عالم الأدب

جائزة لوركا لبلانكا فاريلا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الشاعرة البيروفية بلانكا فاريلا تفوز بالجائزة الدولية فيديريكو غارسيا لوركا للشعر عن أنطولجيتيها :
"مثل الإله في العدم" و"حيثما ينتهي الكل أشرع أجنحتك".

محمد المودن من مدريد: من بين أكثر من ثلاثة وثلاثين شاعرا يكتبون باللغة القشتالية، ظفرت الشاعرة البيروفية بلانكا فاريلا بالنشرة الثالثة "للجائزة الدولية مدينة غرناطة فيديدركو غارسيا لوركا للشعر". وبذلك تكون أول امرأة تفوز بجائزة شعرية لها مكانتها في العالم الناطق بالإسبانية، بعدما فاز بها في النشرات السابقة الشاعران: "أنخيل غونزاليز من أستورايس الإسبانية"، ومن قبله "الشاعر المكسيكي خوصيه إيميليو باشيكو". وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف أورو، أي ما يعادل 62700 دولار.
اللجنة المكلفة بتعيين الفائز بالجائزة الشعرية"فيديريكو غارسيا لوركا"، وكان يترأسها الشاعر الإسباني أنخيل غونزاليز، قضت بفوز بلانكا فاريلا بعد أن تجمعت لها الأسباب النقدية والشعرية والجمالية التي سوغت تتويج الشاعرة البيروفية. وصدر في بيان الإعلان عن التتويج تلاه أنخيل غونزاليز، حكما نقديا يرسم ملامح الهوية النقدية والشعرية لتجربة بلانكا، وفي الوقت ذاته شكل قاعدة تسوغ اختيار التجربة الشعرية لهذه الشاعرة من أمريكا اللاتينية، كتجربة متوجة بالنشرة الحالية من جائزة فريدكو غارسيا لوركا الدولية للشعر. ومما جاء في ذاك النص:" إن فاريلا بلانكا شاعرة صارمة، تحسب تجربتها الشعرية على نحو ما على السريالية، بل هي في مظهر آخر تبدو هرمسية كذلك، وفي الوقت نفسه تنضح تجربتها بثراء تعبيري وشفهي كبيرين".
ازدادت هذه الشاعرة في العاصمة البيروفية ليما عام 1926، فتوجهت عام 1949 إلى باريس وانخرطت في الحركة الأدبية لتلك الحقبة على يد الكاتب الروائي أوكتافيو باث. نشرت أول عمل لها سنة 1959 بعنوان "هذا الميناء موجود"، وفي عام 1963 نشرت آخر بعنوان "ضوء النهار"، ثم "رقصة الفالس ومعتقدات أخرى مزورة" عام 1972. ف" النشيد العامي" وهو عمل يجمع القصائد الشعرية للشاعرة فاريلا ما بين العام 1949 و1983.
الشاعرة التي صنفت ضمن شعراء جيل "الشعر الخمسيني"، أثناء إقامتها بفرنسا منذ العام 1949، اتصلت بكبار مشيدي المشهد الفكري والثقافي والأدبي الفرنسي أنذاك أمثال : جون بول سارتر، وسيمون دي بوفوار، وهنري ميشو، و وجيل فيرناند وهنري ليجير وغيرهم.
ويصف بعض النقاد المهتمين بالتجربة الشعرية لبلانكا وبفكرها، بقولهم "إن تجربتها الفرنسية جعلتها على اتصال وتفاعل حيين بالوجودية". وهو الإطار الفلسفي الذي تدثرت بها تجربتها الشعرية كذلك، فغدا تأملها الشعري تأملا وجوديا، ومن عتباته انبرت تصوغ شعريا العلاقة بين الذات والأشياء.
استشراف أفاق اغترابية لم تتوقف بالنسبة إلى الشاعرة البيروفية المتوجة عند فضاء باريس، بل عانقت فضاءات
آخرى مثل فلورنسا الإيطالية، ثم بعده رحلت لتقيم حتى اليوم بواشنطن، وفيها انهمكت في عمل الترجمة الأدبية والشعرية، كما انشغلت كذلك بالعمل الصحفي.
أنطولجيتها الشعرية " مثل إله في العدم " هو عمل شعري يحوي جماع قصائدها ا لتي ابتدعتها منذ العام 1949 إلى العام 1998. بينما جمعت بلانكا في أنطولوجيتها الشعرية الثانية :" حيثما ينتهي الكل أشرع أجنحتك" بالإظافة إلى ما كتبته من شعر تضمنه ديوان" مثل إله في العدم"، فقد أضافت قصائد ما بعد 1998 إلى حدود عام 2000.
ومن أبرز الشعراء الذين نافسوا الشاعرة البيروفية بلانكا فاريلا على النشرة الحالية من الجائزة العالمية فيدريكو غارسيا لوركا للشعر، كان هناك الشاعر الغرناطي أنطونيو كارفاخال، ونيكانور بارا شاعر من التشيلي، ودسمستري فابريغا من بانما ، وجيوفاني كيسيسيب إيسغيرامن الأرجنتين، وهوميرو إرديدخيس من المكسيك وخوصي كارلوس غايياردو من إسبانيا وماريو بنيديتي من الأوروغواي ، ورونيه فرير من البارغواي.
ولتقريب الشاعرة البريوفية بلانكا فاريلا التي ترجمت أعمالها الشعرية إلى العديد من اللغات العالمية مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية والبرتغالية والإيطالية والروسية، لتقريبها شعريا من القراء العرب ننقل قصائدها الثلاث هذه إلى العربية:

القصيدة الأولى : سيدة ترتدي الأبيض

القصيدة جسدي
هذا هو الشعر
الشهوة المتعبة
الحلم الشمس
يجتازان الفيافي
أطراف الروح تتلامس
فأتذكرك يا ديكينسون
شبحا رائعا خفيفا
يهيم في الزمن والمسافة
في فم الآخر تقيمين
تسقطين في الهواء
أنت الهواء
يضرب بملح غير مرئي
جبهتي
أطراف الروح تتلامس
تنغلق ويُسمع يَلف الأرض
هذا الضجيج دون ضوء
رمل أعمى يضربنا
هكذا ستكون العيون التي كانت فَما
كان يقول أياد تنفتح وتنغلق فارغة
بعيدة في نافذتك
تبصرين الريح يمر
تبصرين الملمح يمر في اللهب
نجمة صيف بعدما أفلت
ثم تسقطين كما لو أنك طائر
كما لو أنك سحابة في النبع
في الأرض في النسيان
ثم تعودين باسم امرأة خادع
بلباسك الشتوي
بلباسك الأبيض
الشتوي
في حداد.


القصيدة الثانية : الموت تنكتب وحدها.

الموت تنكتب وحدها
خط أسود هو خط أبيض
والشمس ثقب في السماء
امتلاء العين
المتعبة كان علي
أن أ تعلم النظر من الثنية
أتعلم أن أفرز أنقي أٌمشط
النجمة البيت الطحلب
الأم الخشب البحر
تنكتب وحدها
في وطئ الوسادة

قطعة خبز في الفناء
افتح الباب
وانزل السلم
القلب يكاد يُنتزع
مازلت الفتاة المسكنية محبوسة
في برج من البرد
المذهب البنفسجي الأزرق
مُسيجون
لا يُمحَون
لا يُمحَون
لا يُمحَون.

القصيدة الثالثة: تمارين

1
قصيدة
مثل معركة كبيرة
تلقي بي في هذا الرمل
من دون أعداء إضافيين غيري أنا

أنا
الهواء الأكبر للكلمات

2
تكذب السحب
الضوء يكذب
العيون
المخدوعون دائما
لا يتعبون من هكذا خرافة

3
عنيد أزرق
جهالة أن تكون في البؤبئ البعيد
مثل إله في العدم
4
أفكر في أجنحة النار في الموسيقى
لكن لا
ليس هذا ما أخافه
بل حكم الضوء الجامح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف