عالم الأدب

وقفة احترام أمام مادونا والصرخة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مازن الراوي من برلين:عندما عُرضَ العملان الفنيان" الصرخة" و"مادونا" للفنان النرويجي إدوارد مونش لأيام معدودة في أوسلو، بعد العثور عليهما من قبل الشرطة، جاءت التصريحات الأولى حول مدى التلف الذي أصابهما ايجابية تبعث الاطمئنان. لكن التقديرات الفنية إثر دراسة الأضرار من قبل شعبة الصيانة في متحف مونش جاءت مخالفة حددت الأضرار والتلف بأنها كبيرة. لقد لحقت باللوحتين خدوش عيانية عديدة وأخرى لا يمكن مشاهدتها إلاّ تحت الميكروسكوب، فضلاً عن تلف أصاب "الصرخة" في زاويتها السفلى. الآن يبدأ العمل الجاد بالنسبة للعملين في المتحف الفني لمعالجة التلف. (انظر مقالنا)
في حديث مع بيليانا كاساديغو، مرممة متحف مونش أجراه غوتر هيرمان في اوسلو لصحيفة فراكفوتر الجماينة إضاءات مهمة عن مدى الخراب الذي أصاب اللوحتين والطبيعة التقنية والفنية لما سمي بمرحلة الكلاسيكية الحديثة وصعوبة صيانة وترميم أعمال تلك المرحلة. وفيما يلي نص الحوار:

س ـ أي تلف أصاب العملين؟.
ج ـ ثمة أماكن عديدة للتلف. يمكن أن نرى البعض منه بالعين المجردة، والبعض الآخر لا تتيح لنا رؤيته إلاّ العدسات المقربة. على المرء أن يتفحص بدقة شديدة ليرى التلف كله. كلا العملين ألحق بهما، من قبل اللصوص، أضرار تختلف الواحدة عن الأخرى، ذلك انهما عملان يختلفان عن بعضهما من حيث استخدام المواد: "الصرخة" مرسومة على الورق المقوى، و"مادونا" مرسومة على القماش

س ـ كم هو التلف والضرر الملحق بهما؟
ج ـ نحن نعرف بأن آثار خدوش عديدة تحملها لوحة" الصرخة" على سبيل المثال، فضلا عن تلف في أسفل الزاوية من جراء ضربة تلقتها. ولكن ليس هذا كل شيء . ثمة عدد من آثار التلف يلزم دراستها وتحليلها بدقة قبل الإجابة على مدى الأضرار التي أصابت اللوحتين.

س ـ هل بمقدورنا أن نحدد الوقت الذي سيستغرق عرض العملين مجدداً؟.
ج ـ من المبكر تحديد جدول زمني. ولكنني الآن يمكن أن أتقول بأن عملية الترميم لها الأولوية في قسم الصيانة. الواقع أن عملية ترميم وصيانة أثر مثل "الصرخة" و "مادونا" هي عملية معقدة. يجب علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار الإجابة على عدد من الأسئلة بضمنها الجانب الأخلاقي. كيف سيؤثر عملنا غلى القطعتين الفنيتين مستقبلاً؟. على المرء أن لا يرمم في عمل مثل هذا سوى ما هو ضروري، دون آن يؤثر على العمل نفسه أو يغير معلماً فيه.

س ـ أنتِ مختصة بلوحات مونش، ما الذي يميز لوحاته عن غيرها من الناحية التقنية؟.
ج ـ يمكننا أن نقول، آن المرحلة بكاملها، تلك التي نسميها المرحلة الكلاسيكية الحديثة، يصب في الواقع صيانتها وترميمها، بل أن أعمال تلك المرحلة تكاد تكون صيانتها من أصعب المهمات. من الناحية التقنية تمتاز أعمال تلك المرحلة بتنوع كبير. لقد جرب الفنانون آنذاك في أعمالهم، وطبعت المرحلة بأعمال تجريبية مما يجعل اليوم ترميم وصيانة تلك الأعمال من أصعب الأمور.

س ـ أن ترميم أعمال شهيرة مثل " الصرخة" و "مادونا" ينبغي أن يحمل خصوصية ما ، أليس كذلك؟.
ج ـ نحن نعمل هنا في كل يوم تقريباً مع لوحات مونش، وكثير منها هي معروفة عالمياً، ولكن هذين العملين يطرحان أمامنا بالتأكيد تحديا كبيراً. وكذلك لأن الاهتمام من قبل وسائل الإعلام ومحبي مونش ينتظرون النتائج.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف