عالم الأدب

إلى محمد سلماوي: نرفض توصيفكم الجائر لنا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعقيبا على ما نشرته " إيلاف "
أدباء العراق: نرفض توصيفكم الجائر لنا

السيد محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصريين المحترم

تحية طيبة :
قرأ أدباء العراق وكتابه في الداخل والخارج على موقع " إيلاف الالكتروني " في 7 / 11 / 2006 بأسى وغضب تصريحات منسوبة لكم حول مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في القاهرة تتضمن توصيفكم للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بأنه " الاتحاد الذي عينته الحكومة العراقية بعد الاحتلال " وهو حكم ظالم وجائر وتعسفي وبعيد كل البعد عن الحقيقة التي يجب ان تتوخاها وانت في مركز المسؤولية، الا ان تكرر التهم جزافاً وتتلقفها من أفواه دهاقنة السياسات السرية في الأمانة العامة للإتحاد خاصة أولئك الذين ينطبق عليهم توصيفكم ممن " عينتهم حكوماتهم " بفرمانات حزبية، وإدارية، سرية او علنية مفضوحة، ويؤسفنا ان نقول لكم ولكل الأدباء والكتاب العرب الذين لا يمتثلون لاملاءات " الحكومات " واغلب الأنظمة الدكتاتورية العربية بأن إتحادنا، مؤسسة ثقافية غير حكومية مستقلة لا علاقة لها من قريب او بعيد بالحكومة العراقية او وزارة الثقافة، وهي ايضاً بمنأئ عن تأثير قوات الاحتلال، بل نعلن هنا بان اتحادنا قد إكتسب شرعية قبل ان تمتلكها اي حكومة عراقية بعد سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي، ذلك ان الأدباء العراقيين تداعوا لإعادة تشكيل اتحاد الأدباء في 28 / 4 / 2003 أي قبيل الإعلان عن أي حكومة عراقية آنذاك ومارس هذا الاتحاد نشاطه متحدياً كل الصعوبات ومتمسكاً باستقلاليته وقيمه الأدبية والثقافية والمهنية النظيفة ونجح في 25 / 7 / 2004 في إجراء إنتخابات شرعية شاملة وفق القواعد المعمول بها، وبحضور قاضِ من وزارة العدل وبمباركة جميع الأدباء والكتاب العراقيين، وطوال هذه الفترة لم يشعر إتحادنا بأي تأثير على سياسته وقراراته من قبل المؤسسات الحكومية لأننا تمسكنا بحقنا في رسم سياستنا الثقافية والوطنية والمهنية باستقلالية تامة ورفضنا كل الاغراءات التي حاولت تقديم منح مالية لإتحادنا من اية جهة أجنبية كانت، وكنا نشكو خلال هذه المدة من مواصلة سياسة التهميش التي تمارسها الحكومة العراقية تجاه المثقفين والأدباء العراقيين ذلك ان أصوات الانفجارات والمفخخات التي يزرعها الإرهابيون والتكفيريون كل يوم لم تمكن المؤسسات الحكومية من الاصغاء الى مطاليبنا ونداءاتنا، وظلت منشغلة بالملف الأمني وملفات أخرى كانت تبدو لها أكثر سخونة وأهمية من الملف الثقافي المنسي.
