أسرار البنات ليست دائما عاطفية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس: تغير أعمال فنية لمجموعة من الفنانات الفلسطينيات ومن جنسيات مختلفة، الفكرة السائدة عن الأسرار الأنثوية، والنظرة التقليدية لخصوصيات النساء، والتي تقدم عادة على اساس انها اسرار واهتمامات عاطفية فقط. ويتضح ذلك من خلال معرض للفن المعاصر استضافته دار الندوة الدولية، وهي مؤسسة ثقافية فلسطينية متعددة الاهتمامات، نظم تحت عنوان (أسرار). وحسب تعريف منظمي المعرض فانه يعبر عن "أمنيات وخفايا مختلفة منها الخاصة ومنها العامة" من خلال أعمال فنية
أما الفنانات الأجنبيات فهن: سما الشيبي عراقية- فلسطينية- أميركية, وندي باكوس -فلوريدا- بريطانية, روزاليندا بورشيلا -فلوريدا- رومانية, ماري راشيل فلينج: إيللينيوس -أميركية, شيري ويجنز كولارادو- أميركية, يانا بيسوفا- روسية. وعرضت الفنانات أعمالا فنية متنوعة من اللوحات إلى الصور الفوتوغرافية، واستخدام التلفاز والفيديو، وعروض مصورة. ومثلما تنوعت الوسائل التعبيرية الفنية للفنانات تنوعت أيضا أسرارهن.
(عسل فلسطين المر)
الفنانة رنا بشارة اختارت أن تقدم من خلال عمل تركيبي "أسرار من قاموا بشهر عسل في فلسطين" ويبدو ذلك مخادعا فكما تقول بشارة "اقدم من خلال هذا المشروع الفني شباب فلسطينيين وأسرارهم حول العيش في فلسطين كلاجئين في بلدهم". وتضيف "يصور هذا المشروع حياة الناس اليومية كأنهم في (شهر عسل طويل) كنتيجة لـ 58 سنة من الاحتلال الإسرائيلي".
(أسرار الماضي)
الفنانة الروسية يانا بيسوفا تعرض أربع صور مطبوعة ومركبة تتضمن أجزاء من صور فوتوغرافية ورسومات متعددة وأعطتها الفنانة عنوان (أنا أتذكر، أنت تتذكر..).
وتقدم عملها بهذه الكلمات "خلال عملية نمو الإنسان، يتم تغيير مفاهيم الطفولة لتتناسب مع مفاهيم الراشدين. الطريقة التي يفكر بها الطفل حول الأشياء، والنظر إليها، كذلك الأسئلة حول الظواهر التي تحيط به، تزول وتدفن في العقل الباطني عند سن الرشد". وتضيف بيسوفا "هذه المفاهيم تصبح من أسرار الماضي، وتخفى عن المنشيء الأول لها. في هذه السلسلة أحاول أن اكشف أسرار طفولتي عندما انظر إلى صور عائلية قديمة، غالبا ما أتذكر اليوم الذي أخذت فيه الصورة. استخدم عادة المعلومات التي تسجلها الكاميرا لاستعيد الذكريات حول هذه الصورة المأخوذة وعمري خمس سنوات، أحاول أن أتذكر لماذا كنت اضحك، أحرك ذاكرتي أو قلبي ليتذكر".
(التجلي)
الفنانة الفلسطينية ابنة مدينة المهد فاتن نسطاس قدمت تعبيرا فنيا عن حادثة اغتيال مقاوم فلسطيني اسمه دانيال أبو حمامة، اغتيل، مع رفيقه احمد مصلح، في عيد الفصح هذا العام 2006، على يد وحدة من المستعربين الإسرائيليين بطريقة وحشية.واستخدمت نسطاس نصوص من جبران خليل جبران ومحمود درويش أضافت إليها موسيقى لعمر
(اجندة المراهقات السرية)
الفنانة البريطانية المقيمة وندي باكوس في فلوريدا، تطرقت إلى أحد اكثر الأسرار شيوعا وتقليدية وهو تحولات فتاة في سن المراهقة، وذلك من خلال أربع صور فوتوغرافية لأنثى قبل فترة المراهقة أسمتها (الاجندة السرية). وتقول باكوس عن عملها هذا "الاجندة السرية هي سلسلة من صور فوتوغرافية ملونة تظهر أنثى كبطلة روائية، فتاة قبل فترة المراهقة". ويشير العمل بوضوح إلى حنين امرأة شابة وهي تشعر بالاضطراب للتغير الذي يحدث في جسدها من الناحية الفيسيولوجية. وتجلب الصور للذهن قوة الشعور بالألم والسعادة، والحدة والتدفق المفرط للمشاعر التي تترافق مع بداية سن البلوغ.
(الجدار والأشجار)
عرضت الفنانة رولا حلواني صورتين بالأبيض والأسود تحت عنوان (الجدار) وتقصد بالطبع جدار الفصل الذي تبنيه سلطات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية. وتقول حلواني "بدأت اجمع الوثائق المتعلقة بالجدار منذ بدأوا ببنائه، لكن في كل مرة اطبع الصور كل ما أراه هو بشاعة الحائط وغضبي. ثم، وصل بناء الجدار إلى حاجز قلقيلية. بدأوا يشيدونه في وسط الطريق المؤدي إلى عملي. لطالما تخيلت انه في يوم من الأيام ستزرع أشجارا في وسط هذا الطريق. عندما وصل الجدار إلى قلقيلية، وصل اليّ ووجد خوفي، لقد وضعوا
(هويات قلقة)
الفنانة سما الشيبي التي تحمل ثلاث هويات هي العراقية-الفلسطينية-الأميركية عرضت ثلاث صور تظهر فيها ثلاث فتيات بوجوه معبرة مع خلفيات متعددة ومختلفة، وأسمتها (في هذه الحديقة) ولكن يبدو أنها تختلف عما عرفناه من حدائق، تقول الشيبي "في هذه الحديقة تكشف أسرار تاريخ عائلتي من خلال الحزن على فقدان المكان والحضارة وصلة القرابة. أنها تذكرنا بالإمكانيات غير المتحققة لجدي الذي مات في بغداد عام 1983. ضاعت أمنياته في أن يجتمع ويتحد لمرة أخرى مع أولاده الذين هربوا إلى الولايات المتحدة والأردن. أمنيته أن يدفن في فلسطين بجانب أمه وأخته لم تتحقق أبدا، وحلمه بحلول السلام في العراق وفلسطين لم يتحقق في حياته ولا في حياة شعبه وعائلته. في مشروعي هذا نقوم أنا وبنات عمي في عرض أمنيات جدي ونعطي صوت لصراعنا الحالي كعراقيات وفلسطينيات وعربيات مسلمات نصارع من اجل التمسك بتراثنا في الغرب ومن اجل استمرار ميراث ووصية جدي مع كل فخر وتقدير".
(المحيط الأميركي والأمنيات الفلسطينية)
الفنانة الأميركية شيري ويجنز أطلقت على أسرارها التي كشفتها في المعرض اسم (أصوات المحيط) وعي عبارة عن أربع صور مطبوعة رقمية تقول عنها "ما هو حلمك وفكرتك عن الجنة؟ انه أحد الأسئلة التي وجهتها إلى أصدقائي الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال رحلتي إلى الشرق الأوسط في شباط 2006، أجابت سهير بأنها تريد أن تسمع صوت المحيط، وكذلك تحبذ وجود حديقة فيها شجرة ليمون وزيتون. أجاب يوسف انه يرغب في السلام في كل مكان. أما تغريد فأجابت أنها ترغب في الحصول على الحرية، تتحرك وتدرس وتكتشف اهتماماتها". وبعد أن استمعت ويجنز لأحلام أصدقائها الفلسطينيين "جلست أمام محيط الولايات المتحدة وتأملت، وضعت مرسم وإطار ذهبي أمام المحيط ووضعت أشياء مختلفة في الإطار لكي تعكس هذه الأحلام". وفي االخطوات) لى تظهر صورة فتاة داخل إطار المرسم وسط المحيط، وفي الثانية يحتل علم فلسطيني الإطار، أما شجرة الليمون التي حلمت بها سهير فتظهر في اللوحة الثالثة، أما اللوحة الرابعة فيبدو الإطار فارغا، ولكنه فراغ غير كامل.
(وقع الخطوات)
وضمنت الفنانة نادرة الأعرج أسرارها في شريط فيديو أسمته (التكلم من خلال الرمل) وتقول عنه "عندما تتشتت أفكار شخص وهو يمشي، فانه يحني رأسه نحو الأسفل لينظر
وعن الرموز التي استخدمتها في الشريط تقول الأعرج "جميع الرموز التي استخدمت تمثل حالة فقدان الأمل وحالة اليأس والقنوط من التمنيات والصلوات لشيء يبدو مستحيل المنال. ومع ذلك تضاء المزيد من الشموع، وحتى أيضا من قبل أشخاص يكررون فعل إضاءة الشموع كتعبير عن إصرارهم وتأكيدهم على دعواتهم. ولكن جميع آمالهم وأحلامهم وصلواتهم تسحق قبل أوانها من قبل شخص يتحكم بحقيقة أحلامهم".
(بقايا حربية)
الأميركية ماري راشيل فلينج، عادت إلى حقبة تاريخية مهمة هي الحرب العالمية الثانية لتشكل خلفية لأسراها التي قدمتها من خلال عمل تركيبي مع صوت أسمته (أميرتي الأخيرة) وعنه تقول "تزوج جداي، فانيس وماري بيل، في قاعدة عسكرية في فلوريدا عام 1942، بعدها بسنة اسقط جدي قنابل على المصانع الألمانية. وهي أقامت بيت في شرق كانساس بمساعدة أقاربها الجدد وانتظرت. كانوا مبتعدين في قارتين منفصلتين، وسائل الاتصال بينهم كانت الرسائل والصور واسطوانات التسجيل التي كانوا يسجلوا عليها أصواتهم، بالإضافة إلى الأخبار التي يحصلوا عليها من الإعلام. ما هي الأجزاء التي بقيت؟ وما هي الأجزاء التي حذفت؟؟".
وتضيف بان (أميرتي الصغيرة) هو "عمل تركيبي سمعي وبصري مبني على بقايا عائلية وحربية وتجارية التي أحاطت العلاقات الشخصية خلال الحرب العالمية الثانية، الفترة التي عرف فيها لأول مرة مصطلح الدعم الداخلي للمحاربين، من خلال إعادة تفسير قوانين الاتصال بين الأزواج والمعلومات المشفرة، ابحث في كيفية دعم الهيكليات الغربية أو زعزعتها وقت الحرب. ويثير فضولي الفراغات في المعلومات التي يحذفها الشخص بوعي وعن قصد ليحمي بذلك الآخرين، وهذا يشملني. كيف أن الرسائل العامة والشخصية تتفاعل وتقرر ما هو مقبول ثقافيا وما هو أخلاقي".
(حزن أربعيني)
اصبح عمر الفنانة ريم بدر في تشرين الأول (أكتوبر) 2006 أربعين عاما، وهذا ما خلق لديها كما تقول نوعا من القلق منذ بداية هذا العام وجعلها تحاول إيجاد "مصطلحات تعنى ببمصادر الحزن الذي اختبرته خلال الأربعين سنة". وعبرت بدر عن مصادر حزنها بشريط فيديو تقول أن الهدف منه عرض "هذا القلق الذي اشعر به، وكذلك فكرة أن القلق يتكون بسبب رؤية الإنسان لمستقبله من خلال محدوديته". ويظهر شريط الفيديو ريم وهي تتمشى في الصحراء مع تركيز على قدميها، ويعبر تغيير اتجاه الحركة في الشريط عن الارتباك والشك، أما آثار الخطوات فتبين رغبة الإنسان في الأثر بعد رحيله.
(آثار الشرف)
الذي هز الفنانة شروق حرب جرائم الشرف التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية وتذهب ضحيتها نساء، وجعلها تخصص لذلك خمس صور فوتوغرافية تقطر حزنا. وعنها تقول حرب "استلهمت هذه السلسلة من الصور الفوتوغرافية الخمس من ثلاث حالات قتل على خلفية الشرف وقعت في مدينة رام الله، المدينة التي أعيش فيها والقريبة من القدس، في صيف العام 2005".
واطلق حرب على عملها (آثار الشرف) التي أرادت أن يكون "عبارة عن رفض الدفن، إنها إعادة خلق من جديد بكل تجلياته واثاره التي تتطلب التكريم وليس الدفن بالعار".
وتمكنت حرب، بعملها من إحداث صدمة معبئة بالغضب على قاتلي النساء.