قصائد الشاعرة هدى الدغفق أو السير جنب الحادثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"لما لا تمر قصيدتي/تلك التي قالت:/سأصبح مستحيلة؟‼"هدى الدغفق
صدر في طبعة ثانية ديواني الشاعرة السعودية هدى الدغفق، "الظل الى أعلى" و"لهفة جديدة"، وهما معا عن دار المفردات للنشر والتوزيع، وكان ديوان (الظل إلى أعلى) قد طبع عام 1993م وصدر عن دار الأرض. وقد أضافت الشاعرة الدغفق ثمان نصوص جديدة الى ديوان "الظل إلى أعلى" في طبعته الثانية لم تنشر في الطبعة الأولى. الديوان الآخر (لهفة جديدة ) الذي صدر في طبعته الأولى عام 2001م عن دار كنوز في لبنان.الشاعرة أعادت تنظيم نصوصها حسب سياق فكري متجانس واستحدثت لمضمون ديوانها ( لهفة جديدة) تبويبا شعريا. وتستعد الشاعرة هدى الدغفق العام 2007م لإصدار ديوانها الثالث (حقل فراش) الذي تراه مغايرا لتجربتها الشعرية في ديوانيها السابقين .
في ديوانها "الظل الى أعلى" تهدي الشاعرة قصائدها "الى الشعر الذي جعلني ألمحه" وكأنه كثلة الجمال الوحيدة، وكأنه الحياة الوحيدة التي تستحق أن ترى، في قصائد الديوانين معا، تكشف النصوص عن رؤاها، وعن تشظي الذات في اللغة، فجل النصوص غير معرفة خالية من "أل" التحديد، وفي ذلك انفتاح اللامحدود، في انفتاح الشعر على ذات مثخنة بالسلب وبفجيعة العدم.
قصائد للغياب حيث المعنى لا زال "حيا في بطن الشاعر"/ص44-قصيدة المعنى-لهفة جديدة، المعنى "المذبوح في الشارع" فهل ثمة معنى لهذا اللامعنى، حيث يكتشف الشعر إحدى أوجه حقيقته:
قصيدتك
لا تحرق سواك
...أيها الشاعر lt;ص45/لهفة جديدةgt;.
وفعل الاحتراق هنا، لا يحيد عن سياق فعل الكتابة الشعرية ذاتها، فعل غير مسبوق، إذ تبدأ وتنتهي عنده التماعات النص، في قصيدة "رذاذ"/الظل الى أعلى"، تخطط الشاعرة حياة ومسارات النص في انوجاده وتشكلهفي حياته، وفق فعل الحلول الملاحظ بين الذات والكتابة:
في الصفحة الأولى
أرمي الفراغ
لأرتمي في قلبها
للصفحة الأخرى
ألوذ برعشة
هي أحرفي
أخشى علي فراغها المغري
داخل لعبة الحواس الممتدة بين جسدي هذا التقاطع جسد الذات وجسد النص، ينتهي الجسد على البياض، وينتهي في اللغة، عندما يزيل آخر ثوب شفاف للفراغ، ولهذا الفراغ حضور لافت في الديوانين معا، إذ يقابله فعل الامتلاء المطروح أساسا كبديل لهذا التشظي والانجراح، النصوص صدى لرنين الرغبة والتي لا تمتلأ إلا وسط حواشي النص، ووسط صياغاته، وسياقاته التركيبية، ويقابل هذا الفراغ الإنسي، فراغ بلاغي تشكله الثيمات، ليس كموضوعات بل كبديل نفسي لهذا الفراغ الذي يسكن السريرة. إن نصوص الديوانين معا هي وسائط لهذا الحلول اللانهائي، كي تحضن القصيدة في النهاية ثورة الشاعرة وباعتراف نصها رذاذ، لكن، أي ثورة مهموسة ترسل صداها الشاعرة من خلال نصها الشعري؟؟؟
في قصيدة "دون هيئته..أكون"-ص66-الظل الى أعلى-، تبحث الشاعرة عن لغة القصيدة، شكل من "زيف" تقترفه، وفي ذلك تتوسط النصوص منطقة العبور، بين النص الشعري في تشكله المعطى/الطباعي، وبين النص الشعري المؤجل، وفي هذا العبور، بلاغة قصائد الديوانين معا.تؤكد الشاعرة هدى الدغفق أن " هناك قصيدة تنمو في أعماق الشاعر
لأني عاصرت حالة دفني
تجدرت بالرمل
مارست توق الخروج عن الخارطةlt;ص70-الظل الى أعلىgt;
تعيد جغرافية هذه القصائد فعل العبور، لكن هذه المرة نحو انعتاق أبلغ "الحرية" وتحتال النصوص على هذا الفعل المسكون في الغياب لكنه، أبلغ تأطير لصورة الذات المغيبة قسرا، ذات تحتاج النص الشعري كي تنكشف في المدى واللغة. ذات مسيجة بأقانيم الخيال الجمعي، تزيح ستائر وأحجيات ومنظومات بطريكية، "مسوغات الوأد" المشكلة في صيرورة الوعي الجمعي. الشاعرة هدى الدغفق في النهاية لا تكتب إلا كينونتها كينونة مقيدة بأغلال العالم وبمنظومات مجتمعية شبيهة بشرائع التحريم الشاعرة في النهاية لا ترسم إلا لغة بفرشاتها بماء القصيدة..لذلك نستوعب تلك "الصرخة" البلاغية للشاعرة حينما تقول أنها "مع القصيدة لثائرة بشكلها، بجنونها بتعبيراتها".
الآن تحضر القصيدة
ألغي ارتباطات الزمان
كلها
حتى الذهاب الى الحمام
أجله
توارت القصيدة
فلا زمان حاضر
قضى
ولا زمانها
ابتداlt;جناح أرضي-ص30-الظل الى أعلىgt;.