واذا كان من الضروري الحديث عن إستقلالية إتحادنا، نود ان نؤكد ان اتحادنا الآن يمتلك إستقلالية لم يكن يمتلكها خلال العهد الدكتاتوري الغابر وللذين يتباكون على غياب الديمقراطية في انتخابات اتحادنا اليوم نود فقط ان نذكرهم بحقائق معروفة للجميع منها ان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في العهد السابق لم يكن مستقلاً ، وكانت إنتخاباته ينطبق عليها توصيفكم المذكور مما كان يجعله بحق " الاتحاد الذي عينته الحكومة العراقية " ذلك ان وزارة الثقافة كانت تمتلك ولاية على إتحاد الادباء، ويحق لوزير الثقافة على وفق قانون اتحاد الأدباء ونظامه الداخلي عند الضرورة حل هيئات الاتحاد الشرعية وتشكيل هيئة تحضيرية جديدة، اضافة الى ذلك كان الاتحاد مرتبطاً إرتباطاً رسمياً وتنظيمياً بما يسمى بـ " المكتب المهني " التابع للحزب الحاكم آنذاك ( حزب البعث ) وكان بعض قادة الاتحاد آنذاك يتضايقون من هذه العلاقة ويحاولون باستمرار التملص منها ومن إملاءاتها، وبالاضافة الى ذلك فقد كان الاتحاد يأتمر بالخط السياسي والآيديولوجي لما يسمى بـ ( مكتب الإعلام القومي ) الذي كان يشرف عليه مباشرة طارق عزيز ويرتبط مباشرة بصدام حسين.
اما إنتخابات اتحاد الأدباء فكانت تجري من خلال توجيهات حزبية صارمة حيث يرشح الحزب الحاكم قائمة محددة ويعلن مقدماً رئيس الاتحاد فيها، وكانت هناك شروط قاسية ومعلنة لمن يحق له الترشيح للانتخابات منها توفر ما يسمى بـ " السلامة الفكرية " والمشاركة بما يسمى بـ " الجيش الشعبي " او " فدائيي صدام ".
وعندما دخل عدي صدام حسين اللعبة الثقافية في العراق شاء ان ينافس قائمة حزب البعث في إنتخابات إتحاد الأدباء بقائمة خاصة تعتمد على الولاءات الشخصية له، وفعلاً تمكن من الفوز في أكثر من دورة انتخابية ضد القائمة الحزبية التي كان يدعمها صدام حسين شخصياً ـ وهذه حقيقة قد لا تكون سرية للصراع بين الأب والابن على مراكز النفوذ آ نذاك ـ الا ان آخر الانتخابات قد رجحت كفة قائمة حزب البعث بعد معركة بالايدي واللكمات داخل قاعة الانتخابات وجه فيها عبد الجبار محسن ـ مسؤول التوجيه السياسي آنذاك لكمة ألقى فيها منافس القائمة الحزبية الشاعر لؤي حقي وممثل قائمة عدي صدام حسين أرضاَ وبالضربة القاضية، وهكذا فازت القائمة الحزبية التي رأسها آنذاك الرئيس الأخير في العهد المباد لإتحاد الأدباء الصحفي هاني وهيب الذي يتباهى بان حزب البعث قد إختاره لينتشل اتحاد الأدباء من الفوضى التي تسبب فيها كما يقول الأدباء الشباب من مؤيدي قائمة عدي صدام حسين، ولا اذيع سراً اذا ما قلت بان رئيس الاتحاد السابق الزميل هاني وهيب لم يكن أديبا بالمرة بل كان إعلامياً ورئيساً لتحرير جريدة " القادسية " التابعة لدائرة التوجيه السياسي في الجيش العراقي، وهو لا يميز بين المرفوع والمنصوب ، ولا يستطيع ان يرتجل كلمة قصيرة وبلغة سليمة لمدة خمس دقائق مما جعل زملاءه في المكتب التنفيذي يتندرون عليه ويطأطئون رؤوسهم عندما يعتلي المنصة خشية ان يرتكب أخطاء ، لغوية وفكرية تحرجهم أمام ضيوفهم من الأدباء والكتاب العرب.
هذه بعض الحقائق، وهي غيض من فيض، عن ديمقراطية المؤسسات الثقافية في العهد السابق التي يتباكى البعض عليها هذه الأيام وهي حقائق لم تكن تخفى بالتاكيد على ممثلي " المكتب الدائم " الذين يفترض حضورهم آنذاك للدورات الانتخابية المختلفة.
إننا نعتقد بأن التصريحات المنسوبة لكم ـ ان صحت ـ فهي تمثل إستباقاً منحازاً لقرار جائر سوف تتخذونه ضد اتحادنا، اذ يفترض فيك ان تكون حكماً عدلاً ومنصفاً ويصغي الى جميع الأطراف، لا ان تتماهى شخصية الحاكم والمدعي العام والجلاد بشخصية واحدة.
