غزوة نوبل، العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لوائح جائزة "نوبل"، الأدبية، وبالرغم من سرّيتها المطبقة، كانت على الدوام تجدُ طريقها، إعتباطاً، إلى صحافتنا المترامية بين المحيط والخليج. ولا يلبث أهلُ تلك الصحافة، الفصحاء، أن يشغلوا الدنيا ويملأوا ناسها بما تواتر لديهم من معلومات، موثوقة ولا شك، عن "قائمة" المرشحين العرب، العتيدين، لتلك الجائزة العالمية. وقبل أن نلجَ هذا الباب الصعب، الموارب على أسماء أدبية، لا تجدُ مكاناً لأحرفها، المقدسة، سوى تحت الشمس؛ قبل كل شيء، تعالَ قارئي الكريم إلى إلماحةٍ، عابرة، عن حقيقة الضجة، المشتعلة في هذا الوقت بالذات من كل عام، بخصوص جائزة "نوبل" وإشكالياتها. لمن لا يعرف، فالجائزة المعنية قيمتها تمام المليون يورو، لعامنا الجاري؛ قيمة، تنقص بركتها أو تزيد قليلاً، تبعاً لحسابات سويديةٍ يجهلها أمرؤ مثلي، بكل تأكيد. حسبان النقود، إذاً، صار معلوماً لدينا. أما الجهة المكلفة بمنح الجائزة، الأدبية، فهيَ مناطة بـ"الأكاديمية السويدية": تلك
قلنا أنّ ورثة المرحوم " الفريد نوبل " ـ صاحب الإختراع المهول للمتفجرات، والمكفر عن ذنبه بنقود إستثماراته الجارية منذ قرن كامل ـ قد حددوا مبلغ الجائزة، لهذا العام. ألا تقولَ أنّ دولة عربية شقيقة، خليجية، قد ضربتْ بتلك الحسابات المالية، الغربية، عرض حائط مصرفها، العالي؛ بإعلانها لجائزة أدبية، سنوية، قيمتها ثلاثة ملايين دولار ولشخص كاتبٍ واحد، لا أكثر. لا ريبَ أنّ إبدال اليورو بالدولار، لا شأن له بالقاعدة الأمريكية، العملاقة، الموجودة في جزيرة قزمة، كقطر. وعلى كل حال، فمن معلومات الصحافة العربية هنا وهناك، أحيط علمنا ببعض التفاصيل، الصغيرة، عن تلك الجائزة، الكبيرة : إنّ ما يُعرف بـ " المجلس الوطني للثقافة "، في دولة قطر، هوَ الهيئة المانحة لتلك الجائزة، المجهولة الحسَب والنسَب. إلا أنّ ديباجة الجائزة، التي عرضها على الصحافيين معالي رئيس المجلس، الموسوم، لا يمكن أن توحي، والحق يقال، سوى بالأمر الخطير المستطير : " رعاية الآداب، ومنها الأدب الروائي الذي يحظى بإهتمام كبير في الثقافة العالمية المعاصرة ". أرجو ألا يكون تنويهي خبيثا، فيما لو أشرتُ هنا إلى أنّ الهيئة المسؤولة عن هذه الجائزة الأدبية، العالمية، قررتْ ألا تحرم منها دولة إسرائيل؛ هذه الدولة اللدودة التي ـ على ذمة إعلامنا العربيّ ـ لا تحرم، بدورها، وزيرَ خارجية تلك الجزيرة، الخليجية، من منتجعاتها ومستجماتها..
في هذا المقام، علينا الإشارة، أيضاً، إلى إشكالية بيّنة فيما يخصّ صفة الأدب، صاحب " الحظوة "، كما جاء في حيثيات الهيئة القطرية المانحة للجائزة المستجدة على عالمنا الإبداعي؛ والمعلنة إفرادها للرواية، حسب. وبغض الطرف عن الظلم، الفادح، الذي سيلحق بفن الشعر ـ وهوَ ديوانُ العرب ـ فماذا عنا نحن الشعراء : إذ من منا تخلق بصفة التواضع، حدّ أنه لم يحلمَ يقظاً ( كيلا أستعمل مفردة اخرى ) بتلك المنزلة، النوبلية، العالية في ترتيبها الأدبيّ، المفترض؛ ومن منا، نحن معشر الشعراء، الفحول، لم يتخايلَ لحلمه اليقظ، نفسه، الإكتساءُ ببدلة التشريفات الناصعة، الخاصة بالمناسبة، ليهلّ على مشهد الإعلام العالميّ مصافحاً سليل الفايكنغ، الملكيّ، وحرمه وآله أجمعين ؟؟ وإذ لم تجُزْ لنا خصلة التواضع، فلا ننسى إسم شاعرنا المعروف، العالميّ، الذي ما فتأ يتردد في أروقة الإشاعات النوبلية، العربية، منذ عقديْن ونيّف؛ إسمه الإغريقي / الفينيقي، الرشيق، الذي لا حياة لصحافتنا بدونه، الأدبية وغير الأدبية. هذا الشاعر العربيّ، الواحد الأوحد، الذي لا يعرف السويديون، تقريباً، غيره؛ حتى أنهم يتهجون أحرف إسمه بكل سلاسة ويسر. فهوَ الحاضرُ دوماً، كضيفٍ أو محاضر، في بلدهم الحضاريّ، والحائمُ الأسطوريّ ـ كإسمه ـ في فضاء مجلس البلدية، الكائن في ستوكهولم؛ أين مقر جائزتهم الموعودة : فهل نقول له، والحالة تلك، إما أن تترك الشعر لبني الأصفر من أهل " نوبل " وتتفضل على بني الأعراب من أهل " توكل ! "، بكتابة رواية، مهمة،.. أو تفضل مع السلامة ؟؟
