن اعبر عن خالص تمنياتي لكم بموفور الصحة والسعادة، وبأن يستمر عطاؤك موصولاً لمحبيك والعارفين بفضلك مفكراً مستنيراً وروائياً فذاً وقلماً مبدعاً وأديباً خرج بالثقافة العربية وآدابها الى العالمية، لقد انحزت بما حباك الله من موهبة لشعب مصر وتاريخه وقضاياه وعبرت بابداعك عن القيم المشتركة للانسانية، فخرجت بأدبك من المحلية الى العالمية، وكان انتماؤك لجذور مصر وشعبها، طريقك للافاق دون حدود على اتساع العالم، سوف نفخر دائماً بتكريم الادب العربي في شخصكم، وسنحمل لكم على الدوام مشاعر الاعتزاز التي ملأت قلوبنا يوم حصلتم على جائزة نوبل للادب اعترافا بثقافة مصر وريادتها، وباسهام المفكر العربي في حضارة الانسانية وتراثها المعاصر، ان الادباء هم مرآة عصرهم والكتاب هم ضمير الامة وبهم ترتقي ثقافتها وبفكرهم واقلامهم يتحقق الابداع والتنوير، لقد كنت مرآة عصرك وضمير أمتك وعلماً من أعلام الفكر والثقافة، نفذت بابداعك لقلوب وعقول قرائك، دافعت عن المبادئ التي سعت المجتمعات الانسانية لتحقيقها عبر تاريخها الطويل، ونشرت بكتاباتك قيم التسامح النابذة للغلو والتطرف، لكم تمنياتي مجدداً بعصر مديد وعطاء موصول وكل عام وانت بخير".

أحدث أحلام فترة النقاهة:
في حديثه للكاتب محمد سلماوي في صحيفة الاهرام 9 ديسمبر 2005 " عن أحلام فترة النقاهة التي صدرت في كتاب مؤخرا عن دار الشروق، وكيفية كتابتها وطريقة معالجتها، وجه للاستاذ سؤال "وما هو الحلم الذي يشغلك الان؟" سكت الاستاذ قليلا ثم قال بصوته الرخيم "لقد آتاني الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقدم لي خبزاً أسمر من خبز الصعيد الشمسي، ثم نظر الي بعينيه الثاقبتين وقال لي : كل هذا"، وسكت نجيب محفوظ ثانية ونظر أمامه في الفراغ فلم اقاطع صمته الى أن عاد ينظر الي وهو يقول "أنه حلم قوي اشعر به في اعماقي لكني لا اعرف ماذا افعل به اني اود ان اكتبه لكني حتى الان عاجز تماما عن معالجته وكأنه اقوى مني".

آراء من حياة محفوظ:
"أعتقد أن الرئيس جمال عبد الناصر أعطى الادب والفن مساحة من الحرية لم يمنحها لغيرها من المؤسسات... الحقيقة لم يصبنا سوء في عهده على الرغم من اننا نمثل نوعا من المعارضة الذاتية او النقد الذاتي، بل بالعكس أخذنا أوسمة وحصلنا على جائزة الدولة التقديرية"، في عصر السادات تراجع دورنا كادباء ومفكرين الى الظل، والحقيقة حدث نوع من الهبوط الثقافي والادبي، في عصر الرئيس مبارك بدأ الجو الثقافي يتنسم هواء الحرية الحقيقي وينتعش المناخ الادبي بالتوجه الحقيقي نحو الديمقراطية".
"هل كان من الضروري ان تحدث تلك المواجهة المؤسفة بين الغرب والشرق العربي الاسلامي حتى نتنبه الى أهمية مواصلة العلاقة في ما بيننا؟ هل كان يجب ان يشعر الغرب بان الشرق يهدد أمنه حتى يسعى لاعادة اكتشاف حضارته الاسلامية وثقافته العربية؟ وهل كان يجب ان يشعر العرب بان صورتهم يتم تشويهها يوميا في وسائل الاعلام الغربية حتى يسعوا لتقديم انفسهم بانفسهم؟ -من كلمة محفوظ في افتتاح معرض فرانكفورت عام 2004- (القاها عنه الصحفي محمد سلماوي).
"ان الثقافة هي المجال الوحيد الذي يمكن أن تتحق فيه الوحدة العربية عبر الكتاب والادباء، ان الثقافة في العالم العربي يمكن ان تصبح وسيلة للتعايش ومواجهة الارهاب والتطرف ومقاومة ما يراد بنا" -من كلمة محفوظ في حفل افتتاح المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب المصريين 2005 -(القاها عنه الكاتب يوسف القعيد).
"أستطيع ان اقول ان أهم أعمالي.. الثلاثية، الحرافيش، اولاد
حارتنا.

نجيب محفوظ قيمة أدبية كبيرة......كل عام وأنت بخير.

salwalubani@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف