كتاب يكشف الوجه الآخر للنزعة الرقمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"تأملات: دراسات نقدية حول سياسات وثقافات وتكنولوجيات الذاكرة".
لأنطونيو غارسيا غوتييريس
كتاب يكشف الوجه الآخر للنزعة الرقمية،
ويسائلها من منظور الهوية الثقافية للإنسان حينما يتم تدوين ذاكرته رقميا.
محمد المودن من مدريد: كل الحداثات التي كان يعلن عنها عبر التاريخ كانت تصطحب معها كثيرا من التأملات والأسئلة، بعضها يمضي في اتجاه تعبيد طريقها، وتيسير استوائها على عرش الحقبة، ويبشر بها فتحا عظيما. بينما تتوجه الأخرى توجها مغايرا تكشف ما قد تأتي به تلك الحداثات من تهديد مبطن في بريقها الذي يلمع مع حلولها، سواء أكان على الإنسان أم على بعض مظاهره التي إن تأثرت بما حملته تلك الحداثة فإنها قد تهدد هويته وكيانه.
الأسئلة التي يحملها كتاب"تأملات : دراسات نقدية حول سياسات وثقافات وتكنولوجيات الذاكرة" الذي نقدم له في هذا المقام تندرج في إطار التأملات التي تتوجه الوجهة الثانية، أي تلك التي تستقبل أي منجز حداثي بمساءلة نقدية تقاوم هالة الحداثة، ولا تسلم بها تسليما إلا بعد أن تتأملها وتسائلها وتنظر إليها بمنظارفاحص. لا أحد يشكك في قيمة الثورة التي أحدثها الاكتشاف الرقمي في مجال الاتصالات الحديثة، ولا أحد يستطيع أن يتردد في الإشادة بالمنجز المتحقق مع هذا الاكتشاف، فقد صار المجال الرقمي يكتسح كل مجالات حياتنا المختلفة وينظم كثيرا من مظاهرنا الاتصالية، وفي معالجة المعلومات، وبالتالي أصبح من الممكن مثلا تخزين كمية هائلة من المعلومات وتنظيمها في مساحات صغيرة.
وفي سياق هذا التسليم بأهمية هذا المنجز الاتصالي، نظرا لأهميته، يتم الشروع في تمديد استعمالاته في مجالات معلوماتية و اتصالية مختلفة، طمعا في إلحاق تداعياته الإيجابية بتلك المجالات التي تهافتت على اعتماده منهجا بديلا. فهذه سنة الطفرات العلمية والفكرية والفلسفية التي تحدث في التاريخ.
كتاب"تأملات: دراسات نقدية حول سياسات وثقافات وتكنولوجيات الذاكرة"، الذي صدر العام الماضي عن دار النشر الإسبانية "المكتبة الجديدة" بمدريد، وهو للباحث الإسباني
وللاقتراب بشكل مباشر من أفكار الكتاب، دعنا نتدرج إلى ذلك أولا ببسط السياق الذي يطرح فيه غوتييريس أطروحة كتابه، وهو سياق يتداخل فيه ما هو تاريخي وإديولوجي وحداثي وأخلاقي قيمي، إذ يمهد لذلك بدأ بعرض معالم الوسط الذي انبثقت فيه الثورة الرقمية، وهو مجتمع الإعلام، والسياق التاريخي والإديولوجي الذي أفرزه وهو الليبرالية أو الاقتصاد الليبرالي، من دون أن يغفل القيم المتولدة عن تلاحم تلك السياقات وهي قيم التنافسية وغيرها. يقول غوتيرييس " المدعو مجتمع الإعلام الذي اخترعته الإديولويجية الليبرالية والاقتصاد الليبرالي، لن يكون بعيدا عن مصالح اهتمامات مروجيها. فمن خلال سياسة للذاكرة ولتدوين الذاكرة من منظور أحادي الجانب، ويقوم على مفهوم للديموقراطية غير منفصل عن منطق السوق والنجاح والتنافسية، يتم تحديد أشكال الاتصال بالماضي وطرق استعماله، وبتقاليده وأشكال تمثيله".
إن هذا النص كما يبدو من مضمونه نص مكثف جدا، بمعنى يختزل كثيرا من القضايا التي تترابط ويستدعي بعضها بعضا، كما يعكس في الآن ذاته السياق المركب الذي يجري فيه تأمل علاقة التدوين الرقمي بالذاكرة أو الماضي الإنساني. فالإديولوجية الليبرالية تقود إلى السيطرة وسيادة النمط الواحد تحت منطق التنافسية، وهو أمر يلغي معه التعدد الذي هو قيمة ديمقراطية، وقيمة مميزة للكيان الإنساني، باعتبار الإنسان كيانا متعددا لأنه كيان ثقافي وقيمي. والديموقراطية القائمة في هذا السياق الليبرالي يعتبرها الكاتب ديمقراطية مؤدلجة بأدلوجة الليبرالية بمعنى غير منفصلة عن منطق السوق، وهي أيضا متورطة في تكريس هيمنة النموذج. إذن مع قيم التنافسية التي تعد عتبة نحو الهيمنة ، وفي قيم ديمقراطية مرتبط بإديوليجية الهيمنة، تصبح قيمة الأحادية مهيمنة مقابل قيمة التعدد، وتسود الوحدة بدل الاختلاف. ويبدو أيضا أن المعالجة الرقمية للذاكرة الإنسانية أو للماضي الإنساني، أو لنقل تدوين الذاكرة وتحزينها رقميا، حسب الكاتب، سيكون باتجاه هيمنة النموذج وإلغاء التعدد. فالمعالجة الرقمية للذاكرة، وهي مضمون متعدد ومرتبط بشروط ذاتية وموضوعية، يحولها أثناء تدوينها رقميا إلى جملة من الرموز مجردة عن سياقها الثقافي، وبالتالي يلغى ذلك التعدد، أو بلغة فلسفة التداوليات يلغي الشرط التداولي لتلك الذاكرة، هذا الشرط هو الذي يميز كل ذات ويكسبها قيمة التعدد والتنوع، إذ كل إنسان له ذاكرته، وكل ذاكرة لها شروطها الثقافية المختلفة التي تجعلها مختلفة عن الأخرى، بل الاختلاف إذا شئنا هو جوهر الهوية الإنسانية. إذن إلغاء هذا التعدد من خلال التخزين الرقمي للذاكرة الإنسانية، سيفيد التوجه الليبرالي الحداثي الذي يروم تحت ستار التنافسية الوصول إلى تطويع النموذج الواحد أو القيمة الواحدة، وجعلهما المهيمنتان.
وإمعانا من الكاتب في تشخيص حال الإشكال الذي يخوض فيه، فإنه يعمد إلى صياغة فقرة تبدي الأبعاد الأخرى الخفية والجهات المتواطئة في هذا الخضم من الاجتياح الرقمي باتجاه مناطق لها خصوصيتها، في هذه الحالة ذاكرة الإنسان أو ماضيه، سرعان ما تتلاشى متى جرى الشروع في تدوينها رقميا بشروط غير محددة . يقول غوتيريس، "إن إقحام العلامات، وتكنولوجيات الذاكرة (تكنلوجيات حفظ الماضي) في كل مجالات الحياة تنتج عبر إغواء يومي متكرر وخبيث تتبناه كل المؤسسات، ونذكر من بينها "الكتل الوسائطية". ثم يضيف المؤلف" هذا التلقيح يحدث من دون أي تكوين نقدي كاف لأصحاب السيادة الحقيقيين على تلك الذاكرة، وبغياب كلي للمساءلة الذاتية، وهو يضر حتى المتحدثين باسمها، والمسيرين والمشتغلين في ذلك المجال".
إن ما يكشفه الكاتب في الفقرة أعلاه، هو الهوس المتزايد باتجاه تدوين الذاكرة، وتروج له مؤسسات مختلفة في مقدمتها الوسائط المتعددة، من دون أن يكون هناك في المقابل وعي شامل بكل أبعاد العملية. ويتحول قلق الكاتب بشأن هذه الظاهرة إلى تحذير يوجه في مقام آخر من كتابه حينما يقول " إن التكنولوجيات التي تدعم عملية تدوين الماضي بإمكانها أن تحول العملية الحيوية للتذكر واسترجاع الذاكرة إلى صورتها السيمولاكرية الأكثر سطحية"، ف"الإنسانية المصنعة" بنظر الكاتب "بدأت في فقد حساسية الذاكرة، وذلك ، بسبب، وعلى نحو دقيق، التراكم غير الخاضع للقياس، والتوجيه المهيمن للعلامات التكنولوجية والتجارية" ص18.
إن قلق الكاتب يترجمه الخوف على إلغاء التعدد وابتلاع الهويات وتمثيلها بواحدة ، إذ بنظر الكاتب كل ذاكرة إنسانية، بما هي كيان ثقافي معين، إنما هي هوية. ولا يمكن اختزال هوية في أخرى و توحيدها تحت كيان واحد، وهو أمر قد يحصل مع التدوين الرقمي لتلك الهويات، إذ تصبح في المرآة الرقمية هوية واحدة مجسدة في الرموز الرقمية التي اختزنت بها. إن الهوية هو معطى إنساني لا يمكن اختزاله في غيره، والإنسان معلوم بتعدده لأنه كائن ثقافي، والتعدد والاختلاف جزء من هويته. أضف إلى ذلك أن الهوية، معطى معقد ومركب، وبناؤها رقميا سيلغي جوهرها. وهذه الخاصية المركبة التي يحددها غوتييريس، وهي الهوية، بقوله في ص14 " إن الهوية الشخصية، هو مسار دينامي حي معقد لا يتبلور انطلاقا من الثقافة فقط، أو من التربية أو من المعرفة بل حتى من ترابطات غامضة بين عناصرها" ، ثم إن بناء الهوية في أي مجال ما لا بد يؤكد غوتيريس" من الأخذ بعين الاعتبار كل شيئ بما في ذلك الأشياء الهامشية أو البعيدة".
وفي سياق بناء أفق للمجاوزة، مجاوزة هذا التهديد الرقمي بالنسبة لتدوين الذاكرة الإنسانية تدوينا رقميا وتخيزينها في سراديبه التي تحوله إلى مجرد كيانات رمزية أو علامات مجردة من كل إحالة على ما يميز ذاكرة ما عن أخرى بما هي هوية لهذه الذاكرة وليست لتلك، يقترح المؤلف "إيجاد، على نحو ضروري، نظرية معرفية تجد سندها في المبادئ الأخلاقية والديموقراطية بشكل عميق توضح المسار وتشير إلى البرامج والوسائل التي يعاد تبنيها، بحيث تجعل أمر السرد الذاتي والمشاركة بديمقراطية مطلقة في تدوين الذاكرة أمرا واقعا".
وقد يبدو للقارئ كما لوأن الكاتب، يعاكس الثورة الرقمية، ويجتهد في سلبها قيمتها الحداثية، وينتقص من فعاليتها في الاستجابة للطموحات الاتصالية الحديثة، وخاصة في معالجة الملعومات وحفظها. بل على العكس من ذلك، إذ الكاتب نفسه تنبه لهذا الظن الذي قد يظنه به القارئ، ولذك فإنه أعد في كتابه جوابا استباقيا صاغه على النحو الاتي:" إن هذا الأمر، ويقصد المساءلة النقدية للتدوين الرقمي للذاكرة الإنسانية، ليس مقاومة عمياء للتغيير"، "بل على العكس من ذلك"، كما يؤكد صاحب الكتاب، "هو جهد يتيح للمواطن نفسه إمكان التحكم في الطريقة التي يجري بها حكي ذاكرته وسردها، ويقصد هنا أثناء تخزينها رقميا، ولأجل فتح أفق ... لتنوع جديد، وإعادة بناء المماثلة بالنسبة للذاكرة المدونة، والقيام بذلك عبر الوسائل ذاتها التي فرضها الاستعمار الرقمي الجديد".
وفي السياق ذاته لا يغفل المؤلف عن التذكير بأهمية التكنولوجيا بالنسبة إلى التطور الثقافي ذاته، وبالنسبة إلى تطور المجتمعات عموما، غير أن الانضمام إلى جوقة المسلٌمين بهذه الحقيقة "يجب أن يكون قائما على ضرورة تبني قيمة ملازمة هي الأخلاق". كما أن من يغفل هذه الحقيقة التثويرية المجسدة في المنجز الرقمي، فإنما سيكون"تهميشا للقيم الجديدة التي تقيم في محيط رمزي كل يوم هو في توسع".
إن الواقع الحداثي الجديد بنظر الكاتب له منطقه، وهذا المنطق يجب أن يدرك، حتى يتسنى معرفة المجالات التي يمكن تتشغيلها فيه من عدمها، ثم التطلع من ثمة إلى التدابير المعرفية والأخلاقية اللازمة التي يتعين الاستنجاد بها للتعامل مع هذا الشرط الحداثي الجديد ونقصد به الثورة الرقمية. ولايغفل الكاتب كذلك من التنبيه إلى الإديولوجية التي يتزامن وجودها والوجود الرقمي. ويشير غوتيريس إلى ذلك بقوله" إن المنطق الليبرالي الجديد، ومشاريعه المباشرة بالنسبة إلى المجموعة الرقمية قد دخلت في منعرج توسعي غير مسبوق، حيث التحفيز على الإنتاج والاستغلال والاستهلاك يتجاوز كل إمكانات التوقع والرصد العقلي، ولا تأتي محصنة بإجراءات كافية ووسائل مضادة اجتماعية مصاحبة" وهذا الأمر سوف يؤثر، كما يؤكد الكاتب، مباشرة على "استعمال الذاكرة انطلاقا من المجال الرقمي" بل وسيشجع على انبثاق تناول جديد للماضي وللذاكرة، و"إقامة قوانين للعبة جديدة مضمرة وبعيدة عن الحاجات العميقة للمواطن".
هذه إذن هي أبرز الأطاريح التي بلورها الكاتب على مدى 230 صفحة، ومن خلال فصول ثلاثة كبرى تضمنت زوايا متنوعة لمعالجة فكرة الكتاب. وكما يظهر من صياغة مضمونه، فإن الكتاب ورد مضمونه مكثفا، بمعنى أن صاحبة قد انفتح في عرضه لأفكاره على مجموعة من المعارف المختلفة، وتقلب في نظره بين زوايا متعددة ليضمن للقارئ معالجة متكاملة لموضوع له أهمية بالغة. وكان هذا الكتاب، كما أشار إلى ذلك الكاتب نفسه في مقاء خاص ،قد استغرق تأليفه خمس سنوات تقريبا.
وتبقى الفكرة الجوهرية لكتاب "تأملات: دراسات نقدية حول سياسات وثقافات وتكنلوجيات الذاكرة"، في بعدها الفلسفي، شبيهة بطرح فلسفي لكن هذه المرة متعلق باللغة الطبيعة، أو لنقل بفلسفة اللغة، حينما انبرى عدد من فلاسفة اللغة من أمثال برتراند راسل وفريجه وفتجنشتاين في مرحلة أولى، تحت تأثير النزعة العلمية التي وجدت أصلها في التحليلات المنطقية الصورية لأرسطو، وخاصة في كتابيه التحليلات الأولى والتحليلات الثانية، ثم عرفت امتدادا لها مع جهود ديكارت العقلية الذي رسخ النزعة العلمية بقوانيه المنطقية التي هي قوانين صورية وليست طبيعية. فانبرى هؤلاء الثلاثة في محاولة تمديد التفكير المنطقي الصوري، والصياغة الرياضية للقضايا نحو كيان طبيعي يستعصي على التحديدات الصورية، وله خصوصيته المنطقية المختلفة، وكان هذا الكيان هو اللغة الطبيعية، أي تلك اللغة التي تنقال بها الفلسفة. واعتبر أولئك الفلاسفة وخاصة فريجه وراسل أن أصل الغموض الحاصل في الفلسفة إنما يعود إلى اللغة الطبيعية التي يتم بها تداول الفلسفة، وكان الحل بالنسبة إلى الفيلسوفين الألمانيين هو محاولة رفع التعدد اللغوي، وذلك "بترييض اللغة"، أي إخضاعها لقوانين المنطق الرياضي، وجعل مدلول اللفظ فيها هو واحد وواحد فقط. وقد أدرك أولئك الفلاسفة وكان معهم الفيلسوف الألماني فتجنشاتين كذلك، أن خصوصية اللغة الطبيعية المميزة بالتعدد وبالالتباس لا يمكن أن تناسب المنطق الرياضي، فما كان إلا أن أعلن فتجنشتاين في كتاب ثان له تخليه عن ذلك التصور الفلسفي والمنطقي لأنه يلغي جوهر اللغة الطبيعة وهي التعدد والارتباط بالسياقات وبالتأويلات، ويؤمن بأن للغة الطبيعية منطقها الخاص وهو منطق طبيعي كذلك يستوعب خاصيتها الاحتمالية والتعددية. نفس الأسئلة النقدية تقريبا التي طرحت إبان سيادة النزعة العلمية الديكارتية في الفلسفة في القرن التاسع عشر، عندما تمت محاولة تعميم هذه النزعة العلمية الصورية في كافة مجالات المعرفة، بما فيها اللغة الطبيعة، طمعا في تحقيق شرط العلمية المنهجية، وقد كان لذلك الإجراء مخاطر معرفية على كيان اللغة الطبيعية لأنه كيان متعدد.
أما في كتاب غوتييريس فقد تردد القلق المنهجي نفسه لكن في مجال الرقمي، حيث جرى في هذا الكتاب الذي قدمنا له تنبيه مماثل لكن هذه المرة من النزعة الرقمية بشأن التعاطي مع الذاكرة الإنسانية التي هي موضوع طبيعي مرتبط بسياقات وبهويات وبقيمة التعدد ، ولا يمكن اختزالها إلى مدلولات رمزية رقمية بلغة اليوم في مجال الثورة الرقمية، أو إلى قيم صورية بلغة الأمس القريب على عهد ماقبل مدرسة فرانكفورت الفلسفية ومابعدها. بمعنى لا اللغة الطبعية كان بالإمكان إخضاعها للمنطق الصوري الرياضي لامتصاص التعدد والاحتمال فيها، وإلغاء ارتباطها بالسياق، و إلغاء شرطها التداولي، ولا الذاكرة الإنسانية التي هي مرتبطة بالتعدد وبالاختلاف كذلك، لأنها (أي الذاكرة ) تمثل هوية كل فرد غير قابلة لأن تختزل في النظام الرقمي لأنه يلغي تعددها ويحولها إلى رموز صورية تغيب فيها الشرط التداولي كذلك، أي ارتباط تلك الذاكرة بسياق مقامي وثقافي خاص. فاللغة الطبيعية والإنسان كيانان مماثلان يرتبطان كلاهما بشروط تداولية.