تمتع بأفضل العقول في إيطاليا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: يقول العقاد "إن الانسان عندما يقرأ فكرة ما في كتاب أو قصة فإن هذه الفكرة قد توقظ في داخله عشرات الافكار التي قرأها أو صادفها في أماكن متفرقة، فكأنه يفتح كتاباً ويقرأ في عشرات الكتب" وهذا ما يشعر به القارئ عند قراءة قصص لكبار الكتاب الايطاليين، فكل كاتب منهم ينقل إلينا عالماً ما وطريقة ما لرؤية
أصوات مختلفة من الادب الايطالي:
وتوضح مقدمة الكتاب بأن قصص المجموعة كُتبت على مدى 30 عاماً تقريباً وتتنوع طبيعة هذه القصص تنوعاً واسعاً من خلال ما تكشفه من عوالم جديدة أو من خلال أساليب السرد، ولكنها جميعها جاءت نتيجة لعصر كان فيه النقد الاجتماعي لا يزال إحدى طبقات الفكر الحي من حيث ممارسته ومراسه وكانت فيه الثقافة مرادفا للتعمق...هي قصص ولدت من الثقة بالادب كأداة بحث قوية للواقع، وكما جاء في مقدمة الكتاب أن هؤلاء المؤلفين قد نجحوا جميعهم في ترجمة تشابك الموضوعات التي يعالجونها سواء كانت تاريخية أو مرتبطة بالحاضر بنظرة ثاقبة تجمع المثالب والفضائل ونقاط القوة ونقاط الضعف في المجتمع الايطالي، وبحياد يسمح لهم بالاستخدام المتواصل للسخرية...تجد أصوات مختلفة ومتعددة من الادب الايطالي المعاصر ضمن المجموعة.. تمتلك نظرة مميزة على مستوى المضمون.. وتعتبر من أفضل الاصوات لانها حملت على عاتقها مسئولية صنع أدب أصيل وجديد لارتباطه بالتقاليد المحلية الايطالية وجديد لمواكبته تطور الادب المعاصر في باقي أنحاء العالم، فعلى سبيل المثال ضم الكتاب مؤلفين من المدرسة الكلاسيكية مثل "مانليو كانكوني" و"رافاييلي كروفي"، وأكثر تجريبية مثل "جاني تشيلاني" ومن الكتاب الساخرين "اوريستي ديل بوونو"، والنقاد والروائيين مثل "روبرتو كوترونيو"، وهناك من هم غير معروفين من خلال كتاباتهم خارج إيطاليا مثل "تشيرامي" ولكن تمت معرفتهم عن طريق الافلام المأخوذة عن كتاباتهم، تشيرامي معروف على المستوى العالمي بأنه السيناريست الشهير لافلام "روبرتو بينيني" مؤلف ومخرج فيلم "الحياة جميلة" كما نشر الكثير من الروايات منها "الحضور الغرامي"، "وداعا لينين" "ولد من زجاج" وغيرها.
أكثر الكُتاب رواجاً:
نذكر على سبيل المثال "آلبرتو أربازينو" الذي كان منذ نصف قرن في قلب المعارك الادبية، الذي استقر في مطلع الستينيات في روما غير أنه استمر في الترحال، وكان ولم يزل مراقباً دءوبا للاحداث الثقافية والادبية والاجتماعية وللاعراف والتقاليد المعاصرة مما أثرى أنشطته الحافلة ككاتب وصحفي، ومن مجموعاته القصصية الاجازات الصغيرة، اللومباردي المجهول، وباريس أيتها العزيزة، و"آلدو بوزي" الذي يعد واحداً من الكتاب الاكثر تجديداً وفضائحية في أوروبا، ظهرت أولى رواياته بعنوان "دراسة عن الشباب" في عام 1948 وفي القصة التي تضمنت هذه المجموعة يقدم الكاتب بلاغاً أخلاقياً عن المجتمع الايطالي وعن سلوكياته الكاذبة وعن ندرة ميله للجماعية، أما "ستيفانو بيني" وهو صحفي وشاعر وكاتب وقام باخراج وكتابة سيناريو فيلم "موسيقى لعجائز الحيوانات" وله اسهامات في المسرح ومنذ عام 1999 يتولى مهمة المستشار الفني لمهرجان "صخب متوسطي" الدولي لموسيقى الجاز، و"آلبيرتو بيفيلاكوا" الذي يعد من أشهر الشخصيات في المجتمع الايطالي الادبي كتب بعض الروايت والدواوين الشعرية منها الصداقة المفقودة، ويعتبر من أكثر الكتاب رواجاً في الجانب الرومانسي، و"آندريا كامليري" الذي أخرج أكثر من 100 عمل مسرحي وعمل كمؤلف وسيناريست ومخرج للعديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية، وقد تمت معالجة بعض من قصصه في أفلام تلفزيونية ولاقت نجاحاً عندما عرضت في عام 2000، والجدير بالذكر أن هؤلاء الكتاب يوازي حجم طبعاتهم طبعات أفضل الكتب مبيعاً في الغرب.
أعمال أقل شعبية:
كما تضم المجموعة مؤلفين آخرين أقل وجوداً في السوق وأقل شعبية لدى الجمهور على الرغم من أنهم أنتجوا أفضل الاعمال الادبية مثل الاديب "روبرتو كلاسو" وهو أحد النقاد الايطاليين ويعد باحثاً دءوباً في جميع المجالات، وهو مدير إحدى دور النشر الشهيرة "اديلفي" كما يعتبر مثقف غير عادي ويعرف كيف ينوع بين الاعمال ذات الطابع الفلسفي وذات الطابع الخاص بفقه اللغة، وجميع أعماله لاقت قبولاً واستحساناً من قبل القراء، وهناك أيضاً الاديب "جويدو تشرونيتي" الملقب بالغريب الاطوار، أو عميق المعرفة بالنفس البشرية "لوكا دونينيلي" أو الانتقائي "ادوارد البيناتي"، كل واحد منهم يمثل جزءاً من بانوراما الادب الايطالي المعاصر وشهادة على عصره وعلى طريقة رؤيته للعالم والحكم عليه وتعكس إبداعاتهم جزءاً من الطبيعة الايطالية وفلسفتها وعقليتها وثقافتها.
كتابات متميزة:
ومن ضمن المجموعة هناك بعض الكتاب الذين عبروا عن الخصوصية الايطالية بطريقة غير مسبوقة نذكر منهم مثلا "فينتشينتسو كونصولو" الذي استطاع أن يحكي عن صقلية بطريقة مميزة، و"بينو كاكوتشي" الذي حكى عن المكسيك من منظور إيطالي بطريقة تجعل رؤية الانسان للعالم كونية ومحلية في الوقت ذاته، وهو يتميز الى جانب إبداعاته الروائية والقصصية بغزارة إنتاجه في الترجمة، وتتراوح كتاباته بين الحقيقة والمحاكاة وتتنوع غالباً بين الرواية والسيرة والدراسات الادبية، ونذكر أيضاً المغامرات الفكرية داخل النفس الانسانية والمتمثلة في أعمال "فرديناندو كامون" المؤلف المحبب لدى سارتر، والذي يعد من أبرز الشخصيات في الادب الايطالي وله القدرة على أن يجمع في كتاباته بين فن تحليل المجتمع المعاصر وبين رقة ونعومة المشاعر ويعد شاهد عيان على عصره وخير من يعرف كيف يسرد أزمة هذا العصر على أفضل وجه، أو المفسر الكبير لمفهوم الرواية التاريخية مثل "اليساندرو باربيرو" الذي سار على النهج القديم للرواية التاريخية الايطالية.