واخيراً فنحن نقولها الآن وسبق ان قلناها في العديد من مذكراتنا الى الأمانة العامة والى رئيس الاتحاد ومنها رسالتنا الأخيرة التي وجهناها لكم ولإتحادات الأدباء العرب ونشرت في العشرات من مواقع الانترنيت بان إتحادنا الحالي يمثل الضمير الحي النظيف للأدباء والكتاب العراقيين الشرفاء الذين كانوا يناضلون دوماً ضد الدكتاتورية والتعسف ـ دكتاتورية صدام حسين ـ والتي كان البعض ـ وللأسف ـ من الأدباء والمسؤولين العرب يطبلون لها ويروجون المقالات والقصائد العصماء في الدفاع عنها وتملقها وتصويرها بالبطولة والقومية المدافعة عن " الجبهة الشرقية للوطن العربي " ! وان أدباء العراق اليوم يواصلون سوية مع كل مثقفي شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية نضالهم من اجل إخراج آخر جندي من جنود الاحتلال كما يواجهون بشجاعة ومسؤولية كل المخططات الواهمة التي تحلم بعودة الدكتاتورية وتطبيق الاجندات التكفيرية والإرهابية التي ترمي الى إقامة ما يسمى بـ " الإمارة الإسلامية في العراق " لتكون حاضنه لقوى الإرهاب والعنف في المنطقة والعالم ولذا فنحن ندعوكم ـ بروح المسؤولية ـ الى إعادة النظر في مواقفكم تجاه إتحادنا، وشعبنا ومؤسساتنا النيابية والدستورية وأن تنتصروا للحقيقة وهي اننا نقف مع الحياة والمستقبل والأمل، اما أعداء شعبنا فيقفون مع الموت والإرهاب والتكفير والعنف والدكتاتورية ، ولذا فان وقوفكم ضدنا هو وقوف الى جانب قوى التكفير والظلام والموت التي تحصد أرواح الأبرياء من ابناء شعبنا كل يوم والتي تتستر زوراً وراء شعار " المقاومة " ولأنكم بذلك إنما تغمضون أعينكم عن حقائق واضحة لا يمكن ان تخفى على ممثلي الفكر والثقافة والكلمة الشريفة.
نحن لا نريد بصرختنا هذه ان نستجدي مقعدنا في اتحاد الكتاب العرب فذلك حق شرعي لنا ـ وانما نستصرخ ضمائركم لكي لا تظل مخدرة او مغيبة مما يدفعكم بالتالي الى ارتكاب مظالم غير مبررة بحق أدبائنا وشعبنا، ولان صحوتكم المتأخرة او المؤجلة ستحملكم مسؤولية تاريخية كبيرة وتضعكم في صف الإعلام العربي المغيب او المخدر والذي إرتضى بمقولات التكفيريين والإرهابيين وأيتام الدكتاتورية حول الشأن العراقي، وظل يلوكها وينشرها مشجعاً ـ بعلم او دون علم ـ قوى الإرهاب والتحريض التي يقودها فقهاء التكفير والظلامية في عصرنا.
مرة اخرى نعلنها من على كل منابر الدنيا باننا الممثلون الحقيقيون للأدباء والكتاب العراقيين في الداخل والخارج دون ان نعارض حق أي مجموعة أدبية لتشكيل روابط أدبية وثقافية جديدة، وليس من حق أي جهة اخرى ان تدعي تمثيلنا داخل اتحاد الكتاب العرب او خارجه، واننا نظل نطالب بحقنا الشرعي في اعادة عضوية اتحادنا في اتحاد الكتاب العرب وبحضور مؤتمر القاهرة خاصة بعد ان أستكمل العراق مؤسساته الدستورية الشرعية واستعاد منذ زمن بعيد عضويته في الجامعة العربية.
في الختام تقبلوا منا ومن جميع أدباء العراق وكتابه في الداخل والخارج أطيب التحيات.

فاضل ثامررئيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف