عالم الأدب

بلاطة يتهم الجزيرة بالترويج لمنتحلة إسرائيلية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بالعربي إلى "الجزيرة"، في حال أنهم لا يقرؤون الانجليزية!


نجوان درويش/ القدس: "إن الاستيلاء على ملكية فكرية في الحقل الأكاديمي، مساو للاستيلاء على بلد وأرض في عالم السلطة والهيمنة السياسية"... كمال بُلاطه. وجه الفنان التشكيلي والباحث الفلسطيني المعروف كمال بلّاطه رسالة إلى موقع "الجزيرة الالكتروني باللغة الانجليزية" تتعلق بنشرها مقابلة مع كاتبة إسرائيلية تعمل في جامعة هارفارد الأمريكية قامت بانتحال القسم الأساسي من كتاب لها عن الفن الفلسطيني من أطروحة بلورها كمال بلاطه في دراساته التي سبق أن نشرت في "الموسوعة الفلسطينية" الصادرة بالعربية وفي "موسوعة الفلسطينيين" الصادرة بالانجليزية وفي دراسات متفرقة نشرت في مجلات أميركية وفرنسية على مدار العقود الثلاثة الأخيرة. وقد قام ناشر الكتاب البريطاني بإرجاء إصدار الكتاب مدّة ستة أشهر إلى حين قيام الكاتبة الإسرائيلية بتنظيف الكتاب من الانتحالات التي أورد بلاطه إثباتات وبراهين على وقوعها، في عملية سطو فظيعة قامت فيها الكاتبة الإسرائيلية على الحقوق الفكرية لبلاطه الباحث الفلسطيني الرائد الذي تعد كتاباته الأهم فيما يتعلق بدراسة الفن التشكيلي الفلسطيني والتأريخ له.أرسل الفنان بلاطه رسالته الأولى بتاريخ 16 ديسمبر الماضي إلى "الجزيرة" موجهة للصحفي الذي قام بإجراء الحوار، وحين لم يتم الرد عليها أتبعها بلاطه برسالة أخرى بتاريخ 26 ديسمبر إلى مدير البرامج الدولية في موقع "الجزيرة" الالكتروني شارحاً في الرسالة عدم موضوعية الجزيرة بترويجها لكتاب منتحل دون إتاحة فرصة الرد للطرف الآخر، وملخص ما يطلبه بلاطه هو حقه بالرد على الكاتبة الإسرائيلية، ولكن رسالة بلاطه الأولى والثانية قوبلتا بالصمت، أم أنه الاستخفاف الواضح بأبسط أخلاقيات الصحافة، في تقاليد "عالمثالثية" تتصور أن الإنسان العربي أو المثقف العربي غير جدير بالرد عليه وخصوصاً حين يتعلق الأمر بإسرائيلية من هارفارد تعلم -بحكم تفوقها العرقي- ما لا يعلمه الباحثون العرب وتمسك بالمعرفة من قرونها!

رسائل الفنان بُلاطه إلى موقع "الجزيرة" الالكتروني تم نشرها بالانجليزية على مواقع الكترونية في الولايات المتحدة، من قبل مجموعات تضامنت مع الفنان بُلّاطه الأستاذ السابق في جامعة جورج تاون في واشنطن.إن كانت الجزيرة لا تقرأ الانجليزية فها نحن نترجم رسالة الفنان بُلاطه إلى "مدير البرامج الدولية" في موقع "الجزيرة" الإخباري إلى اللغة العربية؛ لعلهم هذه المرة يقرؤون!

ترجمة لرسالة الفنان كمال بُلاطه:

عزيزي السيد جيبز،
قبل أكثر من عشرة أيام، كانت الرسالة المرفقة قد بعثت بالبريد الالكتروني الى مراسلكم في الولايات المتحدة وكندا السيد إسماعيل المقدم. وهي تتعلق بنشر مقابلة على موقعكم الالكتروني أجراها السيد المقدم مع "مؤرخة الفن" الإسرائيلية غانيت أنكوري التي كتبت كتاباً عن الفن الفلسطيني . وحتى الآن لم يصلني جواب من مراسلكم.
لقد تم وصف المؤلفة الإسرائيلية على موقعكم الالكتروني أنها المدافعة التي تقدم " بديلاً للرواية الصهيونية" وأنها " ربما أخيراً أخرجت الفن الفلسطيني من الظل"، وهذه مزاعم بعيدة عن الحقيقة. فالفصول الثلاثة الأولى من كتاب أنكوري الذي تم وصفه على موقعكم هي فصول منتحلة بالكامل من كتاباتي في هذا الموضوع. لقد قام الناشر اللندني - والذي سبق أن أعلن أن الكتاب سيظهر في أكتوبر الماضي - بتأجيل طباعته حتى شهر اذار2006 ، حين اطلع على البراهين التي قدمتها. وفي إجابته وعدني أن كل الأجزاء المنتحلة من كتاباتي سيجري تداركها. وقد أبديت استعدادي بتزويد مراسلكم بالدلائل الدامغة بأن ناشر أنكوري قد اعترف بذلك وأقرّه.
وبما أنني أناصر كل بند من بنود الميثاق الأخلاقي الذي تتبعه "الجزيرة"، فقد كنت أتوقع من السيد المقدم أن يقوم بالتحضير الضروري قبل إجراء حوار مع هذه السيدة الإسرائيلية؛ فإذا كان عديم المعرفة بموضوع الفن الفلسطيني، فقد كان بإمكانه أن يسأل أحداً من هذا الحقل قبل إجراء المقابلة. فبلا مؤاخذة، كتاباتي في هذا المضمار نشرت على نطاق واسع منذ العام 1970، وقد ظهرت باللغة العربية والانجليزية والفرنسية علاوة على ترجمات ظهرت باللغة العبرية.
وأرجو أن تكون على ثقة بأني لا أكتب بهدف أن تزيلوا الموضوع المنشور من على موقعكم الالكتروني كما أني لم أحاول منع نشر الكتاب. على العكس فإني بالكامل مع مناقشة كل ضروب الآراء، ما دمتم تقدمون الجانب الآخر للقصة. ونظراً لأني أتوقع أنكم تسيرون حسب منظومة المبادئ الخاصة بكم والتي تتضمن تعهداً بـ "السعي لوصول الحقيقة" فإني على ثقة بأنكم ستقومون بمنحي فرصة الرد على ادعاءات أنكوري ،عبر حديث صحفي على موقعكم. وهذا من الممكن أن يتم معي عبر التلفون أو البريد الالكتروني، وفي الوقت ذاته فإني سأكون مسروراً بتزويدكم بأية مستندات لازمة قد تحتاجونها للتحضير للقاء.
في الختام اسمح لي أن أقتبس من رسالتي لمراسلكم السيد المقدم: " إن الاستيلاء على ملكية فكرية في الحقل الأكاديمي، مساو للاستيلاء على بلد وأرض في عالم السلطة والهيمنة السياسية. إن الوقاحة التي استولت بها غانيت أنكوري على المعلومات ونسبتها لنفسها، تسلك نفس المخطط الذي يستطيع المرء أن يتتبعه في تاريخ الثقافة الإسرائيلية".
أشكر الاهتمام و بإنتظار ردكم
بإخلاص،
كمال بُلّاطه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف