عالم الأدب

بنات الرياض الرواية الصدمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من اندرو هاموند الرياض (رويترز) - على الرغم من حظرها فنيا في السعودية مازالت رواية "بنات الرياض" للروائية رجاء الصانع والتي تتناول شخصيات كمراهقين شواذ وسحاقيات نهمات ونساء يشربن الخمر في حفلات زفاف ورؤيتها الصريحة والمفجعة احيانا للعالم المغلق للمرأة السعودية تثير ضجة بعد اربعة اشهر من نشرها في بيروت. وطلب معلقو الصحف المحلية من الشبان السعوديين التبرأ من هذا الكتاب الذي يشوه صورة النساء في السعودية المحافظة واتهم محاورون في قنوات فضائية تلفزيونية مملوكة للسعودية الصانع بتصوير الرجال السعوديين على انهم اجلاف ومملون.
ولكن شبانا كثيرين ممن يستخدمون غرف الحوار عبر الانترنت اشادوا بأول راوية للصانع لصدقها. واشاد كتاب بارزون بهذا العمل كجزء من اتجاه جديد يشير من خلال التركيز على نفسية الافراد الى ان حاجات الانسان تعلو على مطالب المجتمع والدين. وقالت الصانع التي ترتدي الحجاب انها لم تتخيل ابدا ان تؤدي ردود الفعل تلك الى ضجة كبيرة. واضافت ان الرجال غير معتادين على هذا الحوار الصادق والصريح فهناك في كل مجتمع اقلية تقاوم اي تغيير وبعضها نساء.وتركز الرواية على اربع نساء من عائلات موثرة يتعين عليهن تخطي حقل الغام من القواعد والمحظورات بشأن الجنس والزواج والمركز الاجتماعي من اجل الحصول والحفاظ على رجالهن.
وتنسحب من تفشل في مواجهة الرفض على غرار كثيرين من السعوديين الموثرين الى عواصم اجنبية لمداواة جراحهن في بيئة اكثر تحررا. وفي احدى فقرات الرواية تعود احدى الفتيات الاربع من لوس انجليس لتجد ان الحب في بلدها يعامل كدعابة في غير محلها تستمتع بها لفترة وجيزة قبل ان تمنعها السلطات العليا من التداول.
وتسمح فتاة لنفسها بالاقتراب من شيعي على الرغم من أسطورة في الحضر تقول أن الشيعة يبصقون على الطعام قبل تقديمه للسنة. ويعنف المطوعون الاثنين خلال لقاء في مقهى. وتعلق بطلة الراوية على ذلك بقولها انه كان يمكن للفتاة ان تحب عليا لو لم يكن شيعيا. وفي مشهد مبكر تشرب نساء الخمر في حفل زفاف . وفي فصل اخر يتعرض شاب مخنث للضرب من والده الخجل من شذوذه الجنسي.
وعندما تغلق احدى الشخصيات الرئيسية عينيها وتهيئ نفسها لما يفترض ان يكون اول ليلة في سعادتها الزوجية تصدم عندما تجد زوجها "يفعل اشياء لم تكن تتخيلها قط" وينتهي زواجها.
ونص الرواية مطعم باشارات الى الثقافة الشعبية بما في ذلك اغنية لمطرب سعودي تستمد الرواية اسمها منها بالاضافة الى ايات من القران الكريم فيما تقول عنه الصانع انه انعكاس للتأثير المتباين على الشباب.
وقالت الصانع وهي في العشرينات تقريبا من العمر لرويترز ان الصدام بين التقاليد والتمدن هو القضية. واضافت ان السبب في الحياة المزدوجة هو الخوف من رفض المجتمع. واعطت الصانع كمثال على التناقضات الصارخة في السعودية الانترنت وهي احدث سلسلة من الاختراعات الحديثة التي تزعج رجال الدين المتشددين الذين يخشون تفتت النموذج الاشتراكي السعودي للاسلام. وتتحدث بطلة الراوية في القصة عن صديقاتها من خلال مراسلات الانترنت مما اثار ردود فعل غاضبة في مناقشة وطنية عبر الانترنت تماما مثلما حدث عندما خرجت الرواية الى النور. وقالت الصانع إن السعودية شهدت خلال 30 عاما فقط تغيرا تكنولوجيا وفي البنية الاساسية لم تحققه مجتمعات اخرى الا بعد قرن او قرنين .
واضافت انها تستخدم احدث التكنولوجيا ولكنها مازالت تعيش بعادات وتقاليد القرن السابق. ويجادل بعض المسلمين بأن السعودية كمهد الاسلام لابد وان تبقى بعيدة عن التيارات الليبرالية في مناطق اخرى كنوع من المدينة الفاضلة الاسلامية. ولكن كثيرين يشعرون بمناخ سياسي جديد منذ تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو مؤيد للاصلاح الحذر السلطة في السعودية العام الماضي.
وجعل الملك عبد الله تطوير المرأة في المجتمع احد اولويات التنمية الاقتصادية للبلاد ولكنه قال ان اي تغييرات ستكون متمشية مع مباديء الاسلام. وتقول الصانع ان زيادة عدد النساء العاملات سيكون عاملا اساسيا في التغيير الاجتماعي. وتضيف ان السعوديين يفضلون زواج المدرسات لانهن يحصلن على دخول تصب في دخل العائلة. وتقول إن هذا الاستقلال المادي يعطي المرأة السعودية القوة للتعبير بشجاعة عن رأيها في اي حوار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف