أشهر 100 شائعة في حياة هذا الجيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: يقول الاديب "عمر طاهر" في كتابه الساخر "شكلها باظت" الصادر عن دار أطلس للنشر والانتاج الاعلامي، أن الشائعات تكبر وتنتشر في
كتاب قد لا يمثل لك أية أهمية
ويُحسب للكاتب أنه استطاع وبنجاح رصد وتسجيل شهادة هذا الجيل في كتابه بطريقة جذابة، يتكون الكتاب من 20 فصلاً جمع فيها العديد من المشاهد والمواقف والشائعات التي
أشهر 100 شائعة:
ذكر عمر طاهر في كتابه "أشهر 100 شائعة في مصر".. شائعات فنية ودينية وثقافية وتاريخية وأخرى تحت مسمى منوعات، رتب هذه الشائعات بتسلسل ساخر جداً... ولكنها شائعات تعكس واقعاً فكرياً لجيل اختلطت عليه العديد من الأمور.. فمن الشائعات التاريخية التي استلمها جيله من الاجيال السابقة أن طاقم المطبخ في قصر الملك فاروق كان يضرب الحمام المسلوق في الخلاط ثم يصفيه ويقدمه شراباً للملك يتناوله على الافطار والسؤال -على لسان الكاتب- هو كان فيه خلاطات أيام الملك؟ وشائعة أن الأديب "عبد الرحمن منيف" هو الكاتب الحقيقي للروايات التي كان يصدرها صدام حسين، ومن الشائعات الدينية قصة الفتاة التي كانت تستقل الميكروباص بملابس مثيرة وعندما نصحها أحد الركاب المتديين بأن تلتزم بالزي المحتشم وأن تعود الى ربها وتلحق فرصة التوبة قبل أن يداهمها الموت، ما كان منها إلا أن تهكمت عليه وعلى الدين بصوت عال، وعندما وصل الميكروباص الى المحطة نزل الجميع ما عدا هي وعندما توجه السائق لايقاظها وجدها ميتة!!! وشائعة أن المطربة اللبنانية "نجوى كرم" قالت ساقطع اصبعي إذا ارتفع
كيف تعرف إنك تشاهد فيلماً مصرياً؟
تضمن الكتاب مجموعة من مشاهد الافلام السينمائية المصرية تحت باب "إزاي تعرف إنك بتتفرج على فيلم مصري" مشاهد بالفعل تتكرر في الافلام المصرية وتجعلك تتوقع أحداث الفيلم ونهايته قبل أن تصل الى منتصفه.. ويقول الكاتب تتميز الافلام المصرية بثوابت في التأليف والاخراج والاداء عفى عليها الزمن، وأصبحت موضة بالية غارقة في الاستسهال والسذاجة، فعلى سبيل المثال...عندما تخبر البطلة صديقها أوعشيقها بانها حامل فيرد عليها دون أدنى تردد "اللي في بطنك ده لازم ينزل حالاً" وغالباً يكون الفنان يوسف شعبان، عندما تفاجأ بأغنية في وسط الفيلم دون أي مقدمات ودون أدنى مبرر فني أو درامي..أغنية يمكن حذفها بسهولة دون أن تتأثر أحداث الفيلم، وعندما يندر أو يستحيل أن تجد الهاتف مشغول، وأيضاً عندما تكون النهاية سعيدة دوماً وعندما ينتصر الخير بضراوة على الشر الذي ظل مسيطراً على الاحداث حتى الدقائق الاخيرة من الفيلم، عندما يكتشف الزوج خيانة زوجته مصادفة لأنه نسي شيئاً، فعاد الى بيته وخلال تلك الفترة يكون العشيق قد وصل وغير ملابسه وأصبح في فراش الزوجية جاهزا
كيف تعرف؟
رصد الكاتب مظاهر إجتماعية وسياسية وتعليمية فتحت باب "عظيمة يا مصر" على سبيل المثال كتب بعض النقاط ومنها... في مصر فقط..لا يتم وضع الملصقات الا تحت لافتة ممنوع لصق الاعلانات" في مصر فقط..تم القضاء نهائياً على ظاهرة إدمان الهيروين بعد أن أصبح البانجو في متناول الجميع، في مصر فقط..الاختيارات السياسية المتاحة أمام المواطن هي التصويت ب نعم أو لا، في مصر فقط..يتم انفاق ملايين الجنيهات من أجل الحصول على صفر أمام العالم، في مصر فقط..ينادي وزراء التعليم بالغاء مجانية التعليم، في مصر فقط..الاموات "الفراعنة" ينفقون على الاحياء، وفي باب "ازاي تعرف إنك بتقرا جورنال مصري"؟ رصد الكاتب العديد من الامور التي تتميز بها الصحف المصرية ومنها...عندما تقرأ مانشيت لا يتغير قبل شم النسيم ب يوم ضبط 8 أطنان أسماك مملحة فاسدة (طيب ما هي فاسدة علشان ما حدش بيشتري منها طول السنة)، وعندما تقرأ في اليوم التالي وصول 28 حالة تسمم الى مستشفى ناصر بعد وجبة فسيخ فاسدة، وفي باب "كيف تعرف إنك تسير في أحد شوارع القاهرة" رصد سلوكيات معينة ومنها عندما تلقي نظرة عامة فتجد الجميع يسير متجهماً وعلى استعداد فطري للتورط في أي عراك، عندما تقرأ على التاكسيات والميكروباصات جملاً مكتوبة بخط اليد هي خلاصة الحكمة الانسانية مثل يا سلام لو الناس تبطل كلام، عندما تبحث عن مصر التلوث والعوادم والادخنة الهائجة التي أصابت العاصمة بالشيخوخة فتجد المصدر هو السيارات التابعة للحكومة، عندما تشاهد أعمدة الانارة مضاءة في وضح النهار وقد تألقت بنورها الاصفر وعندما تشاهد الاعمدة نفسها مطفأة ليلاً، عندما تتابع سيارة جمع القمامة وهي تخترق الشارع والقمامة التي جمعوها تتساقط منها يميناً ويساراً، إضافة الى أبواب ثانية سجل فيها الكثير من السلوكيات مثل "ازاي تعرف إنك بتتفرج
ثقافة المصريين الجنسية
وأفرد باباً كاملاً لرصد سلوكيات الناس وثقافتهم الجنسية في مصر..فيقول أن صناعة الصحف ازدهرت في الفترة الاخيرة في مصر بسبب إهتمامها بالجنس، والمصري لا يتابع من ألوان الثقافة المختلفة سوى لون واحد وهو الاحمر الفاقع ويعطي وقته وذهنه وعينيه للثقافة الجنسية في أي وقت، وقدم عدة أمثلة منها... تجد مروى "أما نعيمة" أشهر من يوسف القعيد، ونجلا "بح" لها معجبون أكثر من د. أحمد مستجير، وتسأل الناس عن سر إختفاء "بوسي سمير" ولا يشغلها سر إختفاء أحمد زويل، ولذلك أيضاً تجذبه المانشيتات الصارخة ويلهث خلفها "سر قميص نوم هيفاء وهبي في غرفة رجل الاعمال الخليجي) خفايا فيلم روبي الجنسي، كما أصبحت خلطة الفضائح والجنس والصور العارية ذات سر باتع مع مواطن في وطن مكتوم معظم أبنائه عاشوا وتزوجوا وأنجبوا وماتوا دون أن يعرفوا حقيقة الجنس، ووضح أنه على مدار العقود الماضية لم تكن للثقافة الجنسية مصادر واضحة ومحددة ومتاحة للجميع، بل كان الامر قائماً على المحاولات الفردية، وصلت للنتائج نفسها وهي نتائج مشوشة في إجمالها لان المصادر كانت واحدة تقريباً، فالحقيقة أن معظم الناس قد تعرف على الانثى من أمور كثيرة غير الانثى نفسها، فذكر على سبيل المثال المجلات والكتب التي انتشرت آنذاك مثل كتب "خليل حنا تادرس" الذي أصدر عشرات الكتب في طبعات شعبية رخيصة وكانت تلاقي رواجاً هائلاً لما تحتويه من قصص جنسية مؤثرة مثل "مذكرات ممرضة" "مذكرات خادمة"، إضافة الى وروايات "إحسان عبد القدوس" وتحديداً أنف وثلاث عيون، وكتب "نوال السعداوي" تحديداً المرأة والجنس وروايات "رجاء عليش" تحديداً كلهم أعدائي.
"شكلها باظت" كتاب يحلل الشخصية المصرية من وجهة نظر كاتب من جيل مواليد ما بعد نصر أكتوبر 1973، كاتب صدر له سابقاً أربعة دواوين شعرية بالعامية المصرية، وهي مشوار لحد الحيطة، لا بد من خيانة، عرفوه بالحزن، وضع محرج، وترجم رواية الى اللغة العربية "بالقرب من نهر بيدرا جلست وبكيت" لباولو كويلو.