ربّ سائل، يضع إشارة إستفهام حول تلك المفردة؛ " توكل "، الموسومة آنفاً : والحقيقة، أنّ ذلك بمثابة إقتراح / إجتهاد، من كاتب هذه الأسطر المتواضعة، ما دام أصحاب الجائزة الأدبية، القطرية، لم يهتدوا بعد لإسم مناسب يطلقونه عليها. وعندي، أنّ هذه المفردة " توكل " لها شبهٌ، لا لبس فيه، مع مفردة " نوبل "، أحرفَ وتهجئة ً. فضلاً، وهذا بيت القصيد، عن مطابقتها للعقلية، التواكلية، الملتصقة بجلد بعض أعرابنا، كجَرَبٍ قديم. وبما أنّ الجائزة القطرية، العالمية، أضحتْ من الآن فصاعداً منجزاً ثقافياً، ذا شأو لا يُضاهى ـ كجارتها الفضائية، قناة " الجزيرة "، سواءً بسواء ـ فلا محيدَ عن الإهتمام بمسألة المستشارين، المحتملين، لتلك الجائزة. وعلى مبدأ الإقتراح، الموصوف آنفاً، أجدُ سبابتي متجهة، تلقائياً، إلى إثنين من مشاهير قناتنا الفضائية المغوارة، ذاتها : الأول، هوَ المقدم، الفلاني، للبرنامج المعاكس لكل الإتجاهات؛ بوصفه المنافح الأكثر حماساً عن فكر القومية العربية، علاوة على خبرته الطويلة في فضاء " نظرية المؤامرة "؛ مما يجعل قدرته غير محدودة في مجال تقييم الكتاب العرب، المرشحين للجائزة، من ناحية معتقداتهم ومواقفهم.. وإرتباطاتهم أيضاً. وكذلك درجة قرب كلّ من أولئك الكتاب أو بعده عن نظام بلاده وبالتالي موالاته أو تنكره لوطنه وأمته وقضاياها القومية. أما الآخر، المقترح، فهوَ المقدّم، العلاني، لبرنامج شرعيّ لا حياة فيه؛ وبصفته الداعية الأشهر في عالم الإسلام، المعاصر، والمكتنه شديد الحساسية لكل ما يتهدد ذلك العالم من أخطار صليبية وصهيونية ورافضية (!). فلا يُستغنى عن إستشارة شيخنا هذا فيمن يستحق الجائزة العربية، من الكتاب الأجانب، وطبيعة كل منهم لجهة إعترافه بديننا الحنيف وأنه أول وآخر الأديان السماوية وكل ما عداه بطلانٌ مبين.
ثمة إقتراح إضافيّ، يتمم ما ذهبتُ إليه بخصوص ما يمكن نعته بـ " الهيئة الإستشارية "، المفترضة، للجائزة القطرية، الأدبية. فمما لا ريب فيه، أنّ للمرأة دورٌ أساسٌ في المجال الثقافي، مما يستوجب حضورها في صرح أدبيّ، هام، كجائزتنا المليونية تلك. ولنقلها صريحة ً، فهل هناك إمرأة عربية، كالممثلة النعنوعة، إياها؛ إجتمعتْ فيها مواصفات الفن والشعر والسياسة، إلى خصال التضحية بالغالي والنفيس من أجل أطفال العراق، الذين كانوا قد عانوا ما عانوه من الحصار الدولي، الهمجي، حدّ أنها كانت ترافق بعضهم جواً إلى المستشفيات المصرية، أو براً إلى المقابر الجماعية ؟؟ فنانتنا القديرة هذه، ضاعفت أيضاً من مهمتها القومية، المشرفة، خلال حرب لبنان، الأخيرة، وعبر برنامج خاص لها في الفضائية السورية؛ فأبكتْ دنيا العرب جميعاً، بنبرتها المتهدجة المصحوبة بمط الشفتين وإذبال العينين وبالنرفزة والعنعنة : ولكنني هنا، عطفاً على تلك الترشيحات المقترحة، لا أضمنُ في الواقع ألا يكون صدام حسين ـ صاحب الرواية، الفريدة، " زبيبة والملك " ـ هوَ المرشحُ الوحيدُ، هذا العام، لنيل " نوبل "، العربية؛ أغلى جائزة أدبية في العالم.. !!