ديوان بنات الروح مشاعر بالعامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: هناك الكثير من شعراء وشاعرات العامية الجدد، إحداهن الصحفية الشاعرة "جيهان الشعراوي"..صدر لها مؤخراً ديوان تحت عنوان "بنات الروح" شعر باللغة العامية عن دار شرقيات، وهو أول ديوان لها يتم نشره، وكما قالت كانت خطوة إتخاذ القرار بنشره صعبة للغاية واستمر التفكير فيها مدة تزيد عن ثلاث س
لا أشعار ولا قافية ولا تفاعيل:
يضم الديوان 49 قصيدة أو خاطرة.. فكما ذكرت جيهان في إحدى قصائد الديوان التي جاءت مستعارة من عنوان الديوان "بنات الروح" تقول.. دي لا أشعار ولا قافية ولا تفاعيل...دي مشاعر بنات الروح..لقلب بيعشق المواويل.. حبة مسائل تشغلني..تصحيني في عز الليل..تسهرني تحيرني وتئلمني وتكسرني..لكن برضه تصبرني وتحررني..تقيد في ضلام ليلي..الكلام قناديل، ووضحت بأن ترتيب القصيدة في الكتاب كان عن عمد أي بعد الاهداء والتحدي والتحذير والبداية التي كانت تهدف من خلالها استدراج القارئ وتاهيله نفسياً قبل البدء في قراءة الديوان، وكان هدفها أن تؤكد للقارئ أن ما سيقرأه فيما بعد ليس شعراً بقدر ما هو تعبير عن المشاعر التي شعرت بها بين الحين والاخر، قائلة "كنت أعني ب "بنات الروح" هذه المشاعر، فـبما أن الأفكار هي بنات العقول، إذن فالمشاعر هي بنات الروح، والتعبير عن هذه المشاعر قد يكون في شكل أقرب للشعر"، جيهان الشعراوي تكتب قصائدها بشكل تلقائي معتمدة على الايقاع السمعي على حد قولها فهي لم تدرس العروض والاوزان الشعرية، الا إنها اعتمدت على نصيحة الشاعر حجاب بأن العروض علم يمكن اكتسابه مع الوقت والمهم في الامر هو الموهبة التي يرى أن نواتها موجودة لديها.
العامية وليس الفصحى:
بما أنه الديوان الاول لجيهان الشعراوي قامت إيلاف بالاتصال بها للاستفسار عن عدة امور بما يخص ديوانها الاول، ومنها استخدام اللغة العامية وليس الفصحى حيث من الملاحظ مؤخراً أن هناك الكثير من شعراء وشاعرات العامية الجدد، فوضحت جيهان بأن استخدام العامية أمر غير مقصود ولكنها وجدت نفسها تستطيع التعبير عن مشاعرها وأفكارها بصورة أفضل من خلال العامية التى تشعر فيها بنبض الحياة التى نعيشها، بالرغم من أنها تصيغ موضوعاتها الصحفية باللغة العربية، ولكن عند أبواب الشعر على حد
رثاء ورصد للواقع:
معظم قصائد الديوان رثاء للواقع، ومنها قصيدة "الورد إعرفوه"، "أمر الزمان"، "كمام ناقصة"، ففي أمر الزمان تقول.. على عباد تشقى...وعلى عباد تانيين تاخد وما بترضى... أمر الزمان على ناس تعيش وحدة...وخلا ناس تانيين بالصحبة ناس جاحدة...، تقول جيهان بانه رصد للواقع الذي هو في حقيقة أمره مراً بعض الشئ أكثر منه رثاء، ففيه إشارة إلى هؤلاء الذين تمنحهم الدنيا الكثير ولكنهم يريدون منها المزيد وهم يظنون أنها لم تمنحهم شيئاً، إضافة الى ذلك ترى بأنه تحريض على تغيير هذا الواقع وتحريض الاخرين على رؤية ما في حياتهم من إيجابيات لأن الحياة تعطي كما تأخذ ولكن لأن البشر لا يتطلعون إلا للأشياء البعيدة عن متناول يده، اما في قصيدة "كمام ناقصة" تقول... والفرصة لو كانت لك جاية...إياك تكون منك ضايعة.. واما يديك النصيب... ماتتمناش نصيب غيرك... دا الطماع مهما رزق.. بيبات قميص بكمام ناقصة...، اشارت هنا الى اقتناص الفرص التي تاتي الينا مع تحذير من الطمع فيما هو في يد الاخرين، أما فى قصيدة "الورد إعرفوه" ففيها دعوة للنظر إلى هذا الكائن الرقيق من زاوية أخرى لندرك أولاً أنه أصبح مصاحباً ومشاركاً لنا فى الأفراح والأتراح، وتقول جيهان انها في هذه القصيدة تحديداً كانت تقصد مع الورد كائن آخر يشبه كثيرا الورد فى شكله ومضمونه ومعناه، وهو "البنت" أو البنات عموماً، كما وضحت أن البعض ممن قرأوا الديوان قد ادركوا هذه التورية التي تقصدها، كما كان واضحاً أن أسلوب الشعراوي يمتاز بالمباشرة والوضوح في الصيغة دون اللجوء الى الرمز غير المباشر ولا الصور الوصفية المطولة، فتقول من منطلق شعورها بجيلها تدرك أنهم يحتاجون إلى عقل حكيم وغير ذى سلطة عليهم ليرشدهم بشكل غير مباشر ويلخص لهم تجاربه فى جمل محددة وواضحة لأنهم جيل للأسف لا يملكون من الوقت لممارسة إنسانيته وهواياته إلا القليل على حد تعبيرها، كما تضيع منهم ساعات العمر في ملاحقة التطور والأحداث المتسارعة والمتطلبات المتزايدة باستمرار.
تشاؤم وأمل:
وفي بعض قصائدها كان يطغى التشاؤم على كلماتها على سبيل المثال في قصيدة "مع المعنى" تقول عايشين مع المعنى...في زمان مالوش معنى.. وقلوب بتوجعنا.. من شوقها للحنان...عايشين مع الدنيا...ومش هى دنيتنا... واللى مسكتنا..مفيش سكك تانية...غير سكة الأحزان..، تقول جيهان انها عندما كتبت هذه القصيدة كانت في حالة أسر لرغبة جامحة في البحث عما وراء الكلمات من معاني في زمن أصبحنا نسمع فيه العبارات الرنانة والمصطلحات الضخمة خاوية المضمون وفاقدة لأي مصداقية رغم بلاغة الأسلوب والشكل المنمق، فأخذها الحنين لأشعار وأغنيات قديمة كانت تراعي فيها أبجديات الشعر من وحدة البنية والمضمون وتعبير القصيدة بكامل أبياتها عن فكرة واحدة وافية، وهناك قصيدة أخرى تؤكد فيها ايمانها بأن ما يقال لابد أن يحمل معنى وهي قصيدة "عشق وميل"، تقول..الكلمة بعد الكلمة...لازم تقول معنى... والدمعة لما تسيل... وراها ميت معنى... والحزن لو بالكيل...الأرض ما تساعنا... والحب عشق وميل... في الغربة يوجعنا... يصاحبنا فين ما نروح...لو توهنا رجعنا...نشتاق لحضن حبيب...مسيره يجمعنا، وفي قصائد اخرى كان هناك نوع من الامل والتحدي على سبيل المثال في قصيدة "خاف" ماتناديش على الأحلام تجيلك..قوم روح لها...ولا تستنى الحياة تديلك..خد منها...واختار موقفك منها... يا تعيش حر فيها.. يا تكون عبد لها.. وإن ضحكتلك مرة خاف..خاف قوى من غدرها.