عالم الأدب

الرومي، درويش، الربيعي، وموسوعة كمبردج

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


عبدالله إبراهيم وموسوعة كمبردج للأدب العربي

لندن: بعد فترة وجيزة من صدور"موسوعة السرد العربي" للناقد العراقي عبدالله ابراهيم، أصدرت جامعة كمبردج الجزء الأخير من موسوعتها "تاريخ كمبردج للأدب العربي" إذا كانت موسوعة السرد العربي قدمت تحليلا ثقافيا مفصلا للسرد العربي منذ العصر الجاهلي إلى نهاية القرن العشرين، واستغرق العمل عليها نحو عشرين سنة متواصلة، فإن موسوعة كمبردج عرضت بشكل عميق ومفصل للآداب العربية قديمة وحديثة، وهي تعد أهم كتاب تاريخي- نقدي خصص للأدب العربي، وقد اشترك فيها نخبة من الباحثين العرب والمستشرقين المتخصصين.
وخصص كل جزء من الأجزاء الستة للموسوعة لحقبة من حقب تاريخ الأدب العربي. والجزء السادس من الموسوعة خصص للأدب العربي ما بعد القرون الاسلامية الوسطى، حيث تبلورت انواع أدبية جديدة في الشعر والسرد. حرر الموسوعة كل من روجر آلن استاذ العربية والأدب المقارن في جامعة بنسلفانيا وب. دي. إس. ريتشاردز من جامعة اكسفورد. وشارك في الجزء السادس كل من المفكرين والكُتاب والنقاد: سلمى الخضراء الجيوسي، وعبد الله ابراهيم ومحمد لطفي اليوسفي، واميل هومرين، وموسى الموسوي، وجاكو هامين انتيلا، وروبرت ايروين، وميشيل وينتر، ومرجريت لاركن، ودوايت رينولدز، وريميك كروك، وبيتر هيث، وكمال عبد الملك، وروزيلا، ودوريجو اكاتو، وفيليب سادجروف، وويليام سميث، وديفين ستيوارت، وميشيل وينتر.
ومن الأنواع الادبية الجديدة التي تلقي عليها الموسوعة الضوء ماعرف في الأدب العربي بـ"البند" وهو نوع أدبي عُرف في العراق، وقد خصه عبدالله ابراهيم ببحث مفصل نقض فيه الفكرة الشائعة عن كون البند أصلا لقصيدة التفعيلة في الشعر العربي الحديث كما ذهبت إلى ذلك الشاعرة نازك الملائكة التي كانت مشغولة في كتابها"قضايا الشعر المعاصر" بالبحث عن أصل لقصيدة التفعيلة حينما كانت تلك القصيدة تبحث عن شرعية الاعتراف بها في حوالي منتصف القرن العشرين،أما عبدالله ابراهيم فقد انطلق من منظور التحليل الثقافي فبرهن اعتمادا على تحليل خصائص النوع الأدبي إلى أن البند نوع سردي ثانوي، وأن خصائصه الأساسية سردية وليست شعرية.

300 راقص و راقصة يحيون ذكرى جلال الدين الرومي
ايلاف: بمناسية مرور 800 عام على ولادة الشاعر الايراني الشهير جلال الدين الرومي وبدعوة من المستشارية الثقافية الايرانية، أحيت فرقة ظلال الشمس "سايه مهر" حفلا فنيا ضخما في قاعة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس. وقد شارك أكثر من 300 راقص وعازف موسيقي في هذا النشاط الفني الذي نال استحسان الجمهور الفرنسي، حمل عنوان "قيامة الحب".ومن اللافت في هذا العرض الفني الهائل الحضور النسائي الكبير شاركت فيه أكثر من 200 راقصة ايرانية ومسرحية "قيامة الحب" هي من تاليف الكاتب المسرحي الايراني محمد رحمانيان،وتتوزع المسرحية على 12 فصلا مستلهما من حياة الشاعر الصوفي الكبيرمولانا جلال الدين البلخي الرومي. والمسرحية من اخراج نادر رجب بور أحد تلامذة روبرت دوفارن استاذ الرقص والموسيقى والباليه في وزارة الثقافة والفن، في العهد البهلوي. وقد احتفت الاوساط الأدبية والثقافية في كل من ايران وطاجيكستان مؤخرا بالذكرى المئوية الثامنة لولادة الرومي،وتم تنظيم العديد من الندوات والمؤتمرات التي تناولت حياته واشعاره بالنقد والتحليل .
هنا نماذج من قصائد مولانا جلال الدين الرومي

ما أحلى سيرك على سطيحة دارنا يا يوسف حبنا العظيم
يا محطم فخـّنا ويا هادم كأسنا
يا حدّنا ياسورنا ويا قدرتنا الغالبة
كن فائرا في وجدنا
كي يصيرنبيذا عنبنا
يا حبيبنا ومقصودنا
يا قبلتنا ومعبودنا
لقد أضرمت النار في عودنا
فانظر الى دخان حريقنا
يا حبيبنا ويا عيّارنا
يا كمين قلبنا السكير
لاتهملنا وأعمالنا
يابستاننا وعوننا
في الوحل نحن وتبقى ساقي القلب
احيانا أمنحك الروح عوضا عن القلب
أنيرك بنار سويداء القلب يانداء القلب يانداء الأحبة

يا حبيبنا ويا عالم اسرارنا يا يوسف لقائنا ويا رونق أسواقنا
في مطلع عامنا جاء الحبيب
نحن المفلسون وانت لنا الف كنز ومائة دينار
نحن الكهلة وانت الف حج والف معركة
نحن نائمون وانت الف عين نبهة يقظة

انا المليك انا الغار، العشق التالف للكبد أنا
أنت.الغار أنت، المرشد والحافظ
أنت نوح أنت روح أنت الغالب
انت الصدر الرحب، الواقف على أبواب الأسرار أنا
أنت النور السور والسلطان المنصور
و طائر مقام الطور وأنا أرهقني منقاري
أنت البحر واللطف والقهر
أنت الشهد والعلقم فلا تعذبني يا ملاكي

****

محمود درويش: نص يتقنع به الشعر
من جورج جحا بيروت (رويترز) - اصبح مصطلح "نص" الشائع الان يفهم على انه كتابة ذات حدود مطاطة او دون حدود وفيه تلتقي أنواع واساليب ادبية مختلفة تترافد وتتكامل لخلق حالات تعوّد القارىء على ان ياتيه بعضها من خلال نمط او اسلوب كتابة منفرد. ولا شك في ان "النص" يعطي الاديب مجالا من الحرية اوسع مما كان يتوفر له في المجالات الاخرى وهو بمعنى من المعاني مجال راحة للتخلص من قيود تتخذ بصورة متزايدة سمات القواعد التقليدية لكنه ليس في اي صورة من الصور مهربا من العمل الجدي -موهبة وصنعة- او مرتعا للاستسهال. لكننا في كتاب الشاعر محمود درويش الجديد "في حضرة الغياب.. نص" ومع هذه المراوحة العميقة بين حالات وانماط متنوعة نجد ان مصطلح النص هذا يتحول الى ما يبدو حالات مختلفة من التجارب الشعورية بل من "الشعر" وقد اتخذت من "النص" في تشعباته اقنعة فنية لها. فما قدمه لنا الشاعر الفلسطيني الكبير يفيض شعرا في مجالاته كافة بما يجعل القارىء يحس بانه لا يتصرف -في حكمه- بعدالة مقنعة اذا اعطاه صفة اخرى. وليس في هذا الامر غرابة.. فمن شبه المسلم به ان الشعر لا ينحصر في مجال الكتابة المسماة شعرية بل اننا نواجهه ونتمتع به في فنون جميلة اخرى وفي انواع ادبية منها مثلا الرواية والمقالة بعض الكتابات الفكرية ايضا وفي مجالات يصعب حصرها نهائيا. كتاب درويش الذي صدر عن دار "رياض الريس للكتب والنشر" جاء في 181 صفحة متوسطة القطع وبغلاف من تصميم محمد حمادة.
في هذا "النص" نلتقي تجارب درويش.. بعض افكاره وثوراته التي بدا عليها تعب وشيب ويسيطر عليها الان هدوء كأنه النار المترمدة.. واوجاعه واحلامه المنكسر منها وهو الكثير و"الرواقي" المتصابر وهو نادر فاذا لمحناه فهو يبدو لنا اسرع من ومضة برق. في مواد نص درويش مهما تعددت نشعر بان نبضة العمل الشعري المالوف عنده لم تغب وانها تحولت الى ما يشبه الايقاع الخفي المستمر الذي يحلو للبعض ان يطلق عليه تعبير "نبض الحياة" الدائم في تجلياتها المختلفة. يستهل درويش كتابه ببيت لمالك بن الريب قد يكون على قدمه موغلا في "حداثة" تجسدها لا حياة الشاعر وحده بل حياة الانسان الفلسطيني. اما البيت فهو

"يقولون.. لا تبعد وهم يدفنونني
وأين مكان البعد الا مكانيا"

يبدأ درويش في القسم الاول من الكتاب بكلام مشدود بين الانسان "القائل" وبين القول نفسه.. بين التجربة الخارجة من الذات والمتحولة الى أمر آخر بل الى "عالم" آخر محتلف. انها علاقة مجازية وملتبسة الى حد بعيد بين الحياة والموت او انها احيانا الذات تشيّع ذاتها. يقول
"سطرا سطرا انثرك أمامي بكفاءة لم اؤتها الا في المطالع وكما اوصيتني اقف الان باسمك كي اشكر مشيعيك الى السفر هذا الاخير وادعوهم الى اختصار الوداع والانصراف الى عشاء احتفالي يليق بك... ولنذهبن معا انا وانت في مسارين.. انت الى حياة ثانية وعدتك بها اللغة في قارىء قد ينجو من سقوط نيزك على الارض. وانا الى موعد ارجأته اكثر من مرة مع موت وعدته بكأس نبيذ احمر في احدى القصائد..."
وفي بعض حديث شعري سيال عن رحلة العمر ينتقل درويش من كلام يفيض شعرا الى شكل شعري "كرّس" شعرا حديثا. انه يتنقل بين شعر وشعر. وفي ذلك النبض المشبع بالحزن والاسى والحنين الى يوم مضى والمتتابع تتابع نبض الحياة.
يقول درويش متحدثا عما تعجز عن التقاطه الحواس الخمس لانه ارفع منها وابعد. يطلب الشاعر عودة الى الامور بطبائعها وحقائقها التي يعرفها الطفل معرفة حقيقية مباشرة لا بمسمياتها الطارئة وصورها الاضافية المصطنعة. انها رحلة البحث عن انفسنا السالفة في عمق انفسنا التي تراكمت عليها بصمات الزمن وتوقيعاته وانهياراتنا الكثيرة. لقد حولنا الزمن الى مدافن تغيب فيها انفسنا القديمة واحلامها.
يقول "ثمة شيء يتزيا بالغامض.. لا يشتم ولا يلمس ولا يتذوق ولا يبصر.. هو ما يجعل الطفولة حاسة سادسة.. فسمّوك الحالم من فرط ما ركبت للكلمات من اجنحة لا يراها الكبار وتحرشت بالغامض واغتربت
فانهض من هذا الابيض
عد طفلا ثانية
علمني الشعر
وعلمني ايقاع البحر
وارجع للكلمات براءتها الاولى
لدني من حبة قمح لا من جرح لدني
واعدني لاضمك فوق العشب الى ما قبل المعنى
هل تسمعني.. قبل المعنى
كان الشجر العالي يمشي معنا شجرا لا معنى
والقمر العاري يحبو معنا قمرا
لا طبقا فضيا للمعنى
عد طفلا ثانية
علمني الشعر
وعلمني ايقاع البحر
وخذ بيدي
كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معا
ومعا نتعلم اولى الكلمات
ونبني عشا سريا للدوري..
اخينا الثالث
عد طفلا لأرى وجهي في مرآتك
هل انت انا
وانا انت
فعلمني الشعر لكي ارثيك الان الان الان
كما ترثيني "

عودة مجلة (الدوحة) القطرية للصدور بعد توقفها 20 عاما

القاهرة (رويترز) - تعود في ديسمبر كانون الاول القادم مجلة (الدوحة) الشهرية الثقافية للصدور مرة أخرة من العاصمة القطرية بعد 20 عاما على توقفها. وقال عماد العبد الله مدير التحرير ان المجلة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بدولة قطر تهدف الى التعريف بالحركة الثقافية والفكرية والحضارية للعالم العربي وأن تكون جسرا للتواصل الثقافي والفكري بين المثقفين والقراء وبين الثقافة العربية والثقافات الاخرى. وأضاف في رسالة الى رويترز بالبريد الالكتروني أن المجلة "تؤكد على فكر التسامح والانفتاح كما تهدف الى التواصل بين التراث الانساني بصفة عامة وبين انجازات الحاضر" ايمانا منها بأن الحوار البناء هو أحد وسائل ايجاد مثل هذا التفاعل الفكري والثقافي بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات المعاصرة. وصدرت مجلة (الدوحة) في بداية الثمانينيات برئاسة تحرير الناقد المصري البارز رجاء النقاش وظلت ملتقى لمعظم المثقفين العرب الى أن توقفت عام 1986

***

العالم وتحولاته جديد إسماعيل نوري الربيعي

الدوحة: عن إدارة الثقافة والفنون التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في دولة قطر، صدر للباحث والمؤرخ العراقي د.إسماعيل نوري الربيعي، كتابا بعنوان ؛ العالم وتحولاته؛ التاريخ- الهوية - العولمة، والكتاب يقع في 317 صفحة من القطع المتوسط، وفي ثلاثة عشر فصلا، يناقش فيه الربيعي ذات الموضوعات التي درج على البحث فيها منذ ما يزيد على العقد من الزمان.حيث يتبدى شغفه في دراسة التاريخ والهوية والعولمة، باحثا ودارسا ومتقصيا.
يتوقف المؤلف مليا عند مضمون الصراع الذي ابتلى به الواقع العربي، وطريقة التوظيف المجزوء الذي اندرجت فيه النخبة العربية، وعلى مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية، حتى ليشير إلى حالة الوهن الذي راحت تعاني منه، بسبب افتقارها للموجه القرائي الدقيق والنابه لتفاصيل الواقع العربي، حيث النهل المباشر عن تجربة الآخر، والتي جعلت من الواقع يعاني من التشظيات والتشوهات، فيما راح الماضي ينشر بتفاصيله وثقله على المجمل من العلاقات العربية، ومن هذا يبرز مجال التقاطع الفج على صعيد الوعي الذي راح يخضع للموجه السياسي على حساب باقي الحقول.
يبرز اللاعقلاني في صميم التداولات المعرفية، ليكون التشوه في أقصاه حيث التمسك بأطراف المواقف على حساب، الأصيل والمبتكر والراسخ، بل أن الملفت في الأمر يقوم على توجه مجمل الجهود نحو الرائج والمتفشي من التداولات المعرفية، حتى تكاد تكون الساحة المعرفية العربية، مجرد مجال لترديد صدى المفاهيم والأفكار والمناهج والمدارس التي ينتجها الآخر المتقدم، ليبرز الواقع وكأنه مقياسا فاضحا لمركب النقص الذي راح العقل العربي الراهن يعيشه.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف