معرض صلصال للفنانة الشابة شيرين شامية بغزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة من اشرف سحويل: افتتحت وزارة الثقافة معرضاً فنياً بعنوان "تراب فلسطين" للفنانة التشكيلية شيرين شامية بقاعة جاليري الميناء بحضور الشاعر أحمد دحبور واللواء مازن عز الدين و الفنان التشكيلي فايز السرساوي مدير عام العمل الأهلي بوزارة الثقافة و محمود روقة مدير جاليري الميناء بغزة و عدد من الفنانين و المثقفين و المهتمين.
" موهبة تسترعي الانتباه "
وأضاف ان في التجربة التي إقتحمت عالمها الفنانة الشابة شيرين شامية نلحظ بداية إرهاصات تتخذ من الصلصال مادة للبوح و البحث عن معني لتجسيد الفكرة الطين و النار و ما بينهما من مسافة معبدة بشتى أنواع الهواجس و المشاعر تجعل من المحسوس و الهش قوة لها ديمومة في الزمن. فمنذ عرف الإنسان الأول تقنية تشكيل الطين و هو يسعى لتشكيل قدرة و يؤرخ أيامه على ملمس المادة الأولى للحياة.
الأعمال الفنية التي نشاهدها في معرض اليوم تأتي نتيجة لتراكم خبرة و حصيلة تجربة فيها الكثير من الصبر و روح المثابرة و الجلد لفنانة ارتأت أن تقدم نفسها عبر باكورة أعمالها المكونة من نماذج فخارية فيها روح الخزف بقدر ما تقترب من لغة كتلة النحت إلى ما هنالك من تكوينات متنوعة تنم عن موهبة تسترعي الانتباه.
" تحاكي الماضي بعين معاصرة "
محمود روقه قال أن العنوان الجميل الذي اختارته الفنانة التشكيلية الواعدة شيرين شامية التي جاءت إلينا بمعرضها الشخصي الأول هذا بتشكيلاتها الفخارية التي عجنتها من طين غزة هاشم - تراب فلسطين، تراب الوطن الحبيب -، فكان ناجحا في
و أضاف رغم بساطة الفكرة في اختيار الأشكال و التي من الممكن جدا استخدامها ليس فقط ديكورا نزين فيه هذا المكان أو ذاك، إنما أيضا استخداما عمليا في البيت أو المكتب أو مكان العمل... الخ. حين شرحت لنا الفنانة الأعمال ازدادت روعتها من خلال بساطة الإمكانات و أدوات التشكيل و المعالجة، خاصة و أنها تعاملت مع قطع و أشكال مختلفة الأحجام.
وأوضح أن ما ميز هذا العرض أنه جاء في خضم الهجمة العدوانية الإسرائيلية على كل شيء فلسطيني ولم تسلم الأرض الفلسطينية من التجريف و الخراب الإسرائيلي، و كأن الفنانة شيرين أرادت أن تشارك بطريقتها الخاصة في الدفاع عن الأرض من خلال فنها هذا بأن أعطته اسما من عمق الوطن " تراب فلسطين "، فمبارك للفنانة شيرين شامية هذا العمل الرائع و إلى الإمام نحو أعمال إبداعية جديدة.
"الصلصال فن و ليس حرفة "
و قالت الفنانة شامية عن طبيعة علاقتها بفن الفخار "الخزف": إنني منذ تجربتي الأولى لدراسة الفخار و الخزف في جامعة الأقصى أحببت طين فلسطين كأداة للتعبير و كمادة مطاوعة للتشكيل، و قد كنت اتعامل مع هذه المادة بحذر شديد، لأنها حساسة جداً و بعد أن تخرجت من الجامعة أصبح هذا الفن يشكل الجانب الرئيس في حياتي الفنية.
وتضيف شامية : يتكون الخزف من ثلاثة عناصر مهمة، و يعتبر الطلاء الزجاجي الملون واحداً من تلك العناصر المهمة التي يتوجب على الخزاف أن يعرف كيف يختارها، و باعتقادي أن تلوين الخزف مهم جداً، لان القطعة تكون غنية أكثر عندما تكون مزججة بألوان ناجحة و ملائمة للموضوع و يعتمد نجاح الموضوع فنياً على مدى جودة استعمال الخامة.
وترى الفنانة شامية أنه عندما يكون المضمون أصيلاً و نابعاً من ذات الفنان نجد أن الموازنة بينه و بين
وعندما تساءلت مع الفنانة شامية : لماذا ينظر البعض إلى " الفخار " على انه صناعة مثل الكثير من الصناعات ؟ قالت قبل الإجابة عن السؤال أود القول بان الكثير من الفنون يمكن أن تدخل في حيز الصنعة، و ذلك يعتمد على طريقة التعامل مع ستكون عليه معطيات تلك الفنون، و لكن متى ما دخلت مشاعر الإنسان و أحاسيسه و معرفته، و استطاع أن يتعامل مع فنه إنطلاقاً من قضية أو فكرة، فإنهما تتحولان إلى فن و ليس صناعة و في الخزف فان القطعة التي تنتجها الماكنة الصماء تختلف كثيراً عن تلك التي ينتجها الفنان الحقيقي، حتى لو كانتا من ذات الطين و الزجاج و اللون. وبرأيي أن الخزف فن و ليس حرفة أو صناعة يمكن أن يمتهنها كل من هب و دب.