عالم الأدب

رواية لدوما تحقق مبيعات قياسية بعد 130 عاما على تأليفها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس من جون بويل:كان محاضر متقاعد متواضع وراء ظهور رواية من أبرز الاعمال الادبية الفرنسية التي حققت شهرة في الصيف بانقاذه اخر رواية منسية كتبها الروائي الفرنسي الكسندر دوما في القرن التاسع عشر من سلة مهملات التاريخ. فقد عثر بالصدفة كلود شوب الذي كرس 30 عاما من عمره لدراسة كل مناحي حياة هذا الروائي الشهير على الخيط الاول الذي قاده الى اكتشاف وجود العمل الروائي المفقود في اواخر الثمانينات. كان اكتشاف رسالة بخط يد دوما في ارشيف وطني يضم وثائق الروائي الفرنسي هو ما أوصل شوب الى سلسلة خيوط قادته الى عمل بذل في اكتشافه جهد بحثي يرقى الى الجهد الذي شهدناه في رواية (شفرة دافنشي) Da Vinci Code التي حققت أعلى المبيعات في فصل الصيف. كان الخطاب متعلقا بالدقة التاريخية لما كتبه دوما عن بزخ جوزيفين بوهرني الزوجة الاولى للامبراطور الفرنسي نابوليون بونابرت في الانفاق على الملابس والمجوهرات والعطور. وبعد بحث دام خمسة أشهر رصد شوب مصدر الجدل وارجعه الى صحيفة كانت تصدر في القرن التاسع عشر باسم (يونيفرسال مونيتور) "The Universal Monitor". لكن بعد تفقده للميكروفيلم الخاص بالصحيفة لم يكتشف شوب خطابا أو مقال رأي بل رواية طويلة. وقال شوب "على مدى تسعة أشهر كان قراء مونيتور يتابعون مسلسلا يكتبه دوما كل صباح في أسفل الصفحة الاولى. كان أمرا مذهلا. شعرت وكأنني اكتشفت منجم ذهب او واحة في الصحراء. انه امر رائع." والرواية التي اعطاها شوب عنوانا هو (فارس القديس سانت هرمين) "Le Chevalier de Sainte-Hermine" تستعرض حياة شاب من النبلاء هو هكتور دو سانت هرمين الذي لقي والده واشقاؤه مصرعهم بالمقصلة او على يد فرق اعدام في قتال بطولي من أجل استعادة الملكية واسقاط الجمهورية. ويقول شوب انه بحلول اكتوبر تشرين الاول القادم سيكون قد صدر مئة الف نسخة من الرواية لتصبح وبسهولة من أكثر عشر كتب مبيعا في فصل الصيف.
وقال شوب (61 عاما) "كان ذلك بمثابة مفاجأة مذهلة لي... لا اعرف ما اذا كان ذلك يرجع للتغطية الاعلامية أم للرغبة في مزيد من الادب البريء والعودة الى أسلوب السرد القصصي." تبدو رواية (سانت هرمين) وهي رواية مهمة أكثر من كونها عظيمة مثل (الكونت دي مونت كريستو) "Count of Monte Cristo أو (الفرسان الثلاثة) "Three Musketeers كمحاولة من جانب دوما لسد فراغ ما في مجمل أعماله. ويقول شوب "فكرة دوما كانت ان يروي تاريخ البلاد بشكل خيالي لمن لا يعرفونه." وأضاف "هدف اخر كان ان يفسر...الثورة الفرنسية. لماذا اتسمت هذه الثورة بالقسوة والعنف والرهبة." وكان مشروع دوما الادبي البالغ الطموح هو أن يغطي الفترة من العصور الوسطى حتى عصره. لكن أحداث (سانت هرمين) تمتد فقط بين عام 1801 وعام 1806 تاركة فجوة طولها عشر سنوات قبل الفترة التي غطتها روايته (الكونت دي مونت كريستو) التي تدور في فرنسا بعد معركة ووترلو الشهيرة واستعادة الملكية. لم يكتف شوب بتحويل (سانت هرمين) الى كتاب بعد 130 عاما من تمتع القراء الفرنسيين بقراءتها بل شرع في مهمة اكثر طموحا هي كتابة التتمة. ويملك شوب "خارطة الطريق" التي وضعها دوما بنفسه للرواية الجديدة التقطها له صديق من صالة مزادات في باريس. وتوضح الخريطة المكتوبة بخط يد دوما الحبكة الكاملة لرواية (سانت هرمين) لكنها تظهر أن العمل الاصلي كان يهدف لان يكون بأهمية حملة من حملات نابوليون.
ورغم ان دوما مات قبل ان يستكمل مشروعه الا انه كان في باديء الامر يعتزم أن تضم رواية (سانت هرمين) حملة نابوليون الفاشلة على روسيا والانسحاب المأساوي "للجيش العظيم" من موسكو عام 1812 لتنتهي بمعركة بونابرت الاخيرة في ووترلو. وقال شوب "من البداية وبعد أن رأيت ان العمل غير مكتمل. قلت لنفسي ان دوما يقول لي.. لدي كتاب أشباح وستكون أنت اخرهم سأعطيك الخطة." وكان دوما قد كتب بعضا من أفضل رواياته بالتعاون مع اوجوست ماكيه.
وتتمة شوب المنتظر ان تقع فيما بين 800 وألف صفحة وتصدر في يونيو حزيران المقبل تحمل عنوان (انقاذ الامبراطورية) لكن شوب يقول أن العنوان قد يتغير.
وأضاف "انها مغامرة ممتعة. لن اتمكن بالطبع من التخلص من تأثير الكاتب علي الى درجة ما. فنحن لا نكتب في عام 2005 بالطريقة التي كتب بها دوما في عام 1869. لكنه سيكون تأثيرا مترما للغاية كما امل." كان مرض دوما الذي كان يعرف انه مرضه الاخير هو ما حال دون استكماله (سانت هرمين)ونشرها في كتاب. كما أثر على مصيرها ايضا وفاة دوما في الخامس من ديسمبر كانون الاول عام 1870 واحتلال فرنسا عقب هزيمتها المأسوية في حربها مع بروسيا عامي 1870 و1871 وايضا تغير الذوق الادبي بعيدا عن الروايات الرومانسية الى الروايات الواقعية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف