عالم الأدب

وفاة الشاعر والمسرحي العراقي يوسف الصائغ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


توفي امس الشاعر والمسرحي العراقي يوسف الصائغ- الاثنين 12/12/2005 بدمشق ... العاصمة التي استقبلت كل رفات مبدعينا ..... وقد ابلغني الصديق الشاعر العراقي محمد البغدادي في مكالمة شخصية من دمشق ...: ان الصائغ قد توفي بسبب وعكته الصحية الطويلة والتي جعلته في ازمة مستمرة ...

تبا لهذا الوطن الذي ينفي مبدعيه ....
قبل ان يسافر الصائغ الى سوريا قال لي
- ها ... اثير نروح الى سوريا ..
اجبته :

- لا ...

ابو مريم- ترى - تعيني على الابواب ..


واقول لكم بصدق : ان الصائغ قد كتب قبل خروجه .... هذه الكلمات عن بغداد :
(( كنت قد ادعيت بأن بغداد لن تموت))
اخذتني بغداد وانا ابن ثماني عشرة سنة ، وها هي بعد سبعين عاما تريد التخلي عني ... ويغريني ان اخرج من جسمها عاريا ، فيكتشف السابلة وانا امر بينهم مجرد لحم وعظم ... ويخطر لي في لحظات كهذه ان اخرج من بغداد حقا ...
كذبت حين ادعيت ان بغداد حبيبتي ، لا انا اصلح لذلك ولا هي ... وحين انام معها احس انني انما انام في حضن التي ولدتني .. وعند ذاك اسمع صوتا يندمني بنبرته البغدادية الانيقة :
- لك عيني وين تريد تروح
(( يا عيني ))
تلك العين تساوي عندي وهي تجيء في اوانها كل ما كتبته وما سأكتبه من قصائد )).

.........

مات الشاعر ... ولم تمت قصائده ، وستظل رائحته ونبرة صوته تطوف في كل ازقة بغداد القديمة وعلى مقربة من صاحبة التفاحات الاربع ( جولي ) ...
اقول لكل الاصدقاء الذين يملكون في قلبهم رحمة الابداع ، بأن شيوعي هذا الزمان قد تخلوا عنه .... وحينما دخل الصائغ قاعة الجواهري في وزارة الثقافة - بعد السقوط - انبرى له كل الاعداء بالتقبيل - في امسية المرحوم الشاعر احمد ادم - ليدين بنفسه الارهاب ، وحال ذهابه بدأت الشتائم..... ومن بين الذين شتموه ذلك الفريد سمعان في غرفته بالاتحاد، فضلا عن ذلك الخياط - الناطق الاعلامي للاتحاد - في مقالة عن بيت الشعر، حين قال ( أتوا بشاعر قبيح لدى كل الناس الطيبين لإفراطه في مدح الطاغية هو يوسف الصائغ ووضعوه في مقدمة مجلسهم التأبيني ظناً منهم ان كبر سنه واسمه الاعلاني ينفعهم في شيء.. ) .
مرحى لاتحاد الادباء!!!! ..... ومرحى للحزب الشيوعي!!!!
ومرحى للجبهة الوطنية الجديدة ....!!!!!


سيرة الشاعر:

تولد : 1933- الموصل
انتقل من الديانة المسيحية الى الاسلام ... ولقد تعرضت حياة الشاعر الى الكثير من المتاعب من بينها ، موت زوجته الاولى جولي في شمال العراق بعد تعرضهما لحادث مروري ، فضلا عن اشكالياته مع الحزب الشيوعي العراقي اثر كتابته (مقدمة لقصيدة حب فاشل)، وللامانة اقول ... ان الصائغ كان مصّرا قبل رحيله الى سوريا على اعادة نشر هذه المقدمة التي تشكل- بحسب رأيه - دفاعا عن وطنه بغض النظر عن المواقف... فليس باستطاعة الانسان - كما يقول - ان يقف مكتوفا امام ما يتعرض له الوطن من هجوم واعتداء .
واقول لكل القراء بأن الصائغ يمتلك من الكتابات الابداعية الشيء الكثير والتي لم يتسن له طبعاتها ... من رواية ... ومذكرات ... ومجموعة شعرية ..... ومسرحيات .... ستظل في ضمير هذا الوطن الذي يقبر مبدعيه ... له من الاعمال :
1-قصائد غير صالحة للنشر( مجموعة شعرية مشتركة) 1957.
2. قصائد ، المجموعة الشعرية الكاملة،دار الشؤون الثقافية العامة، 1992.
2. مسرحية ديدمونه ، فازت بجائزة افضل نص مسرحي في مهرجان قرطاج،1989 .
3. مسرحية الباب، فازت بجائزة احسن نص مسرحي في مهرجان قرطاج ،1987 .
4. مسرحية العودة، فازت بجائزة المركز الاول في المسرح العراقي ، 1988 .
5. السيرة الذاتية - الاعتراف الأخير لمالك بن الريب -ج-الأول والثاني، ج- الثالث غير مطبوع .
6. رواية اللعبة فازت بجائزة احسن رواية عراقية ، 1970 .
7. رواية السرداب رقم 2 ،1997 .
8. رواية المسافة ، اتحاد الكتاب العرب -دمشق ،1974.
9. السودان ثورة وشهداء - قصيدة نثر سياسية - ،1970.
10. قصة قصيرة غير مطبوعة .
11. مذكرات - مخطوطة - .
12. يوسف اعرض عن هذا - مجموعة شعرية غير مطبوعة - .
13. مسرحية البديل - مخطوطة - .
14. مسرحية أخرى - مخطوطة - ورواية - مخطوطة - .
15. الشعر الحر في العراق-اطروحة ماجستير- 1976

بعض قصائد الشاعر:

ما هذا زمني

ما هذا زمن الشعر...
ولا هذا زمني
هذا زمن مسدود
يخرج منه الدود
صار الشعراء قرودا فيه
والعشاق يهود
باركني بيديك الحانيتين
وامنحي غفرانك يا وطني



جزدان خديجه

منذ كنت صغيرا
كان الناس يقولون
لمن يتوخى في سعيه أي نتيجة
فتش في جزدان (خديجه)
هذا جزدان (خديجه) ما مثله جزدان
في أي زمان . . . ومكان . . .
وتذكّر
أن خديجه ، أيضا ،
ليست أي امرأة ،
بين النسوان
يمكن أن يقصدها أيٌ كانْ . .
أبداً . . .
أن خديجه أرملة عوراء . . .
لها في رأسها قرنان . . .
تنتقل راكبة فوق جمل . . .
لا يستر عورتها إلا جلد حملْ . . .
وانطلقت ،
من مطلع هذا القرن ،
تفتش عن سر ولادتها ،
دون أمل
حتى يئست
فانكفأت تخفي خيبتها
في جزدان
جزدان ما مثله جزدان
في أي زمان ومكان
ولهذا صار الناس يقولون ،
لمن يبحث عن أي نتيجة . . .
فتش في جزدان خديجه . . .
الويل لكم . . .
ويل لي . . .
ماذا لو أن (خديجه)

ضيّعت الجزدان ؟ ؟ ؟

atheer82000@yahoo.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف