لا يحتاج كتاب العراق إلىوصاية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رد على كلام غير مسؤول
قرأت باستغراب التحامل المجاني الذي حفل به مقال المدعو محمد كاديك (العروبة تجمد عضوية اتحاد الكتاب العراقي)، الذي نصب نفسه وصيا على كتاب العراق ومحاميا على اتحادهم العريق، وهم أعظم من أن يتطوع هذا الكائن (..) للدفاع عنهم، فراح يتباكى على العروبة (..) وكأنه أمين القومية العربية أو وريث ساطع الحصري (..) وراح أيضا يكيل الشتائم والنعوت الهابطة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وكأن علي عقلة عرسان وعزالدين ميهوبي مسؤولان عن فشله كشاعر وإخفاقه كإنسان سوي (..) فرغم أنني لست ممن يتشفون في عجز الآخرين، ولست ممن يكلفون نفسهم عناء الكتابة عن بعض الموتورين فكريا وأدبيا، فإنني أجد نفسي، وهو حق لي في الرد على كلام غير مسؤول من، كاتب دعي، أقحم نفسه في أمر لا يعرف شيئا عنه، تحركه في ذلك رغبة في الانتقام من ميهوبي رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين الذي لم يوافق على نشر ديوان شعر له ضمن منشورات الاتحاد، لأن العمل رديء وعبارة عن نظم منتحل وهابط وغير جدير بالنشر.
ومن حق قراء "إيلاف" أن يعرفوا هذه الحقيقة، لأنهم ربما يتصورون أنفسهم أمام قامة ثقافية وإبداعية كبيرة، ولكن يكفي أن أقول لكم إنني أحتفظ في أرشيفي الخاص بعشرات المقالات، مختلفة الأحجام، التي تتناولني بالقذف والتجريح التي كان يتباهى بها في يومية "البلاد" الجزائرية، ولم يحدث أن رددت عليها، لأنني اربأ بنفسي أن أرد على ترهات وسفاسف، وهو ما يتمناه منذ سنوات.. ولأن القراء في الجزائر يشهدون لكاديك بالرداءة الناجمة عن عقدة استعلاء استحكمت فيه فحولته إلى كائن مهتز يرى كل الناس أعداء له.. لم يجد مجالا يحاول أن يخدع به الآخرين سوى القفز من موقع إلكتروني إلى آخر زارعا إسمه وصورته وكأنه نبي الكتابة في الجزائر والعالم العربي، وهو آخر من يذكر في المشهد الشعري الجزائري، فهو بإيجاز فشل في أن يكون شاعرا في الواقع، فاختار أن يكون شاعرا.. في المواقع.
فمن واجبي أن أكشف لجمهور "إيلاف" النصب الذي يمارسه محمد كاديك عليهم وعلى غيرهم. وأرجو أن تنشر "إيلاف" هذا التوضيح مثلما نشرت ترهاته عن الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق.
ففيما يتعلق بالاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق، فإنني أحيل القراء الكرام، دون صاحب المقال، على الأستاذ فاضل ثامر وكل أعضاء الهيئة التنفيذية ليقدموا شهادة حق فيما قام به عزالدين ميهوبي شخصيا في مؤتمر الجزائر (ديسمبر 2003) وقرطبة (أكتوبر 2004) والكويت (أبريل 2005) وكيف أنني كنت أقف إلى جانبهم، وما زلت، رغم اعتراضات بعض أعضاء الاتحاد العام بشأن رفع تعليق عضوية العراق. والتزمت أمام عدد كبير من كتاب العراق في الكويت بأنني سأستقيل إذا لم تستعاد العضوية، وتوصلنا في اجتماع المكتب الدائم بمدينة السرت الليبية إلى ضرورة إعادة الاتصال بقيادة اتحاد كتاب وأدباء العراق لبحث مسألة المؤتمر الذي انعقد منذ سنة ببغداد ودراسة كل الجوانب العالقة ليستعيد العراق عضويته، وهي مسألة طبيعية لتجاوز بعض الاشكالات القائمة، فضلا عن تحفظ بعض الكتاب العراقيين الأعضاء الذين لم يتمكنوا من حضور أشغال المؤتمر، وهي حالات كثيرا ما تواجه الاتحادات والروابط، وكتاب العراق متفهمون للأمر، ولا بد من إعادة فتح قنوات الاتصال، ليعود العراق كما كان دائما سندا للثقافة العربية، وداعما للإبداع الأصيل.
وتأكيدا لما سبق، أرفق هذا الرد بعدد من الرسائل التي بعثت بها لمؤتمر اتحاد كتاب وأدباء العراق منذ أزيد من سنة، وهي وحدها تكشف حقيقة ما يجمع بيننا، فأنا أقول دائما لا يهمني أمر السياسيين في العراق ولكن أقصى ما يشدني إلى هذا البلد العظيم هو المتنبي والسياب والجواهري وكل الذين قرأناهم صغارا وأحببناهم كبارا..
وللتاريخ أن يقول كلمته اليوم أو غدا..
بقلم عزالدين ميهوبي
رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
ملحقات بالرد
الرسالة الأولى التي وجهتها لاتحاد أدباء وكتاب العراق
كانت بتاريخ 23 يوليو 2004 إلى الدكتور محمود عبد المطلب هذا نصها:
إلى الدكتور محمود عبد المطلب
عضو الهيئة الادارية السابقة للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
وكل أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر
تحية خالصة، وبعد
فأرجو أن تكونوا جميعا بخير، وأن يظل العراق العظيم قويا بكم وبوحدتكم. ويسرني أن أراسلكم بشأن المؤتمر الذين تعتزمون عقده لفك مسألة الشرعية والانطلاق من جديد في مواصلة إسهام الأدباء والكتاب العراقيين في خدمة الإبداع والثقافة العربيين، كما كانوا دائما.
وأود أن أفيدكم أنني لم أتمكن من الحصول على أي وسيلة للاتصال بكم والتنسيق بشأن إمكانية حضوري أو حضور بعض أعضاء اتحادنا العام، فقد اتصل بي الدكتور علي عقلة عرسان منذ حوالي أسبوعين ليخبرني باختياركم يوم 25 يوليو لعقد المؤتمر، وعلى الرغم من أن المسافة الزمنية كانت قصيرة والوقت ضيق فقد سعيت إلى الإعداد للحضور إلى بغداد في الموعد، وكان العائق الأول عدم وجود عنوان أو هاتف لدى الهيئة التحضيرية لضمان التواصل معكم، وقد أسعفني الدكتور على بعنوانكم الإلكتروني، حتى أضعكم في صورة رغبتي في الحضور ومشاركتكم أشغال المؤتمر، حيث ألغيت في البداية التزاماتي بالمشاركة في مهرجان دولي للشعر بفرنسا يبدأ يوم 24 يوليو إلى غاية 2 أغسطس، وكنت الضيف الرئيس للمهرجان وقد تم ضبط برنامج خاص بالمناسبة، وشرعت في البحث عن إمكانية تأمين تأشيرة الدخول إلى الأراضي العراقية إذ أن السفارة العراقية في الجزائر لم تتلق أي إشعار بإمكانية قدوم ممثل عن اتحاد الكتاب الجزائريين الذي هو في النهاية رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أي أن على اللجنة التحضيرية للمؤتمر إبلاغ سفارة العراق لدى الجزائر بالموضوع لتسهيل المهمة سواء عن طريق الخارجية العراقية أو الاتصال المباشر بالسفارة ورقم هاتفها هو
00213 21 69 31 25
ثم كان علي أن أبحث عن أقرب طريق للوصول إلى بغداد، برا أو جوا، وهو ما قمت به عن طريق دمشق، غير أن الأمر يبقى منقوصا من التنسيق معكم حول الكيفية التي تسمح لي بالحضور، وإلى غاية كتابة هذه الرسالة الإلكترونية التي آمل أن تبلغكم قبل انطلاق المؤتمر، أفيدكم أنني أبذل جهدا كبيرا للحضور، إذا ما تم تجاوز العقبات الادارية.
ورغم كل هذا فإنني حريص على أن يكلل مؤتمركم بالنجاح المأمول الذي يعيد اتحادكم العام إلى موقعه الطبيعي في عائلة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأود بهذه المناسبة أن أشارككم بكلمة في افتتاح المؤتمر باسم الاتحاد العام، أرجو أن تكلف اللجنة التحضيرية واحدا من المؤتمرين لإلقائها، ولو غيابيا، تعبيرا عن حرص الاتحاد العام على عقد المؤتمر، وتأكيدا على أهمية هذا الموعد الذي يشكل، من شك، انطلاقة جديدة في عراق اليوم الواحد الموحد. وستصلكم الرسالة يوم السبت، مع مسألة قدومي من عدمه.
تقبلوا فائق الشكر والاحترام، ودمت والعراق في أفضل حال.
عزالدين ميهوبي
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب العرب
***
وبعد أن تعذر علي الانتقال إلى بغداد لحضور المؤتمر أرسلت بتاريخ 24 جويلية 2004 كلمة للمؤتمر، هذا نصها:
كلمة
الأستاذ عزالدين ميهوبي
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
السيد رئيس المؤتمر
السيدات والسادة أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
في البدء أود أن أنقل إليكم تحيات كل الكتاب والأدباء والمثقفين العرب من مختلف الروابط والاتحادات في الوطن العربي، آملا أن تكلل أشغال مؤتمركم هذا بالنجاح المأمول وبلوغ الهدف المرتجى الذي نترقبه ونسعى إلى تحقيقه.
إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأنتم جزء منه، ويشكل فيه اتحادكم، منذ نصف قرن، إحدى الدعائم والمرتكزات الأساسية، بما قدمه كتاب وأدباء ومبدعو العراق العظيم للثقافة والفكر العربيين، عبر سنوات من النضال والجهد في سبيل تكريس الكلمة والفعل والحرية، إن الاتحاد العام إذ يشعر بأهمية عقد مؤتمركم في ظرف غير اعتيادي يمر به بلدكم العزيز علينا جميعا بما يحمل من تحديات كبيرة لا تتعلق بالعراق وحده، إنما بحاضر الأمة العربية ومستقبلها وما تواجهه من مخاطر تنذر بتفكيك لمجتمعات وتذويب لقيم وهدم لثوابت. ولا شك أن الوعي الكبير والحاد الذي يتسم به العقل العراقي المنتج للفكر والمعرفة والحضارة، قادر على تجاوز كل الصعاب وتخطي كل العقبات والتعالي على كل المحن والأزمات من خلال قدرته على تشكيل رؤية صادقة ومفيدة خارج فضاءات الموت والانهزام، وبعيدا عن طروحات السياسة الخرقاء والمتخاذلة. وما هذا المؤتمر إلا صورة لتلك الإرادة التي تحدوكم جميعا، وتمنحنا الثقة في أن نكون أكثر اعتزازا بكم وبالدور الذي تقومون به رغم الظروف الصعبة التي نتقاسم آلامها معكم ومع شعبكم الصبور والصامد ونتطلع مثلكم إلى غد أكثر إشراقا واستقرارا.
إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يرى فيما تقدمون عليه اليوم من لم لشمل كتاب وأدباء العراق وإعادة ترميم البيت الثقافي العراقي الأصيل خطوة كبيرة نحو إرساء الشرعية والنهج الديمقراطي، وهو ما يمثل في نظرنا بداية التأسيس لعراق موحد ومتماسك. وإن غياب اتحادكم، الذي حالت دونه ظروف الاحتلال واهتزاز بنى الدولة، لم يدم طويلا، لأنكم من خلال هذا المؤتمر الهام تعودون إلى عائلة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، كبارا كما كنتم دائما، مساهمين في خدمة الثقافة العربية ومدافعين عن تاريخ هذه الأمة مثلما هو دأبكم عبر المسيرة الطويلة للثقافة العربية.
وإن الاتحاد العام، وهو يحيي فيكم حرصكم الشديد على الالتزام بمبادئه المنبثقة من وعينا بتاريخنا وواقعنا ومصيرنا المشترك، والإيمان بالأفكار التي يناضل من أجلها، يرى في مؤتمركم هذا امتحانا للنخبة العربية الجديدة المسلحة بقيم الحق في الاختلاف وقبول الرأي الآخر ورفض الاقصاء والإلغاء، وكل مظاهر التهميش والتحجر والانغلاق.
وإننا بقدر اعتزازنا بما وصل إليه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بعد خمسين سنة من النضال والمكابدة، من توسيع لدائرة المشاركة في مناقشة مستقبل هذه الأمة، وكشف مخططات التآمر عليها وعلى مستقبل الأجيال فيها، فإننا نشعر أنه ما زال ينتظرنا عمل كبير في سبيل تعميق العمل الثقافي العربي والارتقاء به لبلوغ مستويات التأثير في القرار السياسي، بما يجعله أكثر ارتباطا بأحلام وأشواق الشعب العربي المحبطة معنوياته والمهتزة ثقته في حكوماته، ونأمل أن يكون مؤتمركم حلقة متينة في سلسلة الجهد المبذول من أجل بلورة موقف قوي وثابت ينتصر للحق والعدل والحرية. ونأمل أيضا أن يكون مؤتمركم درسا في الديمقراطية التي تتجاوز مخلفات التحولات التي شهدها العراق في كل المجالات، لأن انتصار مؤتمركم يعني انتصار العراق، وانتصار العراق يعني انتصار العقل والمعرفة والحضارة.
وفقكم الله وسدد خطاكم
والسلام عليكم ورحمة الله.
عزالدين ميهوبي
***
وأرسلت بتاريخ 5 أغسطس 2004 رسالة تهنئة للهيئة التنفيذية التي انتخبها المؤتمر برئاسة المرحوم الأستاذ عناد غزوان. ونصها كالتالي:
إلى الأستاذ عناد غزوان
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
وكل أعضاء القيادة الجديدة
تحية وبعد
تلقيت خبر عقدكم للمؤتمر الاستثنائي وانتخابكم لقيادة جديدة مع توزيع المهام على أعضائها.
نشكر لكم إفادتنا بهذا الخبر الذي سنعمل على تعميمه لاحقا على الاتحادات والروابط الأعضاء في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وإذ نهنئكم على انتخابكم رئيسا للاتحاد، نهنئ من خلالكم كتاب وأدباء العراق على هذا الانجاز الهام، متمنين لكم وللعراق كل الخير.
نأمل إفادتنا والأمانة العامة بدمشق بمجريات العملية الانتخابية، على أن يكون لنا معكم تواصل دائم ومستمر.
مع خالص الود والاحترام
عزالدين ميهوبي
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
***
وأرسلت بتاريخ 4 يوليو 2005 رسالة إلى الأستاذ فاضل ثامر هذا نصها:
إلى السيد
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
تحية وبعد
يسعدني أن أتصل بكم مرة أخرى، بعد لقائنا في الكويت، على هامش ملتقى الكويت الأول للشعر العربي في العراق الدي نظمته مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع
الشعري قبل شهرين. وتحدثنا عن موضوع عضوية اتحادكم المعلقة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والتزمت أمام الحاضرين بأنه في حال رفض إعادة العراق إلى الاتحاد العام فإنني سأكون في حل من أمر هدا التنظيم الذي أرأسه منذ سنة ونصف، وما زلت عند وعدي، لأننا اتفقنا في المؤتمر أن يعود العراق بعد عقده المؤتمر، وهو ما تم فعلا منذ سنة.
ولأنني اتفقت معكم على أن ترسلوا لي طلب رفع التعليق بالمبررات التي ترونها كافية لذلك، فإنني أنتظر منكم ذلك حتى يعزز موقفكم في الاجتماع القادم بليبيا بعد ثلاثة أسابيع.
أنا في انتظار الرسالة.
تقبلوا كل التحيات، وحفظ الله عراقنا
عزالدين ميهوبي
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
....................
ولم يصلني أي رد من الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق، ورغم هذا فقد حرصت في اجتماع المكتب الدائم على تجديد الدعوة لتمكين الأمانة العامة من الوثائق المتعلقة بالمؤتمر حتى يسقط كل لبس أو غموض بشأن المؤتمر، ويعود العراق كما كان عضوا دائما، وفاعلا.
فهل بعد كل هذا يمكن للمدعو محمد كاديك أن يقول شيئا؟ أم أنه سيواصل الرقص على إيقاعات.. الطبل الافتراضي؟.
..................................
حالة بغدادية
شعر: عزالدين ميهوبي
قمر بأهداب العراق
وجنتان على الفرات
بغداد فاكهة المدائن
دهشة التاريخ
بوصلة الجهات
وأنا المسافر هكذا..
طفل توزعه الشتات
عينان من عبء المسافة
تعبران حدائق العشاق
تحت ملاءتين وضوء فانوس يموت
وبعض أفراح البنات
تلك الشوارع لم تكن مثلي تحن إلى الصبا
جمر المواجع ما خبا
والقلب يخفق أمنيات
وحدي أجيء..
وخلف أسوار الحدائق
عاشقان ومقبره
قالت أحبك..
لم يقل شيئا..
وألقى ما تبقى من حديث القلب في منفى الفجيعة
واكتفى بالمجمره
قالت أحبك..
أشتهي شعرا بصوتك
أشتهي ترنيمة في كربلاء
عشتار تسكنني..
أنا المنبوذ في شفة السماء
كانت تحدث ظلها..
وعلى الرصيف رماده المنسي
تذروه الرياح..
موشحا بالكبرياء
قتلوك يا طفلا من الفرح المؤجل
حين دسوا في يديك قنابل الإثم المعتق بالصلاة
قالت أحبك واحتفت..
والعمر يعبر في سكات
الصمت ليس خطيئة
والحزن ليس نهاية للموت
والأشياء حين تغيب ليست ذكريات
وأنا العراقي الذي احترف الفجيعة منذ آدم
عمدت لغتي الطيور
تعطرت بالأنبياء
آشور يخرج من حجارته القديمة
من خرائب عرشه ومعابد النهر المسجى في الحرير
ولا مواكب للنساء
تلك الأقانيم امتداد للخلود
وأول الانشاد
بغداد امنحيني ما تبقى من سماء
مطر أنا..
كوني البنفسج
وانثري عطر المحبة في نخيلك أغنيات
الليل فات
قمر بأهداب العراق
وجنتان على الفرات
صوت تخضب بالرماد
وطفلة خرجت من الطمي الندي
"أبي.. سمعتك في الصلاة
تدعو بصوت ليس يسمعه الجناة
بغداد تعرف من أكون..
والله يعرف أن في بغداد طير الحزن مات..
الليل فات
وأنا الذي
ما زلت أحمل في دمي أوراس
تحرسني الشموس..
أنا المدار
بغداد دالية..
وكأس من بلاد الصحو
من دمها تدار
لا تقطفي شيئا..
فأنت الياسمين
عيناك ضوء للسراة
ومنك ينبجس الحنين
أنت المرايا
والمواسم
والمساءات الذبيحة
أنت أيوب الموزع بين دجلة والفرات
صبرا..
فإن الليل فات
والشمس إن غابت تعود..
فمنك يا بغداد تنبعث الحياة
الكويت في 8 ماي